انا بحاجة إلى التكلم مع طبيبة نفسية جميع الناس...

الكثير منا يمر بفترة ضعف وهشاشة في الحياة تشعره بالنبذ من الآخرين وأن لا أحد يحبه او يريد القرب منه, ويتضح من استفسارك بأن الجميع مجتمع على محاربتك وبهذا إشارة على أن هذه المشاعر لابد بأنها ذات سبب وقد يكون لأحد التالي: 

- لامتلاكك سمات شخصية تجعلهم يتجنبونك ويمتنعوا بسببها عن التفاعل معك بشكل طبيعي, كعدم وجود مهارات في التعامل وميلك لإحراجهم او عدم الانصات إليهم أو تهميشهم وتبخيس قيمتهم وانجازاتهم وعدم الالتفات لما يبهجهم.

- أن يكون هناك ظروفًا اجتماعية ونفسية وتغيرات حياتية يمرون بها تمنعهم عن التفاعل معك بشكل طبيعي, فالانشغال أمر وارد.

- لامتلاكك سمات كعدم الثقة بالنفس أو الخجل من شكلك الخارجي أو مستواك الثقافي أو وجود سمات مهارية تؤثر في كفاءتك الاجتماعية كالحساسية الزائدة وتحليل الأمور بشكل زائد وغير منطقي, ما يجعلك تنجرف مع هذه الافكار وتخلق حالة من التوجس والتشوه في التفكير لأنه اسهل من مراقبة الذات وتحسينها.

- معاناتك من حالة فراغ كبيرة تقودك للتفكير في العلاقات بشكل تفصيلي وبناء سيناريوهات غير سارة بدل التفكير بتحقيق ذاتك وتحسينه.

- مرورك بحادثة غير جميلة في حياتك وتجربة أثّرت على انطباع الآخرين عنك وجعلتهم أكثر رفضًا لك أو يفهمونك بشكل خاطئ ويتصرفوا بناء على سوء الفهم هذا فتتكون حالة النبذ.

- كونك غير منفتحة مع الآخرين وغير اجتماعية وغير ودودة.

وتذكر بأن مهما كان الأمر قاسيًا ومهما تشوه داخلك فكرة الأمان الاجتماعي فإن تغيير تعاملك مع الناس هو مفتاح تحسين حالتك النفسية والاجتماعية, لأن العيش منفرد وغير مفهوم وغير مُراد من الآخرين يعطل صحتك النفسية.  ويمكن أن تستعين بالتالي:

