(١) ذكرت يادكتورة عاليا ضرب والدي أمام أخواني...

التعرض للعنف امر غير محبب للنفس ويختلف الأفراد في صلابتهم النفسية وفي قدرتهم على التجاوز ونسيان صدمات الطفولة, وأتفهم عبء شعورك بالعنف, ولكنك تتحدث عن أمر حصل قبل عشرة سنوات وتصر على جعل الماضي يفقدك ما يمكن أن تناله من الحاضر, فأخوانك الآن لا يتذكروا هذه الحادثة ولربما لم ينتبهوا إلى أنك لا زلت متألم منها.. فهم يعتقدوا كما الجميع بأن التعرض للضرب من قبل الوالد أمر وارد مع صعوبته وانه يُنسى لأن الذكريات التي تتكون بمرور الوقت تكون أقوى ولأن الوالدين يخطئوا وقد يتصرفوا بعدم وعي وأنانية في وقت ما مع أطفالهم ولكن ليس دائمًا عن قصد فلربما كانت لحظة غضب تملكته تمامًا أو أنك قد فعلت أمر أفقد التحكم بنفسه.

وأنا لا أبخس ما اختبرته فالضرب أمر قاسي ولكن لا أريد أن تبقى اسير لتجارب الماضي, ولا تقول بأن والدك من افسد علاقتك بأخوتك بل انت من تعيش بالماضي وتحكم على علاقتك بهم بالفشل بدلًا من ان تتقدم نحوهم وتبادر لصنع ذكريات جميلة وهادئة معهم.. فالحياة أقصر مما تتخيل وان تبقى عالقًا في شعور او حالة ليس القرار الصحيح لكسب حياتك بأحسن صورة.

لذا حاول ان تفرغ تعبك النفسي من الأمر بالكتابة والرياضة وان ترى الامور الجميلة في والدك مثل كيف يساعدك ويرعاك/ ماذا يفعل لأجل عائلته/ سمعته بين الناس/ مارس معه نشاطات خفيفة كالمشي او لعب الشطرنج او الورق وغيره وقم بزيارة اصدقاءه او العائلة معه او التسوق معه... فكل هذه الامور البسيطة تصنع فارق وتحررك من التفكير السلبي بالماضي.