مرحبا شخص تعرض الى صدمة من شخصيات تدعي الصداقة...

لاشك بأن تعرض الإنسان للظلم والتهديد المستمر وادعاء ما ليس فيه يمثل خبرة غير سارة وإذا كان من المحيط المقرب وممن اعتبرهم أصدقاءه واحباءه يتطور الأمر ليكون صدمة , فالصدمة من الأحبة تجعل الإنسان أكثر تشتت لأنها تجعله أقل شعور بالأمان والثقة .

والتعامل مع الصدمة النفسية مهم وضروري ويتم بجهد الشخص وجهد المحيط من حوله كعائلته لأن تراكمها يزيد احتمالية التعرض لاضطرابات نفسية ويزيد من لااتزان الشخص لذا تفريغ هذه الصدمة من خلال الحديث مع شخص مقرب ضروري وأيضا الحوار معه ينفعك في توسيع انماط تفكيرك وفهم اولوياتك وإمدادك بالشعور بالأمان والمحبة.

- تذكر مدى كون هذه التهديدات والتصرفات من الآخرين أمر متوقع ولكن لا يجب أن تشتتنا بشكل أبدي ولا يجب أن تنسينا قدراتنا فالأرزاق والأقدار ليست بيد أحد ولا يستطيع أحد رسم حياتك كما يريد.

- لابد من رفع صلابتك النفسية حتى لا تسمح للأمور بالتأثير عليك بشكل مبالغ فيها بل بقدر حجمها وبالإمكان تطوير ذلك من خلال محاضرات صقل الشخصية وفيديوهات اليوتيوب التحفيزية.

- تفريغ صدماتك من خلال تدوين مشاعرك وافكارك واستعراضها أمامك بشكل أكثر وضوح ومواجهتها بشكل منطقي لتبدد ما لا يجب أن يؤثر بك وما يجب أن تضع له حد.

- إشغال ذهنك عما حصل معك أيضًا مهم ويتم من خلال الانشغال بالحياة وطقوسها التي تهدئك وتحسن مزاجك وأشخاصها الذين يحبونك وإبقاء أمور العمل بشكل هادئ وعدم مشاركتها مع الجميع..

- البدء بتعلم مهارات جديدة او ممارسة هوايات تحبها تجدد عافيتك النفسية وتبني طقوس مريحة تهدئك فورًا فور الشعور بالقلق والاحباط كالاستماع لشيء هادئ/ عمل مساج للعينين والرأس/ الرقص الحر/ الخروج للمشي بمكان هادئ/ ممارسة انشطة وتحديات مع الاصدقاء / ممارسة الرياضة لتفريغ الطاقة السلبية الداخلية .

- الذهاب لمختص نفسي لمساعدتك على التعامل مع صدماتك وتعلم مهارات وأساليب التواصل والدفاع عن النفس لتحسين قدراتك الاجتماعية ما يقلل تعرضك للصدمات ويساعدك في رفع صلابتك النفسية وتحسين جودة حياتك.

أفهم مدى قسوة الخذلان من كل جوانب حياتك, ولكن الإنسان في هذه المواقف بالذات ليس لديه خيار سوى أن يكون قويًا وأن يجابه كل من يحاول تحجيمه وتهديده وجعله أكثر تشتت, وتأكدي بأن اجتماع كل الأطراف عليك بالتأكيد ليس من فراغ ولربما أن ثمة سوء فهم بينكم أو أمر غير واضح يجعلهم يعاملوك بهذه المعاملة القاسية.

لذا حاولي أن تتحدثي مع شخص حكيم من العائلة وتفهمي دوافعهم وأسباب هذه المعاملة ومدى كون دراستك هامة لحياتك وما الأمور التي يمكن ان تتفقوا عليها لتوقفوا ما يحدث بينكم.

وفيما يتعلق بالجامعة فإذا كانت المشكلة كبيرة وفيها ظلم فبالتأكيد ستجدي من يساعدك من الإدارة, احرصي على الذهاب لشؤون الطلبة ومقابلة شخص واعي ومسؤول ويساعد الطلبة واشرحي له وضعك, وتأكدي بأنك يجب ان تنتزعي حقك انتزاع بكل ذكاء وقوة وألا تمارسي الضعف والتساؤل لأن مستقبلك يحتاج محاولاتك وطاقتك لا خوفك, ولا يوجد وضع لا تستطيعي تحسينه ولكن أوجدي المدخل الصحيح والحوار الصحيح الذكي, واذا لم تعرفي كيفية التصرف بالإمكان طلب المساعدة من زميلة دراسة قوية الشخصية فالدعم الاجتماعي أيضًا هام.

تذكري بأنك لا يجب ان تضيعي وقتك ومشاعرك بالشعور بالقلق والخوف من التهديد والرفض وغيره مهما بدت الحياة مشوهة في نظرك وأن تركزي على إيجاد حلول للمشاكل لا التفكير بلماذا يفعلوا كل هذا. وحسني مزاجك وعافيتك النفسية بطقوس خاصة والخروج لأماكن هادئة قدر استطاعتك.

جميعنا معرضون لأن تتضطرب صحتنا النفسية أو سلوكياتنا في مراحل ما من الحياة, ولا يجب أن يكون هذا الاضطراب سبب لأن يشعرنا الآخرون بالنقص أو اي مشاعر غير سارة وأنا معك في أهمية أن تواصلي حلمك بأن تكوني طبيبة وأنت قوية لإكمال هذا إن شاء الله.

ولكن طالما أن الأحداث التي تعايشيها غير منطقية في نظرك وأنه لا يوجد سبب ليعاملوك هكذا وأن الجميع ضدك فلربما انك غير قادرة على تمييز أنك تعاني من اضطراب معين ولا بأس بأن تزوري طبيب نفسي آخر  لا يعرفه من حولك لأجل الاطمئنان على نفسك وتفريغ ما بداخلك أيضًا وتشخيص ما إذا كان ثمة ما تعاني منه.

فما أخبرك الطبيب النفسي بأنك تعاني منه لربما يكون حقيقي وانت بحاجة للمساعدة لأجل ان تكوني قادرة على إكمال حلمك وليس في هذا حرج .. لأن monosymptomatic delusion يجعل الشخص غير قادر على تمييز ما هو حقيقي وتخيلي وغير قادر على الاستبصار بحالته, ولأجل ذلك يجب ان تصطحبي معك شخص من عائلتك ويكون واعي ويحبك ويعرف احتواءك وإن شاء الله يحدث كل ما هو خير.

ولكن يجب أن تتوقفي عن المقاومة والتفكير بما يفعلوه وان تتخذي خطوة لأجل نفسك فصحتك النفسية أولوية ولن تساعديها إذا أبقيتي تركيزك في الآخرين فقط.