السلام عليكم، لديه سؤال انا وعائلتي نحن اربعة...

أتفهم أنكم اعتدتم على نمط معيشة معين بعد فقدان الوالد وان صعوبة الحياة أو انطفاءها لربما جعلكم تختاروا حياة معينة وتتجنبوا الاختلاط وماشابه, ولكن من الهام أن لا تنظروا لسلوك الأخت على أنه خاطئ وغريب بل أنكم غير مستعدين له وأنكم تنسوا أن مرحلة المراهقة التي تمر بها اختك يتخللها الكثير من التغيرات النفسية والسلوكية والجسدية والعاطفية ويجب أن نتفهمهم ونتعامل مع الحياة بسلوك مغاير أيضًا لاحتواءهم وضمان عدم تضخم الأمور بشكل غير مرغوب وغير سار.

فمثلًا لربما حالة التكبر والاستعلاء تولدت داخلها بسبب الدلال الزائد واعتيادها على الراحة أو تحقيق رغباتها ما يجعلها لا تنتبه للخاطئ والصحيح وتنتبه فقط لمشاعرها أو بسبب انشغالها بالهاتف والأصدقاء بشكل دائم.. ولأجل هذا حاولوا ان تتقربوا منها وان تشعروها بالأمان بشكل متزن ووضحوا قيمتها داخلكم وأنكم أصدقاءها قبل كل شيء وطوروا لغة الحوار بينكم بحيث يكون هناك وقت أكبر لفهم مشاعركم وسلوكياتكم بدل التفكير بها على حدى. 

وحاولوا أن تنظموا جدولًا لمهام المنزل يتضمن الجميع وان تتفقوا من البداية بشكل مشترك على عقاب او ماذا يترتب على من لا يفعل مهامه لتريحوا أنفسكم من الجدالات في وقت الموقف نفسه ويكون الأمر واضح.. بالإضافة إلى تجاهل سلوكياتها بعض الأوقات لأن عدم إعطاء رد فعل أحيانًا يطفئ السلوك ولا يجعل المراهق يشعر بالانتصار.

وفيما يتعلق برغبتها بفتح الضوء والباب, فليس الجميع يكون بخير عند غلق الأبواب والأضواء, بإمكانكم أن تتأكدوا من أنها لا تعاني من كوابيس او مخاوف ليلية كالظلام او التخيلات وغيره, وأن تخصصوا لها غرفة لتنام فيها وتستطيع بها إضاءة النور إذا كان هذا ما يريحها.. فالتجاوب والمرونة يخلقان إنسانًا افضل ومع الوقت ستدركوا هذا.. طالما أن ما تريده لا يضر بنفسها ولا بالآخرين.

وبشكل عام فبالإمكان الاستعانة بالإرشادات التالية للتعامل مع الابنة:

- حاولوا تجديد نمط حياتكم وان تختلطوا اجتماعيًا أكثر ومع بعضكم البعض أكثر لتبنوا ذكريات جميلة وممتعة وتتسعوا اجتماعيًا بما يخدم أيضًا أخوتك ووالدتك نفسيًا, لذا حاولي ان تتعرفوا على الجيران مثلًا أكثر / زيارة الأقارب خصوصًا من لهم أقران بعمر أختك/ عمل حفلة أو جلسة بسيطة بمنزلكم لصديقات او زميلات اختك واشعارها بأنكم تهتموا لإسعادها وإسعاد من يخصها وتنظيم تحديات ومأكولات خفيفة فهذا من شأنه أيضًا جعلها تشعر بحبكم وتعيد النظر بتعاملها معكم/ الحرص على قضاء وقت عائلي معًا في مشاهدة فيلم عائلي أو لعب الورق والعاب الطفولة أو الخروج للشاطئ معًا أو مكان بالطبيعة تستنشقوا به هواء نظيف يفيدكم أو الذهاب للمشي اليومي معًا.. فكل هذه الأمور تجعل العلاقة أقوى بينكم وتساعدكم على الشعور بالفرح والتجدد والطاقة بدلًا من أن تبقوا محصورين ببعضكم البعض فتكون تأملاتكم لبعضكم البعض أكثر من عيشكم للحياة..

- لا تطلبوا الأشياء او المهام من الأخت بطريقة تعليمات وأوامر فالمراهق يريد أن يشعر بانه ناضج وأنه يُحترم.. لذا حاولوا ان تطلبوا المهام بذكاء واستعطاف ..

- اشعروا اختك باستقلاليتها وتحدثوا معها عن مرحلة المراهقة واقرأوا معًا عن الأمر أو شاهدوا فيديوهات يوتيوب لمختصين.. ففهم المراهق وعائلته لكيفية التعامل مع التغيرات مدخل لجعل هذه المرحلة اقل وطأة.

- اسألوا اختك عما تريده ولم تتصرف معكم هكذا وهل ثمة ما يغضبها او يزعجها او يجعلها مضطرة فعلًا لتبخيسكم هكذا وجرحكم؟ فالسؤال المباشر والذي فيه تبيان لعطاء كل منكما يجعلكم تتحدثوا بوضوح أكثر.. واسالوها عما إذا كانت تريد شيء معين كالانضمام لنادي رياضي او فكري او ماشابه وهل هي مرتاحة في المدرسة ؟ ماذا عن أصدقاءها وتكيفها معهم؟ فكل هذه الاحاديث تساعدكم على بناء علاقة تفاهم وفهم ظرفها النفسي وتقليل الصراعات بينكم.