السلام عليكم.. أعاني من حالة نفسية سيئة بسبب طلاقي...

أتفهم حساسية الأمر ومدى الضيق داخلك, فالانفصال وإن كان خطوة صحيحة فإنه يحمل تبعات نفسية صعبة وتحتاج وقت للتكيف معها وتجاوزها, والانفصال عن الأبناء ليس أمرًا يتم تجاوزه بسهولة فأنت انتقلت من حياة مليئة بهم على الدوام إلى حياة ترينهم بأوقات منتظمة ومحددة وليس امرًا يمكن اعتياده بسهولة, ولكن الضيق والاسترسال بالانتكاسة النفسية سيضر بناتك بشكل مباشر لأنهم بحاجة أن يروا والدتهم قوية وأن يروا العلاقة بينكم خالية من التعب والحزن حتى تستطيعوا الاحتمال, لذلك ما يجب التركيز عليه هو قبول ما حدث وبأن الحزن لن يعالج شيء وفي نفس الوقت عدم لوم نفسك على الحزن او منعها عنه تمامًا فانت لا زلت بمرحلة صعبة ولكن الفكرة بألا تسمحي للحزن بأن ينسيكي ويشتتك على ما يجب فعله مع البنات وان التواصل معهم وان كان بعيدين عن نظرك ما زال ممكنًا وبإمكانك بأسلوبك الخاص ان تشعريهم بأنك حولهم ومعهم وتهتمي بكل تفاصيلهم, مثل التأكيد اللفظي لهم بانتظام بأهميتهم في قلبك ومدى حبك لهم / سؤالهم عن احتياجاتهم وانك تنتظري منهم مشاركتك كل شيء والا يغيبوا او يخجلوا/ الاهتمام بمراحلهم الدراسية واقتراح مساعدتهم بالدراسة ان احتاجوا/ سؤالهم عن اصدقاءهم والتعرف عليهم ايضًا ليشعروا بأنك تهتمي لما يحبونه/ استغلال زياراتهم لك بعمل انشطة معًا والتنزه بأماكن تحبونها والحوار المستمر معهم والتأكد من ان ظروفهم النفسية تتحسن/ اهداءهم اشياء يحبونها بانتظام يشعرك بقربك ويقلل حالة التعب داخلك.

أيضًا من الهام تفريغ عبئك النفسي من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق يوميًا/ تنظيم روتين يومي لك يشغل ذهنك عن التفكير ببناتك بشكل مفرط مثل ممارسة الرياضة أو تعلم مهارة وحرفة في مكان مختص او المشاركة في مجالس دينية وثقافية وتوسيع علاقاتك واجتماعياتك فتجديد الاهتمامات والاشخاص يجعل الشخص يتجدد وينشغل عن الغرق في حزنه/ تفريغ الحزن من خلال الكتابة وتدوين مشاعرك وافكارك والتحدث مع شخص تحبينه لتجنب الكبت وتفاقم الاضطراب , النهوض للاستحمام او تلوين رسومات الكبار او تنفيذ المهام المؤجلة او المشي مع صديقة يفيدك ايضًا لشغل انتباهك/ ذكري نفسك دائمًا بأن الحياة سيحدث بها تغيرات ولن يكونوا بالبعد الذي تتصورينه والوقت سيساعدك على الاعتياد وفهم حكمة الأشياء ولا يجب ان تثقلي نفسك أكثر وبمقدار ما توجهي عقلك للأفكار المتزنة والصحيحة يتوجه شعورك.