اني اواجهتعلق بشخص شلون اتخلص منه

التعلق الزائد هو حالة مرضية عاطفية قهرية تجعل الفرد يمارس تصرفات وسلوكيات ومشاعر معينة تجاه شخص ما بشكل غير طبيعي وغير النمط المتعارف عليه في العلاقات, كشعورك بالتعلق الشديد بهذا الشخص والتي يمكن أن يظهر بعدم تقبل أن يرافق او يتعامل مع أحد غيرك أو يخرج مع أشخاص من دونك أو من دون علمك بالإضافة إلى كثرة التفكير به والتركيز في حياته بشكل كبير ورفض أي عدم مشاركة لتفاصيل حياته فتشعر بوجوب أن تعرف كل شيء عنه وأن تتصرف معك بهذه الطريقة, والحساسية الزائدة تجاه أفعالها معك وعدم تقبل اي تغييرات نفسية او عاطفية بينكم.

وقد يكون ذلك نتيجة لاساليب التربية الخاطئة كالإهمال الشديد والقسوة الزائدة أو الإساءة والتعنيف فيشعر الفرد بالأمان تجاه شخص فيحرص أن يجعله دائرة أمانه لوحده, أو نتيجة لسمات شخصية كالتملك والحساسية الزائدة تقودك لهذه التصرفات, أو للإعجاب الشديد بهذا الشخص والتأثر به بشكل مهول للحد الذي يفقدك نفسك, يمكنك أن تستعين بهذه الإرشادات لتخفيف التعلق الزائد وإعادة ضبط النفس:

• إيجاد وسائل راحة لقضاء الوقت بممارستها وتشتيت تفكيرك عن هذا الشخص وبوجوب التفكير به, كممارسة الرياضة والذهاب لنادي رياضي والمشي, أو الهوايات كالكتابة عن ما تريد ان تصبح عليه وما تريد تركه, والرسم وتلوين رسومات الكبار لتفريغ الطاقة السلبية الداخلية, بالإضافة إلى شرب مشروب دافئ والاستماع لشيء هادئ لاستعادة الاتزان الذهني.
• إحاطة نفسك بأصدقاء وأشخاص جدد والذي يمكن اكتسابهم من خلال المشاركة بالمناسبات الاجتماعية والالتحاق بالنادي الرياضي مثلا او فريق خيري تطوعي وتوسيع دائرة علاقاتك ومعرفة أكبر عدد من الشخصيات ليقل انبهارك بهذا الشخص او سيطرته على عقلك وإعادة وزن قيمته داخلك بشكل منطقي وعقلاني
• تقرب من مصادر الدعم النفسي الاساسي كعائلتك ما يشعرك بالحب والرعاية ويقلل بحثك عنه أو حاجاتك النفسية منه
• قم بتحديد اولوياتك وأهدافك بشكل حقيقي وانشغل بها, ففهم المرء لما يريده يجعله يتعامل مع باقي أمور حياته بناء على أولوياته ويجعلك أكثر وعيا بذاتك وما يجب أن تكون عليه
• حاول مقاومة مراقبته في وسائل التواصل الاجتماعي ومتابعة أحداث ايامه من خلال الابتعاد عن هاتفك او الانشغال بأداء مهام منزلية او اكاديمية مؤجلة عليك
• مشاهدة فيديوهات يوتيوب تحفيزية لتذكيرك بالمناسب والغير مناسب وما ينبغي أن تركز عليه ومحاضرات تطوير الفكر والشخصية من أجل توسيع أفق تفكيرك وتبني أنماط تفكير سليمة, واعتمد كتابة افكارك ومشاعرك ومواجهتها بشكل يومي لتدرك عدم منطقيتها اثناء قراءتها كفرد آخر وتصبح كيف يجب ان تسيطر على هذا التعلق وانه لا يجب ان يعطل حياتك وان يدهور صحتك النفسية
•  
• مشاركة ظرفك النفسي مع شخص آخر ثالث أمين ومتفهم وطرف ليشعرك بالدعم وليواجهك لتعديل افكارك الخاطئة والغير منطقية ويوجهك للخطوات الصحيحة لتسيير العلاقات من دون التعلق وليكون منبه خارجي لك لمقاومة سلوكيات التعلق.
• تذكر أن التعلق الزائد في الطرف الآخر أحيانا يجعله لا يرتاح للعلاقة ويشعر بأنها عبء عليه, لان كل شخص منا يحتاج لمساحته الخاصة ويحتاج لأن يكون كيان منفرد ولا يتقبل التعلق بشكل مبالغ فيه به فهذا التصرف يجعله يراك اندفاعي وغير متزن عاطفيا ويجعله يميل للابتعاد عنك مباشرة او تغيير التعامل معك , وقد يكون أيضا لما تحمله من سمات شخصية لا تتناسب مع شخصيته وكون رغبتك بالاهتمام والتواجد تتعارض مع نمط حياته, وإدراكك لهذا ومحاولة السيطرة على نفسك بإبقاء الفكرة حاضرة في ذهنك وبإعطاء الشخص مساحته الخاصة قد تعيد العلاقة لما كانت عليه وتشعرك بأنك افضل وتزيد كفاءتك في هذه العلاقة, فأيضا لابد ان نتغير نحن للتعافي لا فقط التركيز على المشكلة, فالإنسان هو المسؤول الاول عن صحته النفسية.
  أما فيما يتعلق بمشاعر عدم حب الآخرين لك فلربما هي مشاعر مشوهة تولدت داخلك بسبب قلة الصداقات أو اضطراب علاقاتك ولا يجب أن تجعلي هذه المشاعر تتضخم وتسيطر عليك بل أن تتعاملي معها بحكمة وبرغبة في تحسين جودة حياتك وعلاقاتك لذلك:
  - بإمكانك البدء بتغيير نمط قربك من الآخرين مثل عدم التحدث معهم بسلبية والتحدث معهم عن موضوعات تهمهم ويلتفتوا لها, اقتراح مغامرات يحبونها لتفعلوها معًا أو التخطيط لرحلات تنزه في الطبيعة أو الشاطئ, المبادرة لمشاركتهم أحزانهم وأفراحهم باتزان, سؤالهم بشكل متزن عن الأمور التي تزعجهم منك أو بالعلاقة لأنك بحاجة إلى أن تعيد العلاقة لصحتها ووضوحهم سوف يسهل عليك ويساعدك..وفهمهم لنضجك ورغبتك بالتحسين ستجعلهم يحاولون معك أيضًا وأكثر احترام لشخصك.
  - حاول أن تتخفف وتتجنب القيام بأي شيء يجعلك لا تحب نفسك، كأن تتواجد مع أشخاص أو أماكن سيئة، أو الاستسلام لانتقادات الآخرين وتبني الأفكار السلبية تجاهك.
   - المشاركة في الأعمال التطوعية لزيادة إحساسك بالعطاء والفرح والتقدير من الآخرين مما يقلل من شعورك السلبي وضغطك النفسي ويشغل ذهنك بشيء مفيد بدل التفكير الزائد
  -حاورهم دائمًا بالأشياء التي يحبونها أو يهتمون بها واجعل الحوار والتفاهم والهدوء لغة الحديث معهم لتوطد علاقاتك وتجعل الآخرين من حولك يتقربون منك, وحاول التركيز عليهم ولا تكثر الحديث عن نفسك وتجعل نفس محور الجلسة.
  -نظم لقاءات أو حفلات تجمعكم سويا لتفهم شعورهم نحوك وتقلل من شعورك بالتجاهل والكره, وليجعلهم أيضًا أقدر على بيان مشاعرهم بشكل عفوي وحقيقي من خلال تجهيز تحديات والعاب خلال هذه الحفلات وتجديد المزاج من خلالها..ما يجدد علاقتكم ويجعلكم على اطلاع على جوانبكم الجميلة لا فقط التركيز على مشاعر لربما تكون مضخمة داخلك.

