أريد طبيب أمي كانت بصحة جيدة و عمرها 83 سنة و...

والدتك الآن في سن الشيخوخة وهذا السن يكون الفرد فيه أكثر هشاشة وأكثر تأثر وأكثر انشغال ذهني ونفسي, ولربما هو ما خلق هذا التغيير في والدتك.

ففي مرحلة الشيخوخة يكون وقت الفراغ اكبر  ويزيد احساس الإنسان بأنه لا قيمة له وان حياته انتهت وأن العالم يخص الآن أشخاص غيره وأن الكثير ممن شكلوا ذاكرتهم توفوا, لذا من الطبيعي ان تذكروا انفسكم ان تغيراتها النفسية والسلوكية أمر طبيعي في هذه المرحلة وعدم التأمل والتركيز بتخفيف وطأة الحالة عليها أفضل.

بإمكانكم طمأنتها وشغل انتباهها عن أفكارها وحديثها مع نفسها قدر المستطاع من خلال ملأ وقتها بكم والاتفاق معًا على جدول يومي تكونوا فيه محيطين بوالدتكم بشكل متجدد مثل تنظيم روتين للاستماع للراديو او مشاهدة افلام ومسلسلات بسيطة معها او اعداد الطعام في مكان وجودها وأخذ رأيها في ما يجب الاضافة اليه مثلًا فشعورها بأن ما زال لها دور وأهمية وتحبوا قضاء الوقت معها سيكون فارق جدًا داخلها, أيضًا حاولوا ان تجعلوا الاحفاد إن وجد يكونوا حولها او اطفال العائلة وإن لم يكن من الابناء, أيضًا حاولوا ان تحافظوا على وقت للتنزه خارج المنزل في مكان واسع ومريح كالشاطئ وتجعلوها اكثر احتكاك بالطبيعة والهواء فهذا ينعشها ويقلل من تشتتها النفسي, إذا كان لها قريبة أو اخت تقاربها بالعمر فاحرصوا على جلبها لزيارتها او اصطحاب الأم لزيارتها بانتظام فالشخص في هذه المرحلة يهدأ مع من يعيشون نفس مرحلته.

أيضًا تبادلوا الأدوار للنوم اليومي معها في نفس الغرفة لألا تنشغل بنفسها خلال الليل بشكل زائد وتكونوا اقدر على التحدث معها وشغل ذهنها عن هلاوسها , ساعدوها على تخفيف التوتر في الليل من خلال عمل مساج لرأسها وأطرافها / تهدئتها بتناول مشروب محسن للمزاج كالأعشاب أو مغلي النعنع/ الاستماع لشيء هادئ أثناء النوم / سؤالها عن اشياء تحبها او مكان تشعرها بالأمان وجعلها تتحدث لتفهموا ظرفها النفسي ولتشعر بالسكون معكم. وتأكدوا بأن كل هذه المحاولات البسيطة فارقة.