• حاولي أن تغيري من نمط حياتك لتشعري بالتجدد النفسي والحياتي كأن تتبني عادات تتطلب مواقف اجتماعية يبرز بها شخصك, كالذهاب لنادي رياضي او ممارسة النشاطات بشكل جماعي مع جارات لك أو قريباتك من الأقران .
• نظمي لقاءات او حفلات تجمعكم بالاخرين لتتغيير الانطباع المبني عنك وتصحيح طريقة تعاملك معهم تدريجيًا.
• تذكري ان الناس بشكل عام يحبون التفاعل مع الشخص المرح والذي يكون قريب من شخصيتهم ويناسب حوارهم, فحاوريهم باهتماماتهم وتجنبي النرجسية او التعالي او مقاطعة حديثهم أو إشعارهم بالعبء والثقل.
• تعلمي ثقافة الابتسام وتبادل التحية في كل الأوقات لتشعري بالاطمئنان الاجتماعي
• لا تكوني فضولية فيما يخص الاخرين او متطفلة وراعي خصوصية الاخرين في حديثك ووجودك بينهم ما يجعلهم اكثر تقبلا لك
• تذكري بأن الإنسان بإمكانه إثبات نفسه بين الآخرين وجذبهم من خلال شخصيته وحديثه وطرق تفكيره وتفاعله مع الحياة وماشابه, تعلمي أن تحبي نفسك أولًا وأن تتصالحي مع ما أنت عليه, ذكري نفسك بجوانبك الإيجابية الجميلة لتبددي أي مشاعر أو أفكار سلبية, حاولي أن تتقربي من الآخرين وتبادري لذلك بشكل متزن مثل استغلال المناسبات الخاصة لاهدائهم هدايا وتوطيد العلاقات, أو أن تخاطبي الآخرين بما يحبونه وتتحدثي معهم بالموضوعات التي تلفتهم واهتماماتهم لتشعري بأن ثمة ما يخلق بينكم مساحة متبادلة لا تشعرك بالنبذ من الآخرين وتصلي إليهم بشكل أسرع وأسهل.
•  البدء بتعلم مهارات جديدة والتعرف على أشخاص جدد من خلال الالتحاق بمجالس دينية أو ثقافية أو ورش عمل فهذه الأماكن تزيد احتكاكك بالناس وتزيد ثقتك بنفسك وبإمكانياتك وبطرحك للأفكار ما يجعلك تدركي أن ثمة ما تملكينه لتجذبي به الآخرين.
• تحدثي مع شخص واعي من العائلة أو الأصدقاء وشاركيه ظرفك النفسي وحاولي فهم رأيه بك وما الذي يدفعه للتصرف معك هكذا, وأكدّي بأنك تريد تحسين الأمور بينك وبين الآخرين فالحياة لا تستمر بهذه الثغرات, ففهم ما يريدون منك تحسينه او فعله يساعدك على فهم مدخل علاج المشكلة, بالإضافة إلى كسب طرف يساعدك في تحسين الأمور مع الآخرين والانتباه لأخطائك أو توسيع أفقك بوجهات النظر فأحيانًا الشخص منا يركز على ما يريده وما يراه صحيحًا فقط ولا يقتنع بأن الآخرين لربما يكونوا على صواب..وهذا الحوار بالتأكيد سيساعدك على فهم ذاتك أكثر.
• تذكر بأنك تنتظري اختبار هام في حياتك الأكاديمية ولأجل هذا أنت بحاجة لان تكوني بصحة نفسية أفضل, وأنه لا يجب ان تفكري بانه لن يحصل الا ما يريدي ولن تتنازلي عن اي شيء مع المحيط لتحسين الوضع بينكم بل يجب ان توسعي انماط تفكيرك وتحاولي تقديم المبادرات المنطقية لأن عقلك الدراسي يحتاج ان يكون هادئًا وغير محمولًا بمشاعر الرفض من الآخرين والنبذ لألا تنتكسي في دراستك.

بإمكاني اقتراح مجموعة كتب ولكن من الهام أن تتطوري من خلال جوانب أخرى ايضًا مثل سماع البودكاست الواعي وإحاطة نفسك بأشخاص واعيين وإيجابيين ويساعدوك على تحويل آلامك لشيء يفيدك وتنظري لها بتوازن لا باندفاع وغرق.

- كتاب (جلسات نفسية) لمحمد ابراهيم

- كتاب (نظرية الفستق) والذي يساعدك على كيفية معرفة نفسك وتطوير ذاتك الاجتماعية.

- كتاب (أبي الذي اكره) ل د. عماد رشاد عثمان. ولا تركزي بالاسم فهو فقط لجذب انتباه القارئ إنما محتوى الكتاب متعلق بتأملات للتعافي من الإساءات الأبوية وصدمات النشأة الاجتماعية.

والعفو نحن دائمًا في خدمتكم وإن شاء الله تصبحي أفضل.

الانضباط الذاتي يحتاج أن يكون الشخص يبحث دائما عن تطوير حياته وتغييرها للأفضل ..فالانضباط يتطلب الدافع الحقيقي داخل الإنسان, ويجب أن تدرك ان تغيير الحياة لتكون أكثر انضباط تشمل اتباع جملة من التغييرات في كل جوانب الحياة , الجانب الجسدي والجانب الاجتماعي والروحي والفكري والأكاديمي, وأن تغيير الحياة لا يكون بفعل واحد وبوقت سريع إنما يتطلب محاولات مستمرة وإرادة صلبة, ويتطلب أن يصنع الشخص لنفسه روتين يساعده على الانضباط والإنجاز وإدارة انفعالاته أيضًا.

