مبقتش عارف انا عايز اي بقيت متناقض مع نفسي ف كل...

العالم اليوم مليء بالعوامل النفسية والظروف الحياتية التي تجعل الإنسان أكثر تشتت في أفكاره ومشاعره وحالته, ومن الطبيعي أن يمر بحالة يفقد فيها تركيزه وإدراكه لما يريد ولما لا يريد لأن الإنسان يتعب وتضعف طاقته, ولكن يجب أن يذكّر نفسه في كل مرة أنه المسؤول الأول عن صحته النفسية وأن حاضره هو كل ما يملك ولا يجب أن يجعل أي أسى على الماضي أو قلق من المستقبل يُفقده اتزانه النفسي, ولا يجب أن يضخم تشتته داخله ويسترسل مع أفكار الانهزامية واليأس والضياع.

ما الذي يمكنك أن تفعله ؟
- تفريغ العبء النفسي بشكل منتظم يجعلك أكثر هدوء واتزان نفسي, فالعبء النفسي كلما كبر في الداخل يظهر على صورة اضطرابات نفسية, ولأجل ذلك استعين بالكتابة اليومية والتدوين لأفكارك ومشاعرك ما يجعلك أكثر وضوح أمام نفسك وأكثر فهمًا لها وأكثر إدراك للأفكار الغير منطقية وضرورة تبديدها.

- تفريغ الطاقة الداخلية الغير صديقة من خلال ممارسة الرياضة بانتظام/ ممارسة تمارين التنفس العميق/ ممارسة اليوغا والتأمل وفصل ذهنك قليلًا..ومع الاستمرار ستلاحظ الفرق.

- ممارسة عبادة الامتنان بشكل يومي واستشعار النعم التي تملكها والتي حولك تجعلك أكثر شعور بالقيمة الوجودية وأكثر انتباه لمحيطك ولما يجب امدادهم به , أيضًا ذكّر نفسك بصفاتك الجميلة ونقاط قوتك وما أعطيته للغير وللعالم من خلال استعراض احداث حياتك ومواقفك اليومية..فهذا الفعل يجعلك أكثر اتصال مع روحك وهدوء.

- حاول أن تشغل ذهنك دائمًا بطقوس تجعلك أكثر صلة مع ذاتك والعالم مثل البدء برعاية النباتات وزراعتها/ ممارسة الهوايات والنشاطات وتبني رياضة او مهارة لتعلمها واحترافها/ البدء بالالتحاق بفريق خيري تطوعي او مجالس فكرية شبابية تخفض حالة التفكير الفردي وتجعلك أكثر ايجابية ونضج مع الحياة.

- شغل نفسك على الفور عندما تتملكك مشاعر التشتت من خلال النهوض للمشي خارج المنزل/ الاتصال بصديق مبهج/ الاستماع لشيء هادئ وترويض تفكيرك/ تنفيذ مهام المنزل المؤجلة/ تحضير الطعام / الرقص الحر...فكل هذه الوسائل تساعدك في عدم الانقياد للانهزامية والتشتت أكثر.

-لا تترك نفسك للوحدة والفراغ والتأمل بمواقف الآخرين ومواقفك معهم أكثر, وذكر نفسك دائمًا بصوت عالي وبعبارات تضعها على حائط غرفتك بأن العمر قصير والحياة أسرع من تأملات لا داعي لها وتأملات تبقينا في مكاننا بدلًا من نقلنا لحال افضل, وفكرة الأذى لا يجب أن تجعلها تملكك, وإذا شعرت يومًا بأن ثمة من تؤذيه فالاعتذار ومراجعة الذات وإصلاح الموقف بحسم ومسؤولية هو مدخلك, وإذا شعرت بأن ثمة من يؤذيك فاحرص على التأكد بأنك لا تضخم شعورك داخلك لأسباب نفسية او اجتماعية واحرص على مصارحة الشخص بحب وود وطلب التوقف عن تصرف ما وإذا لم يجدي الأمر نفعًا فتحديد طبيعة التواصل سيكون خيارًا جيدًا, الأهم ألا تبقى أسير لهذه الأفكار.