عمري ٢٥ سنه وامي تكلم رجل غير ابي من ٣ سنوات وانا...

أتفهم حساسية الوضع داخلك ومدى انزعاجك, فالعلاقة الزوجية المستقرة بين الوالدين أحد أهم ما يجعلنا نرى العالم باتزان ويرفع صحتنا النفسية, ومعرفتك بثغرة فارقة في هذه العلاقة تجعلك تشعري بالتهديد لفرط التفكير بها وخوفك من مآلتها حين انكشافها وتشوه صورة الطرف الآخر في عينك.

والشك في الأهل بتجربة كالخيانة أمر ليس سهل ولا يجب أن تسترسل فيه إذا لم تكن متأكدًا من طبيعة علاقة والدتك مع الرجل الآخر, فلربما الحديث معه هو حديث عادي أو حديث صداقة أو مساحة فضفضة لكون والدك لا يحسن احتواءها أو معاملتها كزوجة, فأفعال الآباء أوسع من أفق النظرة وإن بانت خاطئة, وتذكر بأن تصرفات الآخرين لا يجب أن تتدخل بها ويجب أن تتحدث عنها في حدود ما هو مصرح لك به, فالجميع ناضجون ويعرفون ما يفعلونه والأهل يرفضوا بأن يراقبهم الأبناء ويتحكموا بحياتهم أو يشكوا بهم بطريقة غير مناسبة.

لذا التريث بالأمر وعدم التسرع والاندفاع بالحكم أو وصم والدتك هام جدًا, حاول أن تراقب حياتها عن بعد وتبني رؤية أكيدة حول ما يشغلها وكيف تعامل والدك أو شيء فعلي شاهدته, أيضًا أشعر والدتك بالحب وتحدث معها بوضوح وبنضج وبكيف تشعر مع والدك وكيف تشعر بحياتها بشكل عام, وما الأشياء التي تجعلها مطمئنة وما الأشياء التي تحتاج أن تحصل لها, وعزز الحوار الدافئ معها دون عتاب ووصم, فبناء هذه المساحة الآمنة بينكم يجعل تقبلها لحديثك ونصيحتك أعلى, ويجعلها لربما تفصح لك عن مكنوناتها وتفهم أسبابها القائمة لأي خطأ, أيضًا دائمًا أوصل فكرة بأن الخطأ وارد ويمكن وقوعه وهذا لا يعني بأن الشخص سيء أو أن حياتها بأكملها ستكون هذا الخطأ, إنما يجب أن يحكّم عقله ويتصرف بشجاعة لأجل المصلحة العامة لمن يحبهم ولأجل أولوية الأمان التي يجب أن يشعر بها مع من يحبهم..

وإذا كانت والدتك ترفض تمامًا الاستجابة لك, فأنت لا زلت مجبور على احترامها والتعامل معها بحب وقرب لأن المحاولات والوقت صديق الجميع وهو ما يعدّل الإنسان, ولأن خطأ والدتك في جانب لا ينقصها في جوانب أخرى ولا يبدد حقيقة أنك يجب أن تتصرف معها بشكل طبيعي ومحب.