اخو زوجي تحرش بي و انا صغيرة كنت في المرحلة...

من الواضح ان تجربة التحرش تشكل لديك صدمة لا تريدي مواجهتها من فرط التعب, وأن علاقة زوجك السابقة بابنة عمه تصيبك بعدم الراحة والتوجس ما يمنع شعورك بالاستقرار النفسي بالتالي يمنع استقرار علاقتك الزوجية.

وأتفهم مدى كون هذه التجارب حساسة ومزعجة للروح ولكن الهرب من الماضي والتعامل معه كأنه ما سيوجه كل حياتنا ليس الحل وليس أسلوب صحيح لتقوية صحتنا النفسية, فالعائلة لا تستطيعي الامتناع عن التواصل معها مهما حصل ولكن تستطيعي وضع حدود في هذا التواصل, وحقيقة أن زوجك مرتبط بك وأنشأ معك عائلة يعني أنه يراك أولويته وحبه  وشريكة حياة مناسبة.. والكثير من الناس يكونوا علاقات عاطفية ما قبل الزواج ولا يعني هذا بانه سيؤثر على حياتهم الزوجية لأنهم باختيارهم الزواج من أحد يدركوا بأنه هو من يروه الآن لا من كان سابقًا وهذا لابد ان يطمئنك ويجعلك أكثر هدوء مع زوجك وحكمة في التعامل معه.

وما يجعلك مستاءة ومجهدة نفسيًا ورافضة كل أشكال التواصل هو عبئك النفسي الداخلي المتراكم من التجارب وعدم تفريغك لها بشكل جدي , ما جعل افكارك ومشاعرك المشوهة والثقيلة عليك توجه سلوكياتك وقراراتك. لذلك تنفسي بشكل عميق وذكّري نفسك بأن من يتحدث داخلك الآن هو الشخص المجروح المصدوم من الماضي ويجب ان تنتبهي لعلاجه ومداواته قبل ان تتبني المشاكل مع زوجك , فالإنسان هو المسؤول الأول عن صحته النفسية وليس وظيفة شريكه ان يشعر عنه بكل شيء بدون ان ينبهه لافكاره الغير منطقية بل ان يتفهم ويدعم ويوجه افكارك لمساحة آمنة وسليم لأجلك لا لأجل أي أحد آخر.

تحدثي مع زوجك من جديد واعتذري منه وأخبريه بأنك تريدي الشفاء من هذه التجارب وعدم الهروب من أحد وأنك ستذهبي لأخصائية نفسية أمينة تساعدك على ذلك وتحتاجي منه التفهم والصبر والدعم وإذا شعر بأنك تتعاملي مع الأمور بتهويل وتضخيم فيجب ان ينبهك بحب واحتواء لا أن يزيد الأمر صعوبة, وهذا أيضًا لأجل أطفالك فيتضح من استفسارك شعورك بالمسؤولية تجاههم والوعي بأنك يجب ان تعيدي ترتيب اولوياتك وافكارك من أجل حياة افضل معهم وهذا مؤشر على كونك ام ناضجة وسوف تستطيعي تحسين الأمر داخلك إن شاء الله.

أيضًا استعيني بالإرشادات التالية:

- اتفقي مع زوجك بأن يتعامل مع الشخصين بحدود وأنك تثقي به وبرجولته ومروءته , وخطاب زوجك بهذا سيجعله أكثر حرص على الحفاظ على الانطباع والانتباه لنفسه.

- حاولي كتابة افكارك ومشاعرك بشكل يومي ومراقبة ذاتك وكيفية سلوكها , فالوعي بالذات يجعلك تفهميها ويجعلك تميزي ما هو غير عقلاني في افكارك وبحاجة للتعامل معه, ايضًا الكتابة تساعدك على تفريغ الكبت وعدم مراكمته.

- تبني طقوس مهدئة للاعصاب عند الشعور بالضيق والزعل لالا يزيد الامر سوء داخلك, مثل تمارين التنفس العميق/ تمارين الاسترخاء/ التفكير بمكان آمن/ مشاهدة فيديوهات مبهجة ومريحة/لعب لعبة على الهاتف..

- خاطبي نفسك بصوت عالي عندما تشعري بعدم الاتزان بافكارك مثل ان تقولي: لا يجب ان اسمح لهذه التجارب ان تحد حياتي, لا يجب ان احصر مشاعري بتلك المنطقة من التجارب/ انا أقوى من ذلك وأشجع منهم ولست المخطئة بأي شيء..فهذا الخطاب الذاتي الإيجابي تدريجيًا سيجعلك أكثر استقرار.

- تذكري بأن تجربة التحرش لم توقف حياتك وأنك تزوجت وأصبحت أم وهذا برهان على مدى قدرتك على التجاوز وأنها لا شيء يذكر من حياتك, ولكن كونها حصلت بمرحلة بداية المراهقة يجعل تأثيرها واستقرارها في ذهنك زائد, وكون المسيء قريب منك يجعلها حاضرة أيضًا في ذهنك ولكنك لست الملامة والملام لا يهرب ولا يسمح للآخر بأن يشعر بهيمنته عليه وبأنه خائف من مواجهته, لذلك أعيدي التفكير بالأمر من جديد, احتضني نفسك وخاطبيها بالحب وذكريها بجوانبها الجميلة وبانها لم تفقد شيء بهذه التجربة وأن حان وقت التخلص من المشاعر المشوهة مهما بلغت لأن قيمتك ليست هي...

- بدلًا من الحذر والقلق من علاقة زوجك السابقة بعد هذا العمر, حاولي ان تبني جسر عاطفي دائم مع زوجك وان تحرصي على تجديد الحب بينكما من خلال تخصيص وقت لكم يوميًا تقوموا به بالتحدث عن مجريات يومكم او السهر معًا واللعب او الخروج للمشي معًا وماشابه من الطقوس الزوجية.

- ركزي على اطفالك برحلة التشافي, فتوجيه الذهن لهم يجعل وعيك بالأولويات وتجاوزك لما هو هامشي أسرع, حاولي ان تقومي معهم بنشاطات تسعدهم وتفيد صحتك النفسية بنفس الوقت مثل الرقص الحر الجماعي/ التلوين معًا/ مشاهدة فيلم كرتون / عمل كيك معًا/ الخروج للتنزه بالحديقة او مكان واسع يحبونه بشكل منتظم/ لعب العاب الطفولة معًا ومشادة البومات الصور والتحدث عن قصصها وماشابه..