كيف اكدر احب نفسي؟

أفضل شيء يمكن أن يقدمه الشخص لنفسه هو أن يحب نفسه، وحب الذات يجب أن يكون مختلفا تمامًا عن الغرور والنرجسية، فأن تحب نفسك علامة مهمة لاتزان الصحة النفسية لديك، ووسيلة لتعزيز ثقتك بنفسك وبالعالم من حولك وأيضا تعزيز ثقة الآخرين بك لأن الجميع يتقبل من يحب نفسه باتزان ويسعى للأفضل لها، ويمكن للأمور التالية أن تساعدك في أن تحب نفسك:

• افهم نفسك وتقبل طبيعتك كما هي لأنها الخطوة الأولى لمواجهة عدم حب النفس
• لا تدع حبك لنفسك يتأثر بالشكل الخارجي، وذكر نفسك دائمًا أن الجوهر هو المهم، وأن الإصلاح الذي تضيفه إلى داخلك يراه الآخرين أكثر من خارجك
• عزز الجوانب الإيجابية في نفسك، واستعرض المواقف التي كنت فيها إضافة جميلة ومحفزة ويمتن الجميع لأجلها والأحداث التي كنت بها مسؤولا وشجاعا وذكي اجتماعيا
• أحط نفسك بمن يفخرون بك ولا يحبطونك، لتشعر بالدعم والإيجابية
• استعين بوضع عبارات محفزة تتعلق بقدراتك وإمكانياتك وجوانبك الإيجابية التي بك، وقم بتعليقها على حائط غرفتك مثلا لتبقى على مرأى عينك
• مارس الأشياء التي تساعدك على تفريغ أي طاقة سلبية داخلية تحملها تجاه ذاتك كممارسة رياضة التأمل وهواية الكتابة أو التدوين ومواجهة مشاعرك السلبية.
  
• حاول مثلًا أن تتابعي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تذكرك دائمًا بأهمية حب شكلك وجسدك وما أنت عليه بطبيعتك وتصنع محتوى يفيدك بذلك بشكل غير واعي وألا تتابعي أي حسابات تفرض عليك عكس ذلك, فالعالم المعاصر مليئ بالمثالية الغير متزنة والغير حقيقية وكل هذا يخلق داخلنا نقص في الرضا.
• حاولي أن تبادري فعل أمور بسيطة ترفع رضاك عن نفسك وثقتك بنفسك مثل رعاية الاطفال/رعاية النباتات/ مساعدة شخص من العائلة في مهام المنزل والمبادرة لذلك/ المشاركة بفعالية خيرية وتقديم المساعدة للغير ...فهذه الأمور تصنع فارق.
• حاول أن تتخفف وتتجنب القيام بأي شيء يجعلك لا تحب نفسك أو تسيء إليها، كأن تتواجد مع أشخاص غير جيدين أو في أماكن سيئة، أو الاستسلام لانتقادات الآخرين وتبني الأفكار السلبية تجاهك
• حاول أن توجد لك اهتمامات وأهداف تقربك من ذاتك وتشغل ذهنك ووقتك لتخفف من أي حالة فراغ او وحدة تقودك للسلبية, مثل تعلم لغة جديدة أو الة موسيقية أو الانتظام بالرياضة أو المشاركة في مجالس تحتك بها بالآخرين الذين يشبهونك في ميولك واهتماماتك ما يجعلك تدرك قيمتك وتوجد معنى حقيقي في الحياة تسعى إليه
• لا تقبل بما يسيء إليك وينقص من قيمتك, مثلًا/ لا تقبل بالأشياء الناقصة أو تكثر من مسامحة الآخرين الذين يخطئون في حقك بدون مواجهتهم وتأكيد على ضرورة عدم تكرار ذلك, ولا تسمح للغير بالتحدث معك بطريقة فيها نوع من نقص القيمة أو الأهمية, لا تكن رهن مزاج الآخرين وتسمح لهم بأن يكونوا متى ما رغبوا وينسحبوا متى ما رغبوا..
• تحدث مع شخص مقرب منك وتثق به وأخبره بأنك تريد أن تحسن من نمط تواصلك مع ذاتك ومن شخصيتك وتريد منه أن يكون صريحًا ويخبرك بعيوب شخصيتك وما الذي يجعله يظن بأنه يمنعك من حب نفسك...فهذا الوضوح وفهم الخلل بالضبط يعينك على التعامل معه بدون عشوائية وبدون تساؤل في ما يجب ان تغير
  وفيما يتعلق بالصعوبة في اتخاذ القرار فلربما ذلك متولد من ضعف ثقتك بنفسك أو الخوف من تبعات القرار وعدم قدرتك على النتائج, ولكن تذكري بأن الإنسان موجود في هذه الحياة ليجرب ويخطئ ويتعلم وإن تم اتخاذ قرار غير مناسب فليست نهاية الحياة وبإمكانك البدء من جديد, ولكن بنفس الوقت لابد من تطوير قدرتك على بناء القرار الصحيح والذي يحدث من خلال مقارنة قائمة ايجابيات وسلبيات للقرار وعكس القرار ومقارنة ما الأهم والأصح بينهما.. بالإضافة إلى استشارة شخص حكيم مقرب منك ويدري بظروف حياتك.. أيضًا يلزمك ان تتحدثي مع نفسك بصوت عالي وتشجعيها بألا تخاف وأنك لست مثالية والحياة لا تنتظر منك التفكير فقط بل تحتاج خطوات شجاعة.. ونمط التفكير هذا بإمكانه أن يطوّر منك تدريجيًا..
  

الحب لكي يكون متزن وصحي يجب أن يكون متبادل, ومشاعر الحب على وجه الخصوص لا يمكن أن يتعامل معها الإنسان كواجب يجب تأديته أو شيء يمكن صنعه... فالحب يحدث بشكل انسيابي دون أن يدرك الفرد ما الذي يحدث به ولماذا .. كيمياء غير مفهومة تجمع بين قلبين.. والكثير من الاشخاص تتشكل داخلهم علاقة تعلق وإعجاب مفرطة بشخص ويبدأوا بحبه ولكن لا يتوجب على الآخر أن ينصاع لهذا الحب ويستقبله فالأمر أبسط من هذا.. وطالما أنك حاولتي ان تفكري به وتحبيه ولم ينجح الأمر فقلبك لا يجد فيه ما يبحث عنه, لذا لا داعي للشعور بالذنب والأنانية فلا يمكن لأحد أن يحاسبك على مشاعرك طالما لم تسيئي له.

ولا تقلقي فالوقت كفيل بإرضاء الجميع والتجارب تساعد الأفراد على معرفة ذواتهم وإيجاد من يشابهونهم ولن تقف حياته عندك إذا لم تقبلي حبه.