بليييز ساعدوني انا احول حبي لزوجي لتعلق مرضي وهو...

الاعتياد على شريك الحياة أمر طبيعي وأهمية تفاصيله وأموره أيضًا شيء بديهي, ولكن قد يحمل أحد الطرفين ملامح شخصية تجعله يتعلق بشريكه بشكل مرضي مثل أن يكون بشخصية هشة/ لا يثق بنفسه وبكفايته في العلاقة/ عدم وجود حياة منفرد خاصة مليئة وكون شريك العالم هو كل العالم/ وجود الشريك في محيط او مكان يجعلك تخافي خسارته ما يدفعك لتعلق غير متزن.

وهذا التعلق أحيانًا يجعل الطرف الآخر ينقاد للابتزاز العاطفي واستغلال ضعفك تجاهه لينال ما يريد, فيفقد الإنسان نفسه وأحقيته بالتدريج بدون وعي, لذلك التعامل بحسم وذكاء وعلاج هذه الحالة بك هو أمر هام, ولكن يجب ان تبقي هادئة وذكية.

ماذا يمكن أن تفعلي لتحسني جودة حياتك وتخففي حالة التعلق وتطوري من شخصيتك؟

•  تذكري بأنّ التعلق الزائد في شريك الحياة لا يبني علاقة صحية بل يجعله لا يرتاح للعلاقة ويشعر بأنها عبء عليه وبأنّه مكبل وأنّه كل عالمك, فكل شخص منا يحتاج لمساحته الخاصة ويحتاج لأن يكون كيان منفرد وإن كان مرتبطًا, ولا يتقبل التعلق بشكل مبالغ فيه به فهذا التصرف يجعله يرى الشخص اندفاعي وغير متزن عاطفيًا ويجعله يميل للابتعاد عنه مباشرة, ومن الممكن أن ما ولّد لديك هذا التعلق هو عدم امتلاك أصدقاء او عدم التواصل معهم/ البعد المكاني أو النفسي عن الأهل/ الأمومة التي جعلتك أكثر احتكاك وتجارب بزوجك ما خلق نوع من الاعتياد المبالغ فيه/ عدم امتلاكك مهارات التعامل مع الحياة واعتيادك على طلب كل شيء منه او معرفة الأشياء من خلاله... واستعراض حياتك والسبب الحقيقي الذي ولّد هذا داخلك هو مدخل لفهم نفسك وفهم كيفية التصرف .

• تغيير الاهتمامات وتبني نمط حياة صحيح فيه بناء لحياة تخصك والتركيز عليها , وتنظيم روتين حياة جديد لا يتعلق بزوجك وحده مثل الاستيقاظ مبكرا, ممارسة الرياضة كالمشي اليومي مع جارة أو صديقة أو أخت أو متابعة تمارين من خلال تطبيق رياضي او الذهاب لنادي رياضي, ممارسة التأمل واليوغا لتصفية ذهنك, مشاهدة وثائقيات تتناسب مع اهتماماتك, مشاهدة فيديوهات يوتيوب تحفيزية لتذكيرك بالمناسب والغير مناسب وما ينبغي أن تركزي عليه ومحاضرة تطوير الفكر والشخصية, المشاركة بمجالس ثقافية ودينية نسوية من أجل توسيع أفق تفكيرك وامتدادك نحو العالم, وليشعر الزوج بأنك أوسع مما أنت عليه ويبدأ بالتساؤل عنك بشكل مختلف.
• إبقاء الصلة بينك وبين أهلك وأصدقاءك, ومحادثتهم بشكل يومي من خلال فيديو انترنت ومشاركتهم افراحهم ومناسباتهم بشكل كامل وقضاء وقت منتظم معهم لملأ يومك بوجوه وأشخاص غير الزوج والشعور بأن ثمة ما تفعلينه لا يتعلق به.
• حاول ان تتحكم برغبتك بالتعلق من خلال إعطاء تعليمات لعقلك بصوت عالي بالتوقف عن هذا, وتذكيره بعدم الاندفاع وانك هكذا تهدم العلاقة ولا تزيدي قيمتك في عين زوجك فلربما تعويد وتدريب عقلك على هذا يحسن من استجابته لك, ممارسة تمارين التنفس العميق بانتظام لاستعادة اتزانك النفسي والذهني.
• لابد من تفريغ حساسيتك وتوترك من خلال تدوين وكتابة مشاعرك وأفكارك ومواجهتها بانتظام بشكل عقلاني ومنطقي من خلال طرح الأسئلة على نفسك ومدى جدوى الفكرة أو الشعور وما الذي يجعله صحيحًا أو مهما, فهذا التواصل مع الذات يطورك ويجعلك أكثر فهما لنفسك وللأحداث.
• ضرورة أن تكون لنفسك دائرة أمان تنتشلك من الطاقة السلبية مثل طقوس مريحة معينة كالاستماع لشيء هادئ/ عمل مساج للرأس والأطراف/ مشاهدة فيديوهات محفزة وملهمة ودافعة ومبهجة, أيضًا تكوين دائرة رفاق أو أشخاص مريحين ومبهجين وداعمين يساعدونك في التخلص من القلق والحزن ولا يهدمونك ويتعمدون ايذاءك ويتفهمونك ويتفهمون طبيعة تجربة الامومة والمسؤوليات ولا يثقلونك باللوم والاستهجان/زراعة النباتات ورعايتها والبدء بتعلم حرفة او لغة جديدة.. فهذه المحاولات الصغيرة فارقة دائمًا والوقت سيريك هذه الحكمة.