السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعطيكي العافية...

من الواضح أن ابنك طوّر درجة من الاكتئاب تتحدد بملامح اضطرابات الشهية وانخفاض قيمة الذات والتفكير بالانتحار والتفكير المفرط ولوم الذات, وهذا الأمر متولد من ضعف شخصيته وهشاشته النفسية التي تجعله غير قادر على التعامل مع الصعوبات ويعتمد عليكم لإدارة أموره وجعل حياته أحسن, وعدم اتباع اساليب تربية وتنشئة له تشمل المسؤولية والرضا والتصالح مع الخسارة وفهم طبيعة الحياة وانها لا تقف على حال يجعله لا يمتلك اي قاعدة لفهم ذاته وسلوكه. وتأميلك له بالمال أيضًا جعله أكثر ضمان وراحة وعدم تحقيق هذا أشعره بأن الحياة تنفلت من يديه فانتكس وتعرض لانهيار عصبي.

والاكتئاب مرض نفسي جسدي يشمل شعور الفرد بالحزن الشديد واليأس وفقدان الشغف تجاه الحياة ويعطل أداء الشخص لمهامه اليومية ويدفعه لسلوكيات وأفكار ومشاعره مشوهة, وتتضمن أعراضه أيضًا:

• تقلبات مزاجية حادة
• اضطرابات في النوم
• الميل للوحدة والانطواء
• تجنب التفاعل مع الآخرين أو الاحتكاك بهم
• أفكار سلبية ملازمة للشخص كالموت أو الانتحار او الكره الملازم للحياة
• الشعور بنقص القيمة والعجز وانخفاض مفهوم الذات
• نوبات بكاء بدون سبب أو نوبات عصبية غير مبررة كالتي تظهر في تكسير الابن للأشياء
• سيطرة مشاعر الحزن والكآبة عليه وعدم رغبته بممارسة النشاطات
• آلام جسدية كالصداع او آلام المفاصل أو الإرهاق العام

بالإمكان الاستعانة بالإرشادات التالية للتعامل مع الابن:

- طلب المساعدة من قريبة منك مثل خالته او عمته في تشتيت ذهنه عما يعايشه والتواصل معه وابقاءه عندهم بالمنزل ليجدد طاقته ويهدأ قليلًا .

- التحدث مع الابن وإخباره بأن الأمور لن تُحل بعناد النفس وتهديدكم وأن الوضع الاقتصادي الصعب لن يدوم ولكن يحتاج لشخص عاقل وهادئ ليتعلم كيف يستغل فرصه ويبدأ بتحسين حياته وأنت تثقي به وبقدراته ولكن بحاجة أن يهدأ وينتظرك لتتعافي لتفكروا معًا كيف يمكن استغلال قدراته لجعل حياته افضل.

- اجعلي احد اقرانه من العائلة او الجيران يكون بجواره هذه الفترة واشرحي ظرفه له واطلبي منه التقرب من ابنك وتشتيت حالته باقتراح فعل انشطة بسيطة عليه وجعله يتعرف على اشخاص اخرين..فشعور الابن بالقبول الاجتماعي لربما يجعله أفضل , بالإضافة إلى الاصرار على ان يكون ضمن انشطة كالمشي او الجري او لعب العاب الكبار وماشابه سيحسن من مزاجه ويجدد أيامه.

- ضرورة توجيه الابن لطبيب نفسي لتقييم حالته ومدى حاجته لعلاج دوائي بالإضافة إلى ضرورة جلسات العلاج النفسي مع مختص من أجل تعلم اساليب الاسترخاء والتعامل مع الضغوط وتعلم مداخل لتقوية الشخصية.

- وجهي ابنك لطقوس تساعده في عدم الانقياد مع التوتر والغضب مثل تمارين التنفس العميق/ التفكير بمكان آمن فورًا/ مشاهدة فيديوهات مريحة ومحفزة وتشعره بواقعية الحياة وانها لا تكون جميلة فجأة والمصاعب أمر لابد منه في كل المراحل...فتجارب الآخرين من أكثر ما يخلص العقل من تشوهاته لان حكمة الامور تتسع ونرى ما هو أهم.

- تحدثي مع ابنك بشكل إيجابي وذكريه بمزاياه وامكانياته وانه الان مشوش وتتشوه في ذهنه كل الاشياء ولا يجب ان يستعجل الحياة وارزاقها بل ان يتعلم كيف يفعل هذا بالشكل الصحيح وهذا يحتاج متلًا لربما الى ان يأخذ دورات وورش عمل ويصقل شخصيته ويجعلها اكثر صلابة .

- حاولي انت تفريغ عبئك النفسي بطرق آمنة لأجل صحتك الجسدية والنفسية بفعل هذا الضغط مثل ممارسة تمارين التنفس العميق والاسترخاء/ عمل مساج لاطرافك ورأسك/ التحدث مع صديقة حكيمة ومبهجة/ فصل ذهنك عن متابعة تفاصيل ابنك دائمًا لأنه سيبدأ بالتعلم في هذه المرحلة مهما كان حاله يبدو سيئًا فالانتكاسات أقدر على التغيير.