السلام عليكم اعاني من الحالة النفسية

إذا كنت تقصد بأنك في علاقة عاطفية سامة وأن الأمر يحدث شرخ في صحتك النفسية فمن الضروري أن تدرك بأن الإنسان منا في مسار الحياة سيلتقي بالكثير وسيجرب أنماط العلاقات المختلفة ويتعرف من خلالها على شخصيات مختلفة وليس محتومًا أن تنتهي كلها بالشكل الذي يريد بل ثمة علاقات تعلمك عن نفسك وعن الآخرين وتضيف لك دروس الحياة التي من شانها تطوير وبناء شخصيتك.

وفي مرحلة المراهقة يكون الشخص أكثر اندفاع لمشاعره وانتباه للأحداث من حوله مما يجعله أكثر توجس وتفكير وتبني لأفكار مضخمة.. لذلك هدئ من روعك وتذكر بأن العلاقة السامة لا يجب ان تتغذى على صحتك النفسية بل يجب عليك أن تفكر بوعي كيف تتعامل معها وتعيد النظر في مدى كون وجودها في حياتك صحيحًا..فالعلاقات التي تشكل عبء على النفس ولا تتحسن بالمحاولات لا يجب ان تستمر معنا..

بدايةً تذكر بأن العلاقات العاطفية يقتلها الكثير من الممارسات المؤذية للطرفين والتي تصعّب عليهم الانسجام والراحة بالعلاقة مثل: الرغبة بالتملك/ ممارسة الابتزاز العاطفي/ تقليل قيمة الشريك للإحساس بالسيطرة/ الغيرة المبالغ فيها/ التعلق الزائد/الفضول الشديد/ عدم اعطاء الشريك مساحة شخصية/ مراقبة الشخص باستمرار /عدم احترام الآخر وعائلته وما هو عليه وغيرها من الممارسات.. ومن الأجدر قبل الحكم على العلاقة بأن يقوم الطرفين بتحسين أي نقطة ضعف بهما من هذه الممارسات وأن يتأكدا بانهما لا يزيدا العبء على بعضيهما ويتعلمان معًا كيف يتخلصوا من هذه الممارسات وما الذي يحتاجونه من بعضهم البعض مثل وضع حدود لا يمكن تجاوزها احترامًا لمشاعر الآخر/ فهم شخصيات بعضهما وطباعهم وما هم معتادين عليه من تربيتهم.. فالتحكم بالطرف الآخر ليس حبًا. فالحب شعور جميل لا يوصف ولكن بإمكانه ان يكون تجربة غير سارة وانتكاسة نفسية حادة تعطل حياتك لبعض الوقت إذا كان مع الشخص الغير مناسب لشخصيتك...لذا التريث وفهم الآخر أولًا أمران لا يجب تجاهلهما قبل التقدم بالعلاقة واستنزاف المشاعر.

حاول ان تنتبه لما يحبه الطرف الآخر من نشاطات او رياضات او موضوعات وتحدث معه فيها وحاوي ان تتشاركوا اهتمامات معينة تحبوها وتمارسوها..فجعل العلاقة ضمن اطار الحياة والتفاعل لا فقط المشاعر يجعلها أكثر كفاءة وحقيقة.

لا تحتمل الأمور لأجل الحب, فالحب يتطلب الوضوح وأن تخبر الطرف الآخر بحسم ما الذي تحتاجه منه فإضاعة الوقت بالعتاب الصامت أو بالتعب النفسي الدائم يُحدث فجوة كبيرة بالعلاقة.

قم بمشاهدة فيديوهات يوتيوب او افلام أو قراءة كتب تساعدك على توسيع انماط تفكيرك وفهم ذاتك والآخرين والعلاقات أكثر.. فكل شخص منا يحتاج ان يعرّض نفسه للتثقيف.

حاول أن تستغل وقتك بشكل جيد ولا تجعله مرهون فقط بهذا الشخص لأن هذا العمر يتطلب منك ان تتطور وتبحث عن كل جميل ومفيد لا ان تضيعه .. لذا اشترك في نادي رياضة/ نوادي لتطوير المواهب/ مجالس ثقافية او دينية / فعاليات خيرية مع فريق تطوعي..فكل هذا يساعدك في تطوير شخصيتك وتحسين جودة حياتك بشكل غير واعي.

جدد مزاجك وعافيتك النفسية من خلال قضاء الوقت مع العائلة والخروج للمشي اليومي بمكان واسع ومريح, زيارة الاقارب والسهر مع الاصدقاء, أيضًا فعل طقوس مهدئة كمساج الأطراف وتخيل مكان آمن وتلوين رسومات الكبار والتأمل وتمارين التنفس العميق وغيرها.. وحاول الا تنسى الحب الذي يقدمه محيطك ايضًا والا تبقيه متعلق فقط بشخص واحد.