ويمكنك الاستعانة بما يلي :

• تخفف من الأشخاص السلبيين المحبطين الكسولين وأحط نفسك بالأشخاص الطموحين الذين يحبون السعي والعمل ويشجعونك على هذا
• طور دائما من رغبتك في أن تكون افضل من نفسك باليوم السابق، فالتحسين المستمر للشخصية والمهارات تسهل من عملية النجاح بأي شيء, وهذا يتطلب ان تقوم بتحدد مهاراتك وإمكانياتك وميولك واهتمامك وتضع خطة جدية لتطويرها إما بالدورات او ورش العمل او التعليم الذاتي من خلال الانترنت او الكتب
• لا تقارن نفسك بالآخرين، وثق بقدراتك وإمكانياتك قدر المستطاع
• ركز في حياتك، ولا تنتقد الآخرين وتنشغل بهم فتعطل بذلك مسير نجاحك 
• اجعل تنظيم الوقت وتخطيط أهدافك هو أسلوب حياتك، فنظم الأعمال المتعلقة بكل جوانب حياتك بشكل يومي من خلال قائمة مهام يومية مما يعينك في فهم الاولويات وتحقيق الأهداف والشعور بالتنظيم والإنجاز
• ادرس الفرص المتاحة أمامك واختار ما يناسب مبادئك وقدراتك ولا تندفع تجاهها بشكل غير عقلاني.
• لا تهمل جسدك ومارس الرياضة باستمرار لما له تأثير على تحسين قدرتك على التنظيم الانفعالي وضبط السلوكيات
• لا تستمع للانتقادات والكلام المحبط من الآخرين
• عزز من ثقتك بنفسك، وأكد من مفهوم الذات لديك من خلال تعزيز جوانبك الإيجابية وتذكير نفسك بها دائما مع عدم إهمال نقاط الضعف فيجب أن تعمل عليها لتحسينها ويمكن لمحاضرات تطوير الذات والشخصية والكتب مساعدتك في هذا
• كن ذكي اجتماعيا وأعط المواقف حجمها واجعل لغة الحوار مع الآخرين هي التفاهم والهدوء والتقبل
• لا تستسلم لتجارب الإحباط والفشل، بل اجعلها وقود للعمل من جديد والإصرار على النجاح فلا أحد استطاع الوصول لوجهته مباشرة, والصعوبات طريق الأفراد دائما
• ضرورة تبني نمط حياة صحي كتناول الطعام الصحي وعدم إهمال شرب الماء بوفرة والمتابعة الصحية الدورية لجسدك, فالجسد السليم أساس الحياة السليمة
• لا تكون عبدا للانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي, ولا تكثر استخدامها, فالإنسان ليصنع التغيير في نفسه وعالمه لابد ان يبقى على صلة حقيقية به ويفهم معطياته ومطالبه لا أن ينشغل بالملهيات والألعاب فهذا الشيء يعطل حياته
• إذا لم تكن تستطيع إدارة ضغوطاتك او مشاكلك فيمكنك التحدث مع شخص مقرب منك ومشاركته ظرفك النفسي لتعديل افكارك وتوجيهك للخطوات السليمة وضمان ان لا تفعل امرا معاكسا لقرار تغيير حياتك
• تبنى أدوار تشعرك بالرضا والعطاء وتريك الحياة من منظور ايجابي ومشجع دائما مثل الالتحاق بفريق خيري تطوعي والمشاركة في فعالياته.
  أعتذر لا أملك صفحة عامة في مواقع التواصل الاجتماعي 
  والعفو نحن دائمًا في خدمتكم.