عندي مشكلة ان اضرب اي شخص او اشتمة من المقربين مني...

لربما أن تجربة التعنيف والتعرض للأذى الدائم والشديد ولّد داخلك صدمة عميقة تجعلك تتبني ردود أفعال عنيفة عند التعرض للأذى او الانزعاج من المحيط فيما بعد.. ولربما ما يزيد هذا هو عدم قدرتك على الدفاع عن نفسك أثناء التعنيف الماضي ما يجعلك في جاهزية دائمة لتفريغ الغضب وحماية ذاتك .. وهو أمر وارد الحدوث فتجربة الإساءة الجسدية ليست هينة وتخلق الاضطراب داخل الفرد بشكل كبير.. ولكن يجب ان تذكّري نفسك بأنك شخص أفضل ممن آذاك...ولن تسمحي لنفسك بأن تتبني سلوكه وان يشوه طيبتك وفطرتك السليمة...بل ستفعلي كل ما بوسعك لتتعافي من التجربة بمرور الوقت..فالإنسان هو المسؤول الاول عن صحته النفسية وليس حبيس تجربته وسيميز ما الانماط الصحيحة لحماية نفسه غير الغضب والعنف.

لذا بالإمكان الاستعانة بالتالي:

- ضرورة تفريغ طاقتك الداخلية وغضب صدمتك من خلال طرق آمنة وسليمة كالتسجيل بنادي رياضي او ممارسة التمارين اليومية بالمنزل, تدوين افكارك ومشاعرك بانتظام لمراقبة ذاتك وتوجه افكارك وتدركي ما الغير عقلاني والغير حقيقي بها ولا تسمحي لها بالتضخم وايضًا عندما تكوني اكثر وضوح امام ذاتك واكثر فهم لما يزعجك ويوجه انفعالك ستكوني أقدر على التحكم.

- تهدئة نفسك وقت الغضب وافكار الايذاء بالتفكير بمكان آمن يطمئنك أو الاستماع لشيء هادئ والانسحاب من بين الآخرين ومشاهدة فيديو مهدئ للأعصاب او الخروج للمشي فورًا بمكان مريح... فهذا التعامل المباشر مع الغضب يخفض حاجتك للشعور بالإيذاء وحاجتك لرؤية الجميع أمامك.

- ربما أيضًا ان هذه الرغبة لايذاء من حولك متولدة من كونك كنت تعايشي التعنيف وحدك ولا أحد أنقذك من الوحشية التي كنت تشعري بها..لذا تحملي داخلك الاستياء والغضب منهم ما يجعلك تظني أنهم جزء وسبب من تجربتك ...ولكن تذكري بأن لا أحد من عائلتك او احباءك يريد لك الشر ولا يسعدوا بمعايشتك لهذه التجربة ولكن الحياة أحيانًا تجعل الأفراد لا يدركوا قيمة خطوتهم وكيف يجب ان يتصرفوا .. لذا بمقدار ما يكون التصالح مع ما حدث..ستشعري بالهدوء داخلك.

- زيارة اخصائية نفسية لتنظيم جلسات علاجية تساعدك على مواجهة الصدمة وتخفيف آثارها وتعلم اساليب التعامل مع الغضب والافكار الحدية والغير متزنة خطوة مهمة.

وفيما يتعلق بموقف زوجك, فإن الوعي بضرورة إنهاء العلاقة لأنكم وصلتم لنهاية مسدودة وطريقكم مليء بتشوهات لا يعالجها الاستمرار معًا ... لا يمنع أن يتمنى زوجك الخير لك بالايام القادمة..فهي مجرد تعبيرات اعتاد الإنسان على أن يقولها بنهاية ينوي فيها الإحسان .. ووعيه بأنه لم يكن زوجًا جيدًا لك فيه إدراك أنه يرى نفسه مخطئًا وأضرّ بك فأبسط شيء يفعله هو تمني الخير.