حلمت في ثالث يوم من وفاة والدي :توفى ابي فجر...

الأخ/الأخت الكرام: خيراً رأيت وشراً كفيت بأذن الله. 
رؤيا الوالد المتوفى في المنام في الأصل تدل على: الخبر والتذكرة. فإن رؤيا المتوفى في المنام تحمل رسالتان الأولى عنه: إذ من هذه الرؤى نتمكن من معرفة أحوال المتوفى فإذا ظهر في المنام بصحة جيدة شاباً متكامل الأعضاء، مرتاح سعيد ضاحك أو متبسم، ويرتدي ثياب جميلة ونظيفة عليه أثر الهناء والفرح والسرور أو يأكل ويشرب أو يتمتع بشئ أو يقول أو يفعل شيئاً صالحاً، فهي بشارة تدل على حاله بعد الموت عند الله سبحانه وتعالى، وإذا دل حاله على العكس من ذلك والعياذ بالله والعكس صحيح ايضاً، ورؤية الوالد المتوفى قد عاد للحياة ثانية في المنام يدل على إحياء أمر يحصل لك منه فرح كبير وقضاء حجة مهمة وتحصيل منفعة لكم إن شاء الله، وهذه الرسالة تقول بأن الوالد رحمه الله في حالة جيدة في مستقر ورحمة الله بأذن الله، ولكنه قد يكون بحاجة إلى شئ من أجور حسنات أعمالكم، فأنصح بتفقد ذمته فلعل عليه شئ من الحقوق لم يؤدها، والحقوق نوعان حقوق لله وحقوق للناس، وحقوق الله كالحج الواجب والعمرة، أو زكاة كانت واجبة عليه ولم يخرجها في وقتها، أو الصيام الواجب، وقد يكون نذراً في ذمته، وقد تكون حقوق للناس، فلعل هناك مظلمة لأحد من الناس، أو ديون مالية، أو ظلم بميراث أو وصية لم تنفذ، والعمل على أصلاح الحال للميت يكون من أجور أعمالكم الصالحة له، والحسنات تكون إما لزيادة في الدرجات وذلك إذا كان من المحسنين في الدنيا، أو من نقص في ميزان أعمله إذا كان من المقصرين رحمه الله، لذلك تفقدوا ذمته المالية والمعنوية والشرعية كما ذكرت فإذا صح المنام فلابد وأن يكون عليه شئ من هذه الأمور، فرؤيته شاب فهي بشارة بمغفرة الله له ودخوله في رحمة الله خصوصاً إذا كان في حياته من أهل الطاعة والصلاح، ودلالة بأنه دهن لحيته بالرائب وهو اللبن الرائب، فهو في المنام يدل على وجود من يطلبه في شئ من الحقوق كما شرحت لك، وإذا لم يتبين لكم شئ فأكثروا له من الأعمال الصالحة فقد بين لنا رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: (إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملهُ إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له )؛ رواه مسلم، فهذا ما يحتاجه الميت بشكل عام وينتفع به على كل حال صدقة تمحو له شئ من الذنوب والمعاصي، أو أحد من الصالحين يدعو له بخير في كل وقت وحين فجتهدوا بذلك ولا تغفلوا عنه وعن كل ميت لكم، والرسالة الثانية لرؤيا المتوفى: هي للرائي فرؤيا الموتى بالأصل هي تذكرة وموعظة، بأن هذه الدنيا لا يطمأن لها ولا يغفل عنها إلا المخدوع فهذا هو الوالد قد كان بينكما بالأمس، وها هو اليوم في دار الحق حيث حساب ولا عمل، وأنتم في دار الدنيا حيث عمل لا حساب، فهل إستغلينا الدنيا لتكون مدخلنا لنا للأخرة يوم حساب لا عمل فيه، نسأل الله لكم الهداية والتوفيق والفرح والسرور في الدنيا والأخرة،
والله أعلم.

الأخ/الأخت الأفاضل:
اللهم آمــــــــــين على دعاءكم الطيب ولكم خير منه إن شاء الله، ونفعكم الله وأخذ بيدكم لما فيه سعادتكم في الدنيا والآخرة،