مرحبا..أنا متزوجه منذ 10 سنوات لدي 4 أطفال فارق...

أتفهم عبء الأمر عليك فالزواج مهما كان يراد منه الأنس والقرب من الشريك لكن لا يجب أن يفقد الإنسان فيه حريته المنطقية ومساحته الخاصة, والتعلق الزائد والغيرة المرضية والتحكم والسيطرة لا تبني علاقة صحية على الإطلاق بل تجعل الإنسان يشعر بأنه مكبل وبأنه مجبور على أن يكون عالمه شخص واحد فقط ولا أحد سيختار أن يحب هذا الشيء.

ولربما أن زوجك يعاني من وسواس قهري يتعلق بك وبالحرص عليك والخوف عليك وأن كل ما تتعرضي له محتمل أن يأخذك منه, فيتعرض عقله لأفكار وسواسية شديدة وملحة تقنعه بضرورة الاستجابة والانصياع لها لتخفيف التوتر والقلق الذي تسببه له الأمر الذي يقوده لمنعك عن ممارسات عادية جدًا أو تضييقها عليك, وهذه الوساوس والأفكار وهمية ولا تفعل سوى هدم حياة الشخص واتزانه النفسي وعلاقته بالطرف الآخر، وربما ما يقود زوجك لذلك تعلقه الشديد بك وعدم وجود كيان اجتماعي مقرب منه كالصداقة والاقارب ، فعل الزوج لأمور خاطئة ما يجعله يظن أن زوجته ممكن أن تفعل نفس الشيء, أو  حديث المحيط ووجود أشخاص يدفعوا الزوج للتفكير بضرورة الانتباه لكل امور زوجته وتضييق الحياة عليها بالغيرة وكأنها مثلًا مرادفًا للرجولة أو الشرقية، حالة الفراغ التي يمر بها والضغوطات الحياتية التي يفرغها عقله بهذه الطريقة, أو بسبب تجربة الوالدين السابقة والتي تجعله يحاكيها .

ولتخفيف وطأة هذا الحال وعدم الاندفاع للطلاق يمكن الاستعانة بالإرشادات التالية:

• توجيهه لضرورة مقاومة تصرفاته القهرية من خلال شغل ذهنه بشيء آخر حوله وتغيير المكان أو الخروج لممارسة الرياضة أو ممارسة تمارين التنفس العميق لاستعادة الاتزان الذهني, وإعطاء تعليمات لعقله بصوت عالي بالتوقف عن هذا, ويمكن الاستعانة بصديق مقرب منها او شخص حكيم لتوجيهه لذلك وتعديل أفكاره
• تجديد العلاقة مع الزوجة ويمكن أن تبادري لمساعدته في ذلك، وتجديد فكرته عنك من خلال تذكيره بجوانبك الجميلة والإيجابية بتصرفاتك وأخلاقك وما تمارسينه من مهام، وممارسة نشاطات لم تعتادوا عليها معها لتحسين المزاج وتشتيت أفكاره السلبية المتعلقة بك.
• التأني في خطوة الانفصال والتفكير جيدا في مستقبل الأطفال وايضا في العشرة التي بينكم فزوجك لاشك يعاني من اضطراب في التفكير ويحتاج لمرحلة جادة في العلاج النفسي الفكري  وأتفهم مدى المشاكل التي انبنت إثر ذلك ولكنها ستكون مجرد مرحلة إن شاء الله لذا :ضرورة التحدث مع زوجك وتأكيد أنك صديقته وأنكما ستتجاوزان هذا الأمر معا وفقط لابد ان يتفهمك وان يسمح لك بمساعدته ليرى المنطق ويعيه، فهذه الخطوة منك ستجعله يشعر بالأمن النفسي وبأنك تهتمين لمشاعره ولا تفعلي اي سلوكيات لا يحبها او لا يرغب بها.
• تجنب الممارسات التي لا داعي لها من تقرب من اشخاص او افتعال لمشاكل معه بسببهم أو الفضفضة لصديقات او قريبات مندفعات ويقودوكي للاستثارة العصبية فهذا الشيء جدًا فارق في نمط صبرك وتفاعلك مع ما يجري.
• عدم ترك زوجك للفراغ والوحدة لانهما أكثر ما يساهمان في استرسال الوساوس ومحاولات التحكم بك داخلك، ويساعدك في ذلك دعم المحيط لدعوته لمختلف النشاطات ومساعدة الأبناء ايضا في ملأ وقته وتفكيره بالحوار واللعب وما شابه.
• توجيهه لمشاهدة فيديوهات لأشخاص عانوا من نفس المشكلة والفهم أكثر والاستفادة من تجاربهم وتعاملهم مع الأمر، فالاستبصار بالمشكلة هي الخطوة الأولى للتعافي منها.
  
• زيارة أخصائي نفسي لتقييم حالته وتنظيم جلسات علاج معرفي سلوكي, وإذا كان رافض لهذه الفكرة فبالإمكان توجيه صديق مقرب منه أو أي شخص يحبه الزوج لإقناعه بهذا وبأن ذهابه يشير لشجاعته وثقته بنفسه ورغبته بتطوير جودة حياته وعدم هدم زواجه ولأجل خاطر زوجته فهو لن يود طلاقها بقدر ما سيود تحسين نقاط ضعفه..

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: