ابني عمره 16سنة مصاب بتوحد خفيف اسبرجر ولكنه اشتد...

التوحد هو اضطراب يشمل خلل في ثلاثة مناحي هامة من الإنسان وهي المهارات الاجتماعية والسلوك واللغة, ومصابين التوحد تختلف أعراضهم وشدة أعراضهم حسب درجة طيف التوحد لديهم, وكون ابنك كان أفضل سابقًا ومنسجم إلى حد ما, فلربما التغير الحاصل بسبب أحد التالي:

- نموه في العمر واحتكاكه الاجتماعي او بأقرانه بشكل واعي أكثر ما يجعله أكثر خوف وأكثر شعور بالاختلاف عنهم أو العجز عن التعامل معهم.. 

- كونه الآن في مرحلة المراهقة ما يجعله اكثر تشتت وأكثر حساسية تجاه المؤثرات ووطأة ملامح هذه المرحلة مع وطأة ملامح التوحد يحدثان فجوة دراسية واجتماعية داخله.

- مرور ابنك بخبرات إساءة كالتهديد أو التنمر أو العنف أو الاستهزاء والذي يظهر أثره برفض التواجد الاجتماعي.

- عدم مقدرة ابنك عن التعبير عن احتياجاته بشكل كامل ما يدفعه لهذه الانفعالات.

- شعور ابنك بانه منبوذ أو عدم التقبل الكافي بين المحيط .

- عدم الانتظام بالمتابعة الدورية مع أخصائي تربية خاصة للتأكد من عدم تفاقم أي أعراض لديه وتقييم سلوكه التكيفي.

ولتخفيف وطأة حالة ابنك حاولي احتواءه وإشعاره بالأمن والحب قدر الإمكان, راقبي يومه وتصرفاته مع الآخرين لتفهمي ظرفه النفسي وما إذا كان يعاني من مشكلة ما مع الغير, حاولي طمأنته وتهدئته بنقل انتباهه لشيء آخر يحبه مثل الالعاب الالكترونية والأنشطة اليدوية كالفخار/ رعاية النباتات/ اعداد طعام معًا او مشاهدة فيلم يحبه او الخروج للمشي أو الاستعانة بالغناء..وبالتدريج تتحسن ابنك وانفعالاته, وجهي المحيط لعدم استفزاز مشاعر الابن او الإساءة إليه وعدم فعل شيء يكرهه له وعدم اقتراح  أمور لا يحبها او لا يستطيع فعلها لألا يزداد الإحباط داخله.

أيضًا لا ضرر من اصطحابه لأخصائي تربية خاصة لتقييمه وفهم ما يمر به أو مدى حاجته لأي تدخل آخر بجانب الدواء لأن المتابعة التربوية هامة, وتأكدي بأن الدواء ببداية استخدامه يبدو كأنه يزيد الأمر سوء لأن الجسد يكون لا يزال يعتاد على تنظيمه ولكن بمرور الوقت إذا بقي نفس التأثير الغير سار فإن مراجعة الطبيب هامة.

استعيني باساليب جديدة في الدراسة مثل برامج تربوية اونلاين خاصة للتوحد كبرنامج جمناي وهي معدّة بشكل يتناسب مع طبيعة المصابين بالتوحد فتكون أساليب الدراسة مثلًا تفاعلية نشطة ومتوافقة مع نشاطهم وبطء التركيز .. 

اهتمي بنظامه الغذائي واجعليه مليء بمقويات الذاكرة والتركيز وبالإمكان جعل الابن يتبنى العاب التركيز كهواية تساعده على تجديد ذهنه مثل الشطرنج/ العاب الذكاء على الهاتف/ الصور المتشابهة/الكلمات المتقاطعة..

لا تجبريه على التفاعل الاجتماعي.. ولكن حاولي ان تصطحبيه لأماكن واسعة ترفيهية ويكون عدد الموجودين فيها قليل وقضاء الوقت هناك فحساسية التوحدي للاجتماعية أمر طبيعي, وبالإمكان جعل احد الاقران من الاصدقاء او الاقارب يتقرب منه ويقترح عليه فعل انشطة تدركوا انه يحبها ليجد صديقًا بجانبه ولألا يرفض المجتمع بشكل كامل.