سلام عليكم ..عندي أرق وما انام طول ليل لغاية نهار...

التعرض لانتكاسة عاطفية ليس أمرًا سهلًا فترويض العاطفة على التجاوز واحتواء النفس يحتاج مجهود وإيمان حقيقي بأن كل قرار صائب وخطوة صائبة في تعاملك مع هذه الانتكاسة ستجد لها أثر في حياتك وصحتك النفسية بمرور الأيام.

وفشل العلاقة العاطفية تجربة غير سارة تجعل الشخص يعيش حالة من الركود والانطفاء والشعور بأن لا شيء مهم من حوله ولا شيء حقيقي سوف يعيشه ولكنها مجرد انعكاسات للتعب النفسي في هذه الفترة وشعور الإنسان بفراغ كبير داخله وخذلان بسبب الاعتياد والتعلق وماشابه.. والاسترسال مع حالة التعب تقود الشخص في بعض الأحيان إلى الإصابة بدرجة من الاكتئاب والذي هو اضطراب يصيب الشخص بفعل الشعور بالحزن لفترات طويلة ويقوده لمشاعر وأفكار مشوهة تجاه ذاته والحياة والأشخاص, و يتحدد بمجموعة من الأعراض:
•    الإحساس بعدم القيمة
•    إرهاق ونقص في الطاقة
•    انخفاض تقديرك لذاتك
  •    نوبات البكاء دون سبب أو نوبات عصبية غير مبررة
•    فقدان الرغبة في ممارسة النشاطات
•     الشعور بالعجز واليأس
•    ملازمة شديدة للأفكار السلبية والانهزامية أو أفكار الموت والانتحار
•    اضطرابات في النوم واضطرابات في الشهية
•    تجنب الاحتكاك بالآخرين والتفاعل معهم
•    تقلبات مزاجية حادة
بإمكانك الاستعانة بالتالي:
- ضرورة تفريغ عبئك النفسي بشكل دائم من خلال تمارين التنفس العميق والرياضة وإجبار نفسك على هذا لاستعادة نشاطك الذهني والجسدي .
- عدم ترك نفسك للفراغ والوحدة لأن هذه الحالة تقودك للتفكير المفرط والتأمل بألمك ما يجعلك لا تشعر بتحسن على الإطلاق بل يفاقم اكتئابك ويشوه الحياة في نظرك أكتر, ولأجل هذا شارك شخص مقرب منك ظرفك النفسي ليكون بمثابة تنبيه خارجي لك وداعم ويقترح عليك نشاطات مختلفة لفعلها ولا يتركك لفراغك.
- لا تعطي هذا الشخص أكثر من حجمه في حياتك, وقرر أنه سيكون درس للتعلم منه وستكون حذر أكثر في أي تعاطي مع الآخرين, وأن ما حصل مهما كان تعبه وألمه إلا أنه يحمل كل الخير لك والزمن سيريك حكمة هذا, وغذّ ذهنك بأفكار متزنة مثل أن العلاقات العاطفية لا تكتمل جميعها وكثير من الأفراد يعيشوا الانفصال وعدم اكتمال التجربة وهذا الأمر طبيعي وليس نهاية الحياة والتجربة العاطفية تضيف لك خبرة عاطفية وتصنع فارق في شخصيتك وكيفية تفاعلك مع الغير ولا يجب أن نراها كتجربة صعبة فقط, فالحياة أوسع من أن نحصرها في تجربة.
- بدد التفكير به وبتجربتك من خلال إعطاء ذهنك تعليمات بصوت عالي بان يتوقف عن ذلك, وانهض فورًا لفعل شيء مريح تحبه مثل مساج للرأس والعينين, مشاهدة فيديوهات مريحة, مشاهدة فيلم ممتع, الخروج للمشي مع شخص مبهج, التنزه في الطبيعة, قراءة كتاب يفيدك في تعلم إدارة عاطفتك, الاستحمام بماء دافئ يريحك, تحضير طعام لذيذ, الاستماع لشيء هادئ, تلوين رسومات الكبار..
- تخلص من كل ذكريات هذا الشخص, لان الذكريات الحسية مساحة للانتكاسة المستمرة, لذا تخلص من الرسائل والهدايا والمحادثات بمواقع التواصل الاجتماعي, واحذف الصور وأي شيء يتعلق بكم.
- تجنب تمامًا مراقبته ومتابعته على الانترنت, فهذا فقط يسحبك للاكتئاب أكثر, واذا استطعت فإن تعطيل مواقع التواصل الاجتماعي والانتباه لرحلة تشافي ذاتك بعيدا عن الآخرين بالعالم الالكتروني سيكون أمرًا جيدًا, واحرص خلال ذلك على قضاء وقت كبير مع عائلتك واصدقاء وفعل انشطة لم تعتادوا عليها كالخروج لرحلة شوي, أو رحلة تصوير بأماكن طبيعة والسماح للهواء الطلق المريح بملأكم, او لعب العاب الطفولة والتحديات والعاب الكبار وماشابه فكل هذا من شانه تجديد عاطفتك النفسية.
-أيضًا ملأ وقتك بالذهاب لورشات عمل تفيدك أو المشاركة بمجالس ثقافية فكرية أو حلقات دينية, فتجديد الروتين الحياتي وإخراج نفسك من دائرة التفكير فيه أهم ما تفعليه في مرحلة التشافي.
- زيارة  أخصائي نفسي لتنظيم جلسات علاجية تفيدك في تعلم المهارات النفسية المختلفة لمجابهة الحياة.