كيف اسامح شخص اذاني

التعرض لصدمة نفسية من أكثر الأمور التي تخلق شرخ في الصحة النفسية للشخص وتضعف قدرته على التعامل مع أمور حياته وممارسة مهامه بشكل اعتيادي وقد تعرضه أيضًا لاضطرابات في النوم كالكوابيس والأرق أو اضطرابات في الأكل أو خلق حالة من التخبط والانفصال عن الواقع ونوبات البكاء أو الانطفاء التام.

والصدمات تحصل للإنسان في مواقف وظروف مختلفة وشدتها أو أعراضها تكون تبعا لشدة هذا الموقف ومدى الصلابة النفسية للفرد, وتتدرج من بسيطة إلى متوسطة إلى شديدة .

ويمكن تقسيمها للتالي:

-صدمة المرة الواحدة: وهي الأحداث التي تحدث للشخص مرة واحدة فقط مثل حوادث السيارات أو الجروح الشديدة أو الاعتداء المفاجئ أو الاعتداء في الطفولة أو معايشة خبرة غير سارة كالغرق وما شابه

-صدمة الأحداث المقلقة المستمرة: وهي معايشة الشخص لشيء ثابت نسبيا به كاضطراره للتعامل مع مواقف التعرض للتنمر باستمرار أو العنف باستمرار أو محاربة أحد الأمراض العضوية أو النفسية الصعبة او معايشة الأبناء للمشاكل بين الوالدين

-صدمة المواقف التي تم التغاضي عنها والاستمرار بالحياة: وهي الأحداث المؤلمة للشخص والتي تستدعي استمراره رغم ألمه مثل الانفصال أو وفاة شخص مقرب أو التعرض للفصل من العمل أو معايشة حرب أو هجوم مسلح وما شابه

والتعامل مع الصدمة النفسية مهم وضروري ويتم بجهد الشخص وجهد المحيط من حوله لأن تراكمها يزيد احتمالية التعرض لاضطرابات نفسية ويزيد من لااتزان الشخص, ومن المهم أن تدرك أن الحياة ليست وردية وأن التجارب الصعبة التي نمر بها مهما بلغ أثرها الصادم علينا إلا أن بمرور الوقت سيبرد ويضعف أثرها فالوقت صديق الجميع بجانب أن الحياة سريعة ولا تتوقف لأجل شيء لأن أي توقف منا أيضًا سيجعلنا نتشتت أكتر, لذا قرر أن تجعل هذه التجارب الصعبة محرك لإرادتك وأن تفكر في كل مرة تشعر بها بالفتور والهزيمة وانك عالقة بالأمور التي تجعلك لا تستطيع الرضا عن حالك في هذه الحياة لتسعى وتعمل أكثر لرفع وتطوير جودة حياتك وتنتقل لحياة أفضل من الآن, وهذا الأمر يتطلب منك تفريغ صدمتك النفسية واتباع جملة من التوجيهات السلوكية لتخفيف حدة التشتت والضيق داخلك, منها التالي:

- تفريغ العبء النفسي من خلال تدوين وكتابة مشاعرك وأفكارك بانتظام ومواجهة أفكارك وتبديد الغير مناسب منها ...أيضًا التحدث مع شخص مقرب منك وحكيم وتوضيح ظرفك ليدعمك ويذكرك بجوانب حياتك الجميلة البعيدة عن هذه التشوهات ويذكرك بنقاط قوتك وقدراتك وإمكانياتك وأن كل شيء سيكون على ما يرام, فالدعم الاجتماعي مهم للتجاوز.

- ممارسة تمارين التنفس العميق والرياضة اليومية لتفريغ الطاقة السلبية وإعادة اتزانك الجسدي النفسي والذهني.

- عدم ترك نفسك للفراغ والوحدة لأنه هذه الحالة ستأخذك دائمًا إلى التوقف وتبني كل الأفكار السلبية, حاولي ملأ وقتك بتبني نمط حياة جديد ومريح وصحي والبدء بتعلم مهارات جديدة عبر الانترنت او الالتحاق بورش عمل ودورات تتناسب مع ميولك واهتماماتك ومجالس فكرية شبابية لتجديد حيويتك النفسية وتذكيرك بقيمة نفسك وتساعدك على فهم رحابة العالم وتبني أنماط تفكير إيجابية.

حسن مزاجك من خلال المشي ولقاء الاصدقاء وممارسة هواية تحبها او تجديد عافيتك من خلال زرع النباتات/الرقص الحر/ تعلم لغة جديدة/ الخروج الى الطبيعة..فكل هذه المحاولات فارقة.

- مشاهدة فيديوهات محفزة وملهمة ومريحة باستمرار لزيادة حافزيتك للحياة والاندفاع نحو اتساعها

- حاول أن تعطي فرص لنفسك للشعور بالرضا والثقة من جديد من خلال الأماكن الصحية بعلاقاتها وطبيعتها, مثل المشاركة بالأيام الخيرية والتطوعية .

وفيما يتعلق بمسامحة الشخص الذي آذاك, فبإمكانك أن تحاول التصالح مع الأذى السابق وأن تفكر فيه كابتلاء نلت أجره, أو كدرس مجاني كشف لك الحقيقي من غير الحقيقي ممن حولك, وحاول ان تتعلم انماط التفكير الإيجابي بالاستعانة بجلسات علاجية مع أخصائي نفسي, فمن الضروري ألا تكون أسير لصدماتك وألا تبني انطباع عن الحياة من خلال تجربة واحدة, تذكر ان مسامحتك لهذا الشخص فيه هدوء واستقرار لنفسك من قبله.. فلا أحد يرتاح وهو غير قادر على مسامحة احد , وحاول ان تتجاوز عن الأمر مع بقاء حرصك بمعنى أن تضع حدود إلى أن تميز كيفية معاملته لك وألا تشاركه اشياءك الخاصة فالعلاقة تحتاج التدرج في استعادة عفويتها وقد لا تستعيدها مثلما كانت وتحدث فجوة طبيعية بينكم ولكن تكون قد سامحته وتخلصت من هذا العبء.