أتفهم أن الإنسان عندما يكسر من عائلته ويتعرض من قبلهم لإساءة وتعنيف فإنه يفقد الأمان وتتضطرب حياته ويصبح يتبنى أفعال وأفكار تخفف عنه وتجعله يشعر بالأمان أو الحب ولربما هذا ما يجعلك تتعلقي بالأشخاص أي لأنك بحاجة للشعور بأنك هادئة ومحبوبة وتحاولي بهذا أن تشغلي ذهنك عن ما تعايشينه .

ولكن من الهام أن تتذكري أن الحياة مهما قست ومهما حملت من مصاعب وهموم فلا يجب أن نتعامل مع مصاعبها بطريقة تجعلنا نفقد أنفسنا أكثر, فالتعرض للأذى أمر لا يجب إهماله بل يجب مواجهته بشكل ذكي لتخفيفه أو إنهاءه, والهرب لحياة تظني أنها وردية مثل علاقات الحب لن يفيدك .

لذلك حاولي أن تذكري نفسك بشكل دائم بأنك يجب ان تساعدي نفسك لتطوير حياتك وشخصيتك وبناء مستقبلك لتكوني قادرة على الاعتماد على نفسك, وبأن علاقات الحب يمكن أن تضر بك وأن تجعل عائلتك أكثر عنفًا وقسوة إن علمت بالأمر.

- حاولي أن تتجنبي الجدالات او المبادرة بحوارات تجعل عائلتك تعنفك أو تهينك فحماية نفسك من الأذى أولوية.

