انا متزوجه من شخص معه اولاد وهم أطفال متدلعين...

أتفهم حساسية الوضع الذي تعيشينه ومدى العبء الذي تشعري به, ولكن الأطفال لا يتصرفوا بعناد أو عدم احترام بشكل مستقصد ومتعمد, فعوامل التربية والتجربة تبني شخصية الطفل وتعديل سلوكهم لا يكون بالاستغراب والأسى والتذمر إنما بالمحاولات الكافية والحقيقية والجدية لضبط سلوكهم وجعل شريكك أكثر مسؤولية, وأنا ألمس باستفسارك رغبتك بأن يكونوا أفضل ولربما أنك حاولت فعلًا تحسين سلوكهم.
ونمو الابناء بدون أم سواء بفقدانها بسبب الانفصال أو الموت هو أمر صعب جدًا عليهم وعدم وجود فكرة الوالدية المشتركة التي تحقق احتياجاتهم النفسية هي تجربة تجعل نموهم يحتمل الكثير من الاضطرابات النفسية والسلوكيات الغير متزنة.

يمكن الاستعانة بالإرشادات التالية للسيطرة على الأمر:

- تذكير نفسك باستمرار بأن خطوة الموافقة على الزواج من رجل معه أطفال تحتمل أن يمر الأطفال بمراحل عمرية مختلفة وتختلف بها سلوكياتهم تبعًا لنمط تربيتهم وإشباعهم لاحتياجاتهم ومن البديهي ان تشعري بسلوكيات غير مرغوبة فهذه الامور تحدث بكل العائلات لأن طبيعة المراحل تختلف وسماتها يعايشها الجميع تقريبًا, وتذكري أيضًا بأن احتواء الأطفال وعدم ترك المسؤولية عنهم بشكل تام هو أمر يفيدك ويفيد استقرار حياتك الزوجية قبل كل شيء ومن ثم هو مدخل لكسب الأجر والثواب وقبول الناس من حولك أيضًا لرعايتك لهؤلاء الأطفال, ولا تجعلي أي صديقة غير حكيمة او مشاعر مشوهة حاليًا بفعل التعب تقنعك بغير هذا وتجعلك مندفعة بالتفكير والقرار.

- تذكري بأن الزوج أحيانًا لا يكون حريص على نمط تربوي صحيح إما لعدم امتلاكه لمهارات تربوية أو لعدم اعتقاده بأن هذا الأمر هام أو لكونه يطبق ما عاشه من عشوائية بالنمو على أطفاله أو لانشغاله بأمور العمل وصعوبة الحياة وتأمين المصروفات للمنزل, وهذا ليس امرًا صحيًا بالطبع ويحتاج إلى توجيه مباشر وغير مباشر .. لا إلى الخوف من الإنجاب 

- التحدث مع زوجك بوقت هادئ ومشاركته قيمة الأطفال في قلبك وأنك تريدي بأن يكونوا بسلوك أفضل لأجلهم ولأجل مستقبلهم وأنك منزعجة من عدم اكتراثه وتحتاجي أن يكون داعمًا لك ويستجيب لتوجيهاتك التربوية أو يطلبها من مختص .. وإذا كان الرجل لا يكترث لهذا فحاولي ان تجعلي شخص حكيم وواعي ومقرب منه يتحدث معه وينبهه بأن الأطفال لربما يمروا بمرحلة صعبة وتحتاج الحضور الفعلي معهم ولا يجب ان يبخس أهمية هذا ويذكر له نماذج لتشوهات اطفال بفعل التربية العشوائية وتجربة عدم وجود أم.

- اتفقي مع زوجك على ان يكون متواجدًا بحياة ابناءه بشكل أكبر معك وان ترتبوا روتين يومي لهم, فالروتين يجعل الاطفال مشغولين واكثر ايجابية وانضباط, والحرص على ان يكون الروتين متنوع ومتجدد ومليئ بالحوافز هو ما يجعله جيد, لذا حاولوا ان تحضروا مثلًا لوحة كبيرة وتضعوا عليها كل المهام التي يجب فعلها في الصباح وخلال اليوم من امور تتعلق بالدراسة او الهوايات او تعلم مهارات في نوادي/مراكز او ممارسة رياضات يحبونها, ووضع حوافز بسيطة بشكل مبدئي لكل جزء يتم انجازه من الروتين , بالإضافة إلى التحفيز المعنوي بالألفاظ عندما يفعلوا شيء صحيح..فهذه المداخل مع الأطفال مثمرة بمرور الوقت.

- تجنبي إشعار الأطفال بعدم القبول او بالغضب او إلقاء التعليمات عليهم, لأن هذا يجعل العلاقة الصحية بينكم غير موجودة أو يزيد العناد بهم, حاولي أن تتحدثي معهم بحب وبالفاظ يحبونها وان تتحدثي عنهم بشكل جميل امام الضيوف والاصدقاء وتريهم واجباتهم ولوحاتهم وكم أنك تحبينهم.. فهذه المداخل النفسية جدًا فارقة في سلوك الطفل.

- حاولي أن تشعري الأطفال بأنك موجودة لأجلهم حتى يبدأوا بالانسجام معك والهدوء معك والاستجابة لتعليماتك, أهديهم أشياء بسيطة/اسألي عنهم في رياض الأطفال او المدارس/ جهزي سهرة بطعام لذيذ وفيلم كرتون معهم/ اطلبي منهم مساعدتك بمهام بسيطة بالمنزل او بصنع كيك لتعليمهم المسؤولية وماشابه..