السلام عليكم ابنتي 8 اعوام تكذب ومثلا اليوم قامت...

الطفل في عمر الثمانية سنوات لا يكون متعمد للتصرفات هذه بشكل خبيث, ولا يكون مدرك لعواقب هذا التصرف وكيف يمكن أن يعطل الراشدين حقيقة... بل يفكر بأنها طريقة لتحقيق ما يريد قلبه ببساطة وهو الذهاب معك.. وأعلم كم أن هذا التصرف مزعج ويتلف الأعصاب وأنه تكرر ولكن علاجه يبدأ من عندك بأن يكون بينكما حوار كافي متعلق بخروجك ودوافعه وأهميته وأن توصلي لها فهم سوء تصرفها بشكل غير مباشر, فلربما ما تمارسه ابنتك من سلوك بسبب تعلقها الزائد بك/ رفضها للمسوؤلية تجاه اخوتها الأصغر/ عدم راحتها مع والدها في التعامل وشعورها بالأمان بقربك/ كونها طفلة بنقص انتباه وكثرة حركة ما يجعل صعبًا عليها استيعاب تعليماتك وكبح طاقتها فعليها يُملي عليها ما يحتاج بشكل لحوح ما يقودها لسلوك تخبئة أغراضك وما يمنع خروجك لتتحقق رغبتها بالخروج معك...

لذلك حاولي أن تعودي ابنتك على إنصاتك وأن تتحدثي معها بشكل يومي وتريها مدى اهتمامك لأفكارها ومشاعرها وذكريها دائمًا بأنكم أصدقاء وبإمكانها ان تخبرك اي شيء وانت ستعامليها هكذا أيضًا.. نفذوا نشاط المرآة والذي يكون بوضع لوحة في غرفتها بجانبه تعبيرات وجه واطلبي منها بان تلصق تعبير وجه في كل موقف يشعرها بشيء مزعج او مفرح وغيره وان تكتب تحته سبب هذا الشعور وتناقشوا اللوحة قبل النوم لتكوني اكثر فهم لما يدور في ذهنها وما يمر بها من مشاعر تجاهك خلال اليوم فتفهمي كيفية التصرف معها.. ايضًا استعيني بقصص ما قبل النوم في تجسيد شخصية تشبه تصرفها باسماء مختلفة وتنسجي القصة بأن الأم تعطلت او تأخرت عن أمر هام لها مثل التسميع او موعد الطبيب وغيره وكم هذا آذاها وأنه لا يجب ان نتحكم بأغراض غيرنا فلربما تساعدها هذه الطريقة على ضبط نفسها.

حاولي أن تتعاملي مع الأمر بذكاء أيضًا مثلًا أن تبقي نسخة من المفتاح لا تعرف عنه الابنة بمكان خاص بك فإذا كررت الأمر يكون تعاملك بسيط وبدون انفعال ما يحبط سلوكها وإيمانها بقدرته على التحكم بك, وملابسك مثلًا إذا خبأتها فعبري بصوت عالي بأن هذا لا يهم سترتدي ملابس ثانية وتنهي ما عليك..فبمقدار هدوئك أيضًا تحبطي تكرار سلوكها.

ولا تقلقي فهذا السلوك لن يكبر معها إذا حرصت على التقرب منها والحوار الدائم معها وعمل اتفاق قبل خروجك ولباسك وكل شيء بسير هذا اليوم لكلتاكما ووضع قائمة وخطة لسير يومها تلفتها وتجعلها توافق على اقتراحاتك, فمثلًا اذا خرجتي في موعد بإمكانك أن تخصصي في خطتها اليومية بأن تلعب العاب الحاسوب مع اخوتها في موعد خروجك إلى ان يأتي والدها فتلحقك..بمعنى أن يلفتها اقتراحك وتكون تميل إليه.