لماذا اشعر بخوف وتوتر ولا أستطيع الخروج خارج...

يتضح من استفسارك أن ما تعاني منه لربما بسبب :

1/ معاناتك من الاجروفوبيا وهو مصطلح يشير إلى رهاب الزحام ( أي القلق الشديد من التواجد في مكان مزدحم بالناس) , وهو أحد أنواع الرهاب الذي لربما تطور بسبب نقص المهارات الاجتماعية للشخص, قلق الشخص الدائم من الآخرين, أزمة كورونا واعتيادنا على حالة هدوء اجتماعي وعزلة نوعًا ما ما جعلت التواجد بين الكثير أمر مقلق في مراحلنا اللاحقة بالحياة, معاناة الفرد من خبرة سابقة مرتبطة بمغادرة المنزل والتعرض للآخرين ما تجعل خوفه يظهر في رفض هذا التواجد بملامح الرهاب..

وتصاحب الاجروفوبيا ملامح جسدية مثل:

- القلق الشديد المبالغ فيه

- زيادة ضربات القلب وسرعة التنفس

- ضعف عام في الجسم والشعور بالهزلان

- تعرق الجسد

- احمرار الوجه أو سخونة الجسد

- الشعور بالم في الصدر 

- عدم القدرة على التركيز واستجماع النفس والانفعال

2/ أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي والذي هو مرض يجعل الفرد في  حالة خوف وقلق دائم أثناء وجوده مع الآخرين ويضعف ثقته بنفسه وبإمكانياته, من منطلق الاعتقاد بأن الجميع يركز عليه وعلى أفعاله ويراقبها ويحكم عليها, ويتحدد المرض بمجموعة من الأعراض منها أن يعاني الشخص من حساسية زائدة للانتقاد, ونقص في المهارات الاجتماعية وصعوبة في توكيد الذات أمام الآخرين, وقلة الأصدقاء أو انعدامهم, كما عدم القدرة على التواصل البصري, وظهور علامات ملحوظة على القلق مثل برود اليدين وتلعثم الحديث والصداع وتخدر الأطراف, أيضًا تجنب الحديث في جماعة أمام الجمهور, والتسرب من كل التفاعلات الاجتماعية,والشعور بعدم التقبل والكره من قبل الغير..ولربما هذه الحالة هي ما تجعلك لا تريد التعرض للآخرين لحماية ذاتك من هذا القلق.

3/ متلازمة الكوخ والتي تبدو بملامح الرغبة بالبقاء بالمنزل لساعات طويلة وعدم القدرة على المغادرة بالإضافة إلى انخفاض الدافعية تجاه الحياة واحداثها/ القلق الزائد/الشعور باليأس/صعوبة الاستيقاظ من النوم/الخمول وقلة الصبر.. وهذه المتلازمة تحدث لربما بفعل الوحدة الاجتماعية او عدم الرضا عن المظهر الخارجي والشعور بالحرج والخجل منه/ الأعباء النفسية وشعور بأنك غير متناسب مع العالم / المشاكل الاقتصادية الدائمة/ الإجهاد الشديد.

كيف يمكن التعامل مع حالتك؟

- التحدث مع شخص مقرب منك ومشاركته ظرفك النفسي لتفريغ أي خبرة سابقة وعدم السماح للكبت بالتفاقم و للشعور بالدعم وتعديل أفكار خوفك وتوجيهك للتصرف الصحيح, فالسند الاجتماعي خطوة مهمة لتجاوز الخوف ويكون بمثابة تنبيه خارجي لك أيضًا.

- يمكنك أن تستعين بتفريغ طاقتك الداخلية وخوفك بتمارين التنفس العميق والاستماع لشيء هادئ بوضع سماعات في أذنيك كلما شعرت بالتوتر.

- تخلص من فكرة الخوف عن طريق إعطاء تعليمات لعقلك بصوت عالي كأن تقول: كل شيء على ما يرام, أنا أشجع من ذلك... فتدريب العقل على الكلام الايجابي والمداومة على ذلك ينفعك دون أن تدرك.

- تعويد نفسك على فكرة الآخرين وتوسيع علاقاتك المريحة والصحية, فحرصك على هذا يوسع حيزك الاجتماعي ويجعلك ترتاح لأكثر عدد ممكن بمرور الوقت ما يجعلك أكثر تقبل للتعرض للعالم بالخارج فيما بعد.

- الاستعانة بفيديوهات ثلاثية الأبعاد لمعايشة تجربة الخروج من المنزل وقيادة السيارة والتفاعل مع الآخرين بشكل تخيلي, والاعتياد عليها ومواجهة خوفك من خلالها تدريجيًا, ما يحسن من طردك للخوف في الموقف الحقيقي وقدرتك على إدارته, ويمكن فعل هذا من خلال الاستعانة باليوتيوب لتعلم كيف أو زيارة مركز نفسي يملك هذا النوع من الأجهزة وليكون ثمة معالج نفسي أيضًا يوجهك.

- بالإمكان طلب المساعدة من شخص مقرب منك لمساعدتك بالتدرج في مواجهة الآخرين من خلال عادة المشي فمثلًا بإمكانكم الخروج لمكان نائي والمشي في بيوم معين وفي اليوم الثاني يتم المشي بمكان غير مزدحم وأشخاصه قليلين ويكون الشخص الذي معك يساعدك على الاسترخاء ويملي عليك تعليمات تهدئك ويشغل ذهنك عن الخوف من خلال تناول الطعام أو الحديث عن موضوع يهمكم مثلًا, ثم باليوم التالي تزيدوا الاحتكاك وتتابعوا بنفس الخطة وبمرور الوقت سيتحسن الأمر