السلام عليكم ورحمة الله

انتباهك لاحتياجاتك النفسية وعدم كون حياتك على ما يرام واتخاذ موقف او قرار بناء على ذلك لا يتعلق بالاصالة ومدى كونك امرأة صبورة ومتفهمة, فالزواج تحقيق للاحتياجات النفسية والجنسية والعاطفية والاجتماعية ومدى حرص الشريك على تحقيق هذا هو ما يجعل الآخر يشعر بالاحترام والقيمة والاتزان, ولا يجب أن تفكري بشكل معاكس للمنطق وان تضعي حياتك الشخصية على الهامش فقط بسبب الا يضيع ابناء أختك, فتربيتهم بالكامل ليست مسؤوليتك وبمرور الوقت سيكبرون ويتسعون ويبتعدون ويكفي ما غرستيه بهم من قيم ومتابعة بحفظ القرآن, وعلاقتك مع زوجك لا ترتبط بعلاقتك مع ابناء اختك فبالنهاية أنت خالتهم وقريبتهم من أمهم قبل أي شيء آخر

لذا لابد من التحدث مع زوجك بشكل حاسم عن احتياجاتك الخاصة وعلى حقوقك التي يضمنها الشرع والعرف لك ... وأن تفهمي أسباب ابتعاده وعدم رعايتك فتوضيح هذه الأمر أقل ما يمكن فعله لأجلك, وتحدثي معه بشكل جدي عن رعايتك ماديًا ومدى الحاجة لوجوده وحضوره أكثر في المنزل أو اصطحابك مثلًا في سفره إن كان طويلًافهذا ما يجعله يوضح بأن علاقتكم تهمه.

أيضًا تحدثي معه بشكل ذكي وحنون وأشعريه بأنك صديقته تمامًا وتريدي أن تكوني أكثر اتصال معه وأكثر معنى بحياته ومشاركة لاهتماماته, وإذا كان يعاني من أي خلل متعلق بالأمور الجنسية فلا يجب أن يجعله هذا يشعر بالإحراج أو النقص, فالحياة ليست عراك لتبيين الأفضل, إنما لتتداركوا المصاعب معًا وتعالجوا ما هو في دائرة سيطرتكم ومحاولاتكم على الإصلاح..وإن كان ثمة أمر أكبر منكم فهذا قدر الله , ولكن لا يجب أن تكون مشكلة ما سبب في التعامل معك بهذا الإهمال فالحياة أوسع من هذا وبإمكانك إيجاد طريقة للتعامل مع المشكلة وتحقيق احتياجكم بشكل ما.

وإذا لم يبادر زوجك للتوضيح ومساعدتك على إنجاح العلاقة فإنه من الضروري التحدث مع  شخص حكيم من أسرتك ومشاركته ظرفك ليتحدث معه وتقرروا الأفضل وليشعر زوجك بأن ثمة أحد معك ويذكره بمروءته ورجولته وان الزوجة لا تترك وحيدة مهملة..وإذا أصر زوجك على التعامل بجفاء ولم يصارحك بما يعايشه ويجعله هكذا فحياتك أثمن من إضاعتها بعدم السعادة والشعور بالإحباط والوحدة والتفكير بجدوى العلاقة واستمرارها سيكون من حقك.