متزوجه منذ ٢٥ عام رايت رجل غير زوجي يمسك يدي...

الأخت الفاضلة: رأيت خيراً وكفيت شراً بأذن الله.
الزواج في المنام في الأصل يدل على: حصول الأفراح. فإن رؤيا المرأة المتزوجة بأنها تتزوج أو يتقدم للزواج بها رجل غير زوجها يدل ذلك في المنام على خير وفائدة ومصلحة تقضى إن شاء الله، فإذا كان الزوج الجديد شخصاً معروفاً للرائية فهو خير ومصلحة تقضى لكم عن طريقه، وإذا كان شخصاً مجهولاً فالزواج له معاني كثيرة ومن معانيه تحقيق المراد، وقضاء حاجة ملحة، وتحقيق هدف يجلب لكم السعادة والتكامل مع الغير، وإذا رأت المرأة إنها تزوجت رجل مجهولاً فإنها تصيب خيراً كثيراً، فإذا كانت إمرأة مريضة دل زواجها من مجهول على شفاءها من مرضها إن شاء الله وإذا رأت المرأة المتزوجة إنها تزوجت في المنام وكان لها أبناء في سن الزواج فإنها تزوج أحد من أبناءها ذكور أو إناث، وإن تزوجت المرأة المتزوجة في المنام فإنها تنال خيراً والسعادة التي يحققها الزواج، وإذا رأت المرأة المتزوجة الزواج من رجل مجهول في المنام ولم تكون متزينة في المنام فقد يدل على الحمل ببنت، وإذا ظهرت متجملة كالعروس وكانت هناك حفلة فإنها قد تلد ولداً بأذن الله، والزوجة مع الزوج في المنام شركاء في أمر يليق بهما، فقد تكون شراكة في مسألة من أمور الدنيا تليق بكم وبظروفكم، منام طيب يبشر بقدوم الخير والزيادة في الدنيا والرزق ومصالح تحقق إن شاء الله، والله أعلم.

الأخت الفاضلة: 
إذكر بأننا نتحدث عن منام، والمنامات قد تكون رؤى صادقة وهذه لها شروط، وقد تكون رؤيا حديث نفس وهو ما يجول في فكرك وما يشغلك في الواقع وما تتمني حصوله أو ما تخافي منه فمن الطبيعي رؤيتها في المنام وليست من الله مجرد حديث نفس، وقد يكون أحياناً حلم من الشيطان، ولا أحد يستطيع الجزم بالمنامات لأنها من أمور الغيب الذي لا يعلمه إلا الله أو من يوحي إليه ولا وحي بعد محمد صل الله عليه وسلم، والتفسير للمنامات مجهود بشري قد يصيب وقد يخطئ، ويكون بحسب التزام الرائي بذكر تفاصيل المنام، وكذلك بحسب التزام المفسر بالشرع وخبرته، ولذلك النصيحة عدم الإعتماد على المنامات في مثل هذه الأمور المهمة جداً، وجعلي ميزان الشرع هو ما يعتمد عليه، فإذا كان زوجك رجل صالح صاحب دين صحيح وخلق طيب بفعل الواجبات وهو تارك للمحرمات، فالأصل مع مثل هذا الرجل الصبر على النقص الموجود به فليس هناك مخلوق كامل لا من الرجال ولا من النساء، مادام أنه صاحب دين وخلق فيغفر له الزلات والأخطاء التي لا يتعمدها، وبالخصوص وقد مضى على زواجكم ربع قرن...! وعلى الغالب لكم أبناء أصبحوا كبار ولعل بعضهم تزوج وأصبحت أجداد، والطلاق وهدم بيت الأسرة وتشتيت العائلة والأولاد لا يشك عاقل بأنه من عمل الشيطان اللعين، ولم يكون في يوم الطلاق أمر مستحب بل هو أعظم ما يقوم به الشيطان أن يفرق بين الرجل وزوجته قال تعالى:
( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ . ثم قال سبحانه:  مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ، البقرة 102، إن تفريق الرجل عن زوجته أو الزوجة عن زوجها هو من أتباع شرع الشياطين، شياطين الأنس أو الجن، وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم:« إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة. يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت » رواه مسلم. بل هناك نص صريح بأن أبغض الحلال إلى الله الطلاق فيروى عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) وهذا الحديث عن النبي فيه خلاف، لكنَّ معناه صحيح، أن الله تعالى يكره ما يؤدي إلى الطلاق من خراب البيوت وتفريق الأهل والأحبة، ولكنه لم يحرمه على عباده للتوسعة لهم، فإذا كان هناك سبب شرعي قاهر للطلاق ولا يوجد حل غيره صار ذلك جائزاً، وذلك لما يترتب عليه من مصائب ومشاكل، والصحيح أختاه أن يعمل بمثل هذه المسائل بالأحكام الشرعية وليس بالأحلام المنامية، والأحكام الشرعية تقول في هذه المسألة من جهة المرأة فالواجب الشرعي عليها هو: إذا كان زوجك رجلاً صالحاً يقيم دينه وله خلق طيب كما قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) صحيح الترمذي، فمن كان صاحب دين صادق وتدين مستقيم وكذلك له خلق طيب زوج وتمسك به بعد الزواج، والدين المقبول هو أن يكون ملتزم بأوامر الله كلها طاعة الله، ومجتنب لنواهيه كلها طاعة الله، والخلق هو أن يكون شجاع ليس بجبان، كريم ليس ببخيل، طيب النفس ليس بخبيث، وهكذا من هذه الصفات الطيبة فهذا الرجل الذي يزوج ويتمسك به وتؤجر المرأة على الزواج به والمحافظة عليه والصبر معه إذا حصلت مشاكل، فإذا كان الزوج فيه هذه الشروط ولا يوجد سبب شرعي لطلاق فلا يجوز لك التفكير بالطلاق ولا بطلبه وهو أثم توعد الله به المرأة على فعله فقال: صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة ) صححه الألباني في صحيح أبي داود، ولتعلم الأخت بأن أمة محمد تمر بظروف عظيمة وخراب كبير في الأسرة المسلمة وبالذات العربية، فنسبة الطلاق في البلاد العربية من عقود الزواج بلغ 60%، وهذا رقم مرعب يشير إلى أن الأسرة العربية إلى دمار وشتات، وسبب ذلك الأول هو البعد عن دين الله وترك شرع الله وتباع شرع وافكار الغرب بزراعة الفتن في بلاد المسلمين وفي بيوتهم من صراعات غير صحيحة بين الرجل والمرأة وقد تجاوز كل منهما حده للأسف، لذلك أنصح الأخت إذا كان الزوج رجلاً صالحاً كما ذكرت بأن تبادر بأنهاء هذه الحالة بدون مقدمات ولا غيره اقهري الشيطان والنفس الأمارة بالسوء ومن يوسوس من شياطين الأنس والجن ويزيدون الفرقة ثم يكونون أول من يتخلوا عنك ويتركوك مع وحدتك والهموم، إلا إذا كان زوجك ليس من أهل الصلاح مفرط بشرع ربه تارك للواجبات فاعل للمحرمات وليس له خلق طيب، فهذا له قصة مختلفة، أسال الله أن يصلح لك زوجك ويصلحك له ويوفقكما لما فيه خير لكما في الدنيا والآخرة، والجواب على السؤال بحسب المنام نعم إذا سعيتم للإصلاح فقد يدل المنام على التفاهم والخروج من حالة الصراع والإبتعاد عن مايهدد أسرتكما وسوف تجدي منه ما يسرك وما يريحك إذا شاء الله وصدق المنام والله أعلم.