- تحدثي مع شخص حكيم وواعي من محيطكم المقرب كخال أو عم أو أحد الأقارب ذوي المكانة ووضحي ظرفك له وما يمارسونه تجاهك فلربما يستطيع أن يعالج الأمر  بذكاء وان يوضح عواقب هذا الفعل بشكل غير مباشر لعائلتك او يذكر امامهم نماذج لتعنيف الفتيات وكيف تصرف القانون معهم ويذكرهم بأخلاق الدين وما يدعو إليه..فهذه المحاولات البسيطة لربما تخلق فارق.

- حاولي أن تتقربي من عائلتك وتبني معهم علاقة صحية أكثر, وأعلم أن هذا ليس من المفروض ان يكون دورك لأنك الضحية لا من يقوم بالتعنيف ولكن الحياة أحيانًا تجبرنا أن نأخذ دروب معاكسة لنحقق الأفضل لحياتنا ولا يجب ان نرى النتيجة او السعادة من الامر من البداية ولكن بمرور الوقت ستشعري بقيمة هذه المبادرة, فمثلًا حاولي ان تقابليهم بابتسامة/ لا تردي وقت الغضب/ استغلي المناسبات الخاصة لاهداءهم هدايا او الاحتفال بهم/ اقترحي لعب العاب الطفولة او تحديات الكبار او الورق وماشابه مع اسرتك بوقت هادئ/ اعدي سهرة لمشاهدة فيلم ومأكولات خفيفة/ أخبريهم بأشياء جميلة خلال اليوم مثل الإعجاب بالمظهر او اللباس أو مواقفهم في احداث معينة... فهذه الأمور وإن لم تشعري بها إلا انها تجعلهم يعيدوا النظر في طريقة معاملتهم لك.
- إذا تمادوا بأفعال العنف وبشدة فاطلبي المشورة من شخص حكيم بالعائلة عن إمكانية التوجه لجمعيات حماية المرأة وما الإجراءات لاجل هذا.

- فيما يتعلق بطاقة جسدك العالية فحاولي ان تمارس الرياضة من خلال فيديوهات اليوتيوب والرقص الحر وتمارين التنفس العميق والتأمل في هذه الفترة .. سيفيدك بشكل كبير 

أفضل شيء يمكن أن يقدمه الشخص لنفسه هو أن يحب نفسه، وحب الذات يجب أن يكون مختلفا تماما عن الغرور والنرجسية، فأن تحب نفسك علامة مهمة لاتزان الصحة النفسية لديك، ووسيلة لتعزيز ثقتك بنفسك وبالعالم من حولك وأيضا تعزيز ثقة الآخرين بك لأن الجميع يتقبل من يحب نفسه باتزان ويسعى للأفضل لها، ويمكن للأمور التالية أن تساعدك في أن تحب نفسك:

• افهم نفسك وتقبل طبيعتك كما هي لأنها الخطوة الأولى لمواجهة عدم حب النفس
• لا تدع حبك لنفسك يتأثر بالشكل الخارجي، وذكر نفسك دائما أن الجوهر هو المهم، وأن الإصلاح الذي تضيفه إلى داخلك يراه الآخرين أكثر من خارجك
• عزز الجوانب الإيجابية في نفسك، واستعرض المواقف التي كنت فيها إضافة جميلة ومحفزة ويمتن الجميع لأجلها والأحداث التي كنت بها مسؤولا وشجاعا وذكي اجتماعيا
• أحط نفسك بمن يفخرون بك ولا يحبطونك، لتشعر بالدعم والإيجابية
• استعين بوضع عبارات محفزة تتعلق بقدراتك وإمكانياتك وجوانبك الإيجابية التي بك، وقم بتعليقها على حائط غرفتك مثلا لتبقى على مرأى عينك
• مارس الأشياء التي تزيد من شعورك بالحيوية والرضا وأنك شخص يستحق أن يحب نفسه، كممارسة رياضة التأمل وهواية الكتابة أو التدوين ومواجهة مشاعرك السلبية, أو الالتحاق بفريق خيري تطوعي يساعدك على تجديد مزاجك والشعور بالعطاء والرضا النفسي ويرفع من تقديرك لذاتك
• حاول أن تتخفف وتتجنب القيام بأي شيء يجعلك لا تحب نفسك، كأن تتواجد مع أشخاص أو أماكن سيئة، أو الاستسلام لانتقادات الآخرين وتبني الأفكار السلبية تجاهك
• حاول أن توجد لك اهتمامات وأهداف تقربك من ذاتك وتشغل ذهنك ووقتك لتخفف من أي حالة فراغ او وحدة تقودك للسلبية, مثل تعلم لغة جديدة أو الة موسيقية أو الانتظام بالرياضة أو المشاركة في مجالس تحتك بها بالآخرين الذين يشبهونك في ميولك واهتماماتك ما يجعلك تدرك قيمتك وتوجد معنى حقيقي في الحياة تسعى إليه.