عندي تعلق كبير بصاحب الي، وانا وياه ساكنين مع بعض...

التعلق الزائد من أكثر التصرفات التي تضر صاحبها واستفسارك عن كيفية علاج ذلك يعني أنك تهتم لصحتك النفسية, والتعلق الزائد هو حالة مرضية عاطفية قهرية تجعل الفرد يمارس تصرفات وسلوكيات ومشاعر معينة تجاه شخص ما بشكل غير طبيعي وغير النمط المتعارف عليه في العلاقات, كشعورك بالانتباه المبالغ فيه والدائم لصديقك والذي يمكن أن يظهر بعدم تقبل أن يصاحب أحدا غيرك أو يخرج مع رفاق من دونك بالإضافة إلى كثرة التفكير به والتركيز في حياته بشكل كبير وهل أموره على ما يرام في هذه اللحظة ام يحتاج شيء ورفض أي عدم مشاركة لتفاصيل حياته فتشعر بوجوب أن تعرف كل شيء عنه وأن يتصرف معك بهذه الطريقة.

وقد يكون ذلك نتيجة لاساليب التربية الخاطئة كالإهمال الشديد والقسوة الزائدة أو الإساءة والتعنيف فيشعر الفرد بالأمان تجاه شخص فيحرص أن يجعله دائرة أمانه لوحده, أو نتيجة لسمات شخصية كالتملك والحساسية الزائدة تقودك لهذه التصرفات,  أو نتيجة للسكن المشترك والذي يجعلك تعتاد كونه ضمن روتينك وأيامك بشكل بديهي وإجباري فلا تستطيع السيطرة على عدم التفكير فيه.

يمكنك أن تستعين بهذه الإرشادات لتخفيف التعلق بهذه العلاقة:

• إيجاد وسائل راحة لقضاء الوقت بممارستها وتشتيت تفكيرك عن صديقك وبوجوب التفكير به, كممارسة الرياضة والذهاب لنادي رياضي / المشي أو الركض مع صديق آخر , تعلم مهارات جديدة بنوادي او مراكز مختصة كلغة جديدة أو صنعة أو دورة تعليمية فهذا يجعلك أكثر انشغال واتساع على غيره .
• إحاطة نفسك بأصدقاء جديدين والذي يمكن اكتسابهم من خلال المشاركة بالمناسبات الاجتماعية أو المجالس الثقافية الشبابية والفرق التطوعية , وتوسيع دائرة علاقاتك ومعرفة أشخاص غيره والتقرب منهم لتستطيع إعادة وزن قيمته داخلك بشكل منطقي وعقلاني
• تقرب من مصادر الدعم النفسي الاساسي كعائلتك ما يشعرك بالحب والرعاية ويقلل بحثك عنه من خلال صديقك.. كالاتصال بهم بشكل منتظم والحديث عن اخبار العائلة واحداثها الجديدة/ قضاء الاجازة عندهم بشكل دوري..
• حاول مقاومة مراقبته في وسائل التواصل الاجتماعي ومتابعة أحداث ايامه من خلال الابتعاد عن هاتفك او الانشغال بأداء مهام مؤجلة عليك.
• التواصل مع الأصدقاء الاخرين وترتيب احتفالات بينكم والاتفاق على التنزه معا لتجدد نشاطك الاجتماعي 
  
• عود نفسك على الاكتفاء بنفسك وبناء نمط يومي صحي لك بعيدا عن الاخرين, كإعداد فطور صحي ومشاهدة برنامجك المفضل, والقيام بمهام المنزل وقراءة كتاب او قرآن, وفعل أشياء جديدة لم تعتد عليها كتلوين رسومات الكبار واللعب مع الصغار ورعاية النباتات, ما يخفض قلقك وخوفك ويوسع افقك في النظر الى الحياة ويجعلك اكثر نضجا في تعاملك مع الحياة وأشخاصها
• تذكر أن التعلق الزائد في الطرف الآخر أحيانا يجعله لا يرتاح للعلاقة ويشعر بأنها عبء عليه, لان كل شخص منا يحتاج لمساحته الخاصة ويحتاج لأن يكون كيان منفرد ولا يتقبل التعلق بشكل مبالغ فيه به فهذا التصرف يجعله يراك اندفاعي وغير متزن عاطفيا ويجعله يميل للابتعاد عنك مباشرة او تغيير التعامل معك , وقد يكون أيضا لما تحمله من سمات شخصية لا تتناسب مع شخصيته وكون رغبتك بالاهتمام والتواجد تتعارض مع نمط حياته, وإدراكك لهذا ومحاولة السيطرة على نفسك بإبقاء الفكرة حاضرة في ذهنك وبإعطاء الشخص مساحته الخاصة قد تعيد العلاقة لما كانت عليه وتشعرك بأنك افضل وتزيد كفاءتك في هذه العلاقة, فأيضا لابد ان نتغير نحن للتعافي لا فقط التركيز على المشكلة, فالإنسان هو المسؤول الاول عن صحته النفسية.
• نذكر بأن صديقك لربما يسكن بعيدًا عن أهله بسبب حاجته للخصوصية والراحة النفسية وعدم الشعور بالمتابعة والسيطرة من الآخر.. لذا أعط تعليمات لعقلك بصوت عالي كلما شعرت بأنك تسأله عن امور خاصة او تستعلم عن يومه وما عليه أو من سيقابل.. وهذا الحديث بصوت عالي يجعلك تدريجيًا تنتبه لنفسك وتتحكم برغبتك, مثل أن تقول: ماذا تفعل؟ لا تهدم علاقتكم بهذا الخطأ, ثمة اشياء يمكن التركيز عليها .. انتبه لنفسك.. لا تفقد صديقك.. أنت إنسان ناضج وستحكم بنفسك.. فهذا الخطاب الواعي مع الذات ستجد أثره بمرور الوقت.