انا لدي مشكلة وهيا عدم قول لا لدي ضغط من اهلي...

عدم القدرة على التعامل الصحيح مع الآخرين والتفاعل مع المواقف بشكل سليم ومناسب لربما بسبب ضعف شخصيتك او بسبب شعورك بالوحدة ورغبتك باكتساب علاقات فتلجأ لتقبل كل شيء من الآخرين وعدم اتخاذ موقف ضدهم أو الاعتذار من عدم قدرتك على فعل شيء معين, وهذا الخضوع الغير مباشر للآخرين بسبب دوافع نفسية متعددة شيء غير إيجابي, وشيء لا يعزز علاقاتك الاجتماعية بل يضعفها ويضعف من انطباعهم عنك, فالناس يرغبوا بالشخص الذي يفرض احترامهم عليهم ويعرف متى يتقدم ومتى يتراجع بالحديث والتصرف ويجيد قول لا دون أي يبدو غير مهذب أو غير مهتم, لربما حساسيتك الاجتماعية الزائدة هي ما تجعلك تفكر بهذا الشكل ولكن تأكد أن الخطوة الأولى لأن تكون ناجح اجتماعيا هو أن تطور شخصيتك بالشكل الكافي في التعامل مع الآخرين بحسم ولطافة لا بالخضوع والمجاملة والاهتمام بمشاكلهم بشكل غير متزن وفيه إيذاء لنفسك ووقتك وجهدك.

كيف يمكن أن تطور من شخصيتك وتحسن نمط تفاعلك مع الآخرين؟ 

• تخلص من حالة الفراغ أو الوحدة التي تدفعك للتركيز مع الآخرين وما يمروا به بتبني روتين حياة جديد ومليئ بالأمور التي تعزز ثقتك بنفسك وتوسع من إمكانياتك وترفع مفهومك لذاتك, فمثلا بإمكانك تنظيم نومك واعتماد الاستيقاظ مبكرا وممارسة الرياضة, ودوّن مهامك اليومية على مذكرة وأشغل وقتك في تنفيذها, التحق بمجالس ثقافية او دورات تتناسب مع ميولك أو من شأنها تطوير الشخصية من أجل توسيع نمط تفكيرك ومساعدتك في إيجاد رؤية أوسع للحياة والتعرف على ذاتك بشكل أعمق فعندما تفهم ذاتك وتصادقها وتنشغل بها تصبح أكثر حكمة في وضع حدود للآخرين .
• قراءة الكتب المفيدة ومشاهدة فيديوهات يوتيوب لتطوير الفكر والشخصية ومشاهدة فيديوهات أشخاص عانوا من هذا الخلل الاجتماعي والتعلم من تجربتهم وكيفية تعاملهم مع الأمر
• تحدث مع شخص مقرب وحكيم وشاركه ظرفك النفسي ورغبتك بأن يساعدك في علاج نقاط ضعف وإدراك نقاط قوتك وجوانبك الإيجابية التي تبني نسخة أفضل من نفسك, فهذا الحوار المتبادل يساعدك في تعديل افكارك الغير عقلانية وفهم كيفية التعامل السليم مع الناس دون إيذاء نفسك, ويكون بمثابة تذكير دائم لك بما يجب عليك فعله
• دائما تحدث مع نفسك عندما تخجل من قول لا للآخرين, بأن كل (لا) لا تصدر منك هي بمثابة إنهاك وعبء على ذاتك وهذا الأمر لا أحد مسؤول عنه سواك, فمواجهة نفسك بالحقيقة وأنك سبب ما تمر به يلهمك لضرورة تجاوزه وضرورة إيجاد فرصة لتبدأ بقول لا, لا تخف من قولها وتأكد من أن تعبر عنها بأسلوب لطيف يبدأ بالاعتذار وتوضيح عدم قدرتك على تنفيذ هذا بسبب انشغالك أو أنه خارج عن طاقتك أو خارج عن صندوق إمكانياتك وقدراتك ثم ابتسم وأخبر الطرف الآخر بأنك ستكون سعيدا لمساعدته مرة أخرى في شيء تستطيع فعله بوقت مناسب أيضا وابتسم. فالإنسان عندما يعبر عن الأمر هكذا لا يكون مخطئا ولا يحرج الطرف الآخر ويحتوي الموقف فلا تبدو كلمة لا شيء سيء.
• تأكد أن كل شخص لديه الحق أن يكون منشغل في حياته ويكون  لديه من الخطط والنزاعات الكثير, وهذا الشيء يشملك.. وعدم قدرتك على المساعدة أحيانًا طبيعية,فتحرر من فكرة وجوب ان تنخرط بالمشاكل دائمًا واحرص على إيجاد مشغلات حقيقية لوقتك وطاقتك من شانها بناءك وتطويرك وزيادة رضاك عن نفسك.

الضغط النفسي في كثير من الأحيان يخفض الدافعية للدراسة ويشتت الذهن ويجعله اقل صفو, ولكن إذا كنت تمر بأمور صعبة في حياتك لا يجب أن تنسى أن دراستك وتحقيق أهدافك والوصول لطموحاتك أمر هام جدًا للتحرر من الضغط ولألا تزيد وطأته, فالكثير من الأفراد واجهوا الظروف الصعبة والضغط النفسي من الأهل من خلال الانتباه لمستقبلهم والسعي له والعمل على تحسينه, وإذا حاولت ان تضع هذه الفكرة في ذهنك بشكل كافي ستلاحظ تغير دافعيتك تدريجيًا.

ويجب أن تكون أقوى بإرادتك في مقاومة الملهيات وتقييد استخدام الهاتف مثلًا من خلال تركه مع شخص والاتفاق على عدم اعطاءه لك قبل الساعة كذا أو تعطيل مواقع التواصل الاجتماعي إلى ان تنتهي ضغط الدراسة والتزامها فهذا الأمر من شانه قتل وقتك , حاول ان توجد لنفسك طرق للراحة والتفريغ النفسي والحفاظ على تركيزك مثل تدوين مشاعرك وافكارك/تلوين رسومات الكبار/ الغناء او الرقص الحر/ العناية بالنباتات/ الخروج للمشي اليومي في مكان واسع ومريح / ممارسة الرياضة واليوغا بانتظام..