كيف اتخلص من مساعدة الاخرين على حساب صحتي ونفسيتي...

ما تعيشه من رغبة هو أمر طبيعي لأن الإنسان مهما كان اجتماعيًا ويحب هذه الاجتماعيات إلا أنه يشتاق لنفسه منفرد ولوقته الخاص, واستبصارك بنقطة ضعفك التي بحاجة إلى التعامل معها هو أمر جيد فالوعي بالسلوك الغير منطقي هو مدخل لعلاجه.

ابدأ بالتحدث مع نفسك وتذكيرها بأنه مهما كان مساعدة الآخرين جميلًا وهامًا إلا أنه يجب أن يكون محدود الوقت ومحدود الطاقة وأنه ثمة أولويات وحياة لديك يجب أن تلتفت إليها وأن الإنسان لا يضمن صحته وما يدري ما تقوده إليه الحياة من عجز يجب أن يكون قد انتبه فيه لنفسه  مسبقًا, ولا تستخف بهذا الحوار المتكرر واليومي مع الذات لأن السلوك والشعور وليد الفكرة والتحكم بالأفكار يتحكم بسلوكياتك.

حاول أن تجهز لنفسك قائمة مهام يومية تتعلق بأهدافك وحياتك بجوانب متعددة وان يكون من ضمنها الجانب الاجتماعي كل يوم يتعلق بأشخاص مختلفين وأنك لا يجب أن تعطي هذا الجانب أكثر من وقت كذا إطلاقًا, فكون حياتك منظمة وما يجب عليك فعله من أشياء وتوظيف وقتك بتطوير نفسك بأشياء أخرى يجعلك أقل عشوائية ووقتك أفضل وأكثر هدوء, وستلاحظ الفرق إذا التزمت بتجهيز القائمة وتنفيذها, ولابد من أن تفعل أمور تساعدك على ضبط الأمر مثل الابتعاد عن هاتفك أو إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي لمدة بسيطة إذا كانت تشكل ضغطًا وعبئًا زائدًا.

حاول أن تصنع لنفسك بشكل يومي طقس خاص يشعرك بالراحة وفصل ذهنك عن الآخرين, مثل الاتفاق مع صديق او جار للخروج للركض صباحًا او ممارسة الرياضة, فإجبار نفسك بالالتزام مع شخص يجعلك منظمًا.

أيضًا حاول أن تشترك بجلسة تأمل او استرخاء مع مجموعة في مركز مختص, أوإجبار نفسك على الخروج في الليل مثلًا وقت الغروب والجلوس بمكان بعيد وفصل الانترنت عن هاتفك وأخذ شيء لشربه وممارسة الاسترخاء وتصفية ذهنك فقط, حاول أن تأخذ دفتر للتدوين والتعبير عن نفسك بكتابة افكارك او تأخذ كتاب مثلًا فتسلية النفس تجعلك لا تندفع للاخرين وتقديم المساعدات فقط.

حاول أن تشاهد فيديوهات تتعلق بهذه المشكلة وكيف تغلب الآخرون عليها فالشخص يستفيد من تجارب الآخرين بشكل كبير.

إذا كان بالإمكان الخروج لفندق ليومين او لمدينة أخرى بتكلفة بسيطة فافعل ذلك فنفسك تستحق الراحة, أو اعتاد على التنزه في الطبيعة لوحدك او مع صديق مبهج ويشبهك فالانتباه لنمط الحياة الواجب ان تكون عليه يجعلك تثمن الوقت وما يجب ان تدّخر منه لنفسك.

واعلم ان مساعدة الآخرين أمر يزيد من قيمة الشخص, وإضافة شيء ومساعدة الغير هو أمر يبارك بوقتك ويبارك بحياتك ولكن الأمر يجب أن يكون باتزان لا بتفريط ولا بإهمال, وما وصلت له من حالة اكتفاء من الآخرين هو بسبب إهمالك لنفسك وتفريطك بنفسك ..لذا الحل الآن هو إجبار نفسك على قول لا وعدم احتضان كل مشكلة او مساعدة وتوجيه الآخرين لأماكن او اشخاص غيرك حتى تستعيد طباعك وذاتك بشكل تدريجي بالمحاولات التي تم توجيهك لها.

أيضًا حاول أن تشترك بجلسة تأمل او استرخاء مع مجموعة في مركز مختص