السلام عليكم

ميل طفلة في هذا العمر للعب العاب الذكور وارتداء ملابسهم وتبني مظهرهم الخارجي المتعارف عليه قد لا يشير بالضرورة إلا اضطراب الهوية الجندرية بل يكون ببساطة أنها طفلة مختلفة, فالأطفال لا يفهموا العالم بتصنيفاته المعقدة بل يتعاملوا مع المعطيات بوضوح أي أنهم يعبروا عن ما يروا انه يناسبهم ويطلبوا ما يحبوه ويرتاحوا له, ولربما ابنتك محاطة بأقران ذكور يجعلها تحب التفاعل مع أجواء الذكور وما يتعلق بهم, فهوّن الأمر.

أيضًا تجنب من إشعار الطفلة بأنها غريبة أو ووصمها بأحكام أمامها وذكر مصطلحات أكبر منها وإن لم تفهمها لان هذا سيجعلها تنتبه ولربما يوجه الاستعداد لمنطقة غير آمنة في مراحل عمرية أخرى.

احرصوا على ألا تتعرض لمقاطع انترنت واعلانات غير مناسبة قد تشوه معنى الهوية, مراقبة افلام الكرتون الذي تتابعه والتأكد من عدم وجود إيحاءات زواج مثليين/ التحول الجنسي وغيره واحرصوا على التربية الجنسية الصحيحة والتجهيز الصحيح للطفلة لمقاومة أي تجربة غير سارة قد تتعرض لها, والتربية الجنسية بالإمكان التعلم عنها من خلال أخذ دورات مع متخصصين في التربية الجنسبة أو متابعة حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

لا تتعاملوا معها بأنها تفهم كل شيء وتحاول مداراة الأمر فالطفلة ابسط من ذلك, حاولوا ان تجعلوها تعبر عن هذه المواضيع من خلال الرسم الحر واطلبوا منها رسم مثلًا فتاة وفتى وأسرة وبيت وراقبوا ما التفاصيل التي تضعها/ ايضًا حاولوا إيصال كيف تتصرف الانثى وكيف يتصرف الذكر من خلال قصص ما قبل النوم وتضمين القصة بهذه الادوار بشكل غير مباشر وتدريجيًا ستتسع هذه المفاهيم داخلها/ عرضوا للاحتكاك باقران فتيات أكثر فلربما تتطبع منهم وتتعلم / حاولوا ان تعرضوا الطفلة لفعاليات الاناث بغرض جعلها تنتبه لا لتوجيه طاقتها فقط باتجاه ترونه مناسب مثل اقتراح اعداد الكيك معًا أو الاعتناء بالاظافر مثلًا او طلب تسريح شعرك وعمل اشكال وماشابه/ تذكروا ان حب الطفلة لهذه الامور البسيطة بالجنس الاخر لا يشير حتمًا لاضطراب ولابد ان تقتنعوا وتتقبلوها كما هي بكل اختلافها لألا تظلموها بالاحكام فيما بعد فليس هناك كتاب يحاسب وصنف افعال الذكور وافعال الاناث بالالعاب بل نحن من تبنينا هذه الحدود ولم نسمح لأنفسنا ان نكون كما نحب ببساطة طالما ان الهوية الجنسية خالية من التشويه وهو ما يهم.

ومراقبة الطفلة وافكارها ضمن هذه الارشادات تجعلكم تنتبهوا لأي خلل حقيقي, وفي حال وجوده فإن التوجه لأخصائي نفسي خطوة هامة لتنظيم خطة علاجية مناسبة لحالة الطفلة.