مرحبا دكتور انا متزوجة الي سنة وصار عندي بنوته انا...

أتفهم مدى كون رجوع الزوج في قراراته وأراءه وسلوكياته باستمرار إلى والديه وأهله أمرًا مزعجًا, فالإنسان عندما يتزوج يتوقع أن يكون له حدوده الخاصة ويركز على بناء بيته بالطريقة التي يحب ووفق ما هو عليه لا ما يراه الآخرون. ومن حقك أن تبدي الاعتراض لزوجك لأن الحياة أقصر من ان تعيشيها بهذا التعب النفسي ولكن في نفس الوقت لابد أن تكوني ذكية في كيفية إقناع زوجك بالاكتفاء بكما في أي أمر يتعلق ببيتكم وحياتكم الشخصية حتى لا يتبنى زوجك هذا التفكير الذي ذكرتيه بأنك مثلًا عدوة لأهلك ولا تريدي أن يكون قريب منهم.

لذلك اختاري وقتًا هادئًا ومناسبًا وحضّري لزوجك مشروبه المفضل واجلسي معه للتحدث, أكدي قيمته وحبه داخلك ومدى حبك واحترامك لأهلك وأخبريه بأن اعتراضك لا يساوي كرههم فأنت ترتاحي عندما يكون على رضا ووفاق مع أهله ولا تريدي أن تكوني أصلًا إلّا بهذه البيئة الصحية من الحب العائلي. ولكنك تحتاجي لأن يفهمك بأن اعتراضك فقط هو أداة لرغبتك بأن تشعري بالاستقلالية وأن ثمة أشياء في الحياة تبنيانها معًا وتتصرفان تجاهها معًا فهذا ما يجعل العلاقة تنمو وتتطور وتفهموا شخصيات بعضكما البعض أكثر, وأنت برفضك أن يتدخل أهله بحياتكم بتوازن في نفس الوقت لا تقبلي بتدخل أهلك بحياتكم أي أن الأمر ليس شخصيًا وتريدي أن تشعري بمساحتك الخاصة وأن رأيك له قيمة عنده .. فلربما هذا الخطاب والتذكير المطمئن يجعله يراجع نفسه وتصرفاته وينظر للأمور بشكل مختلف.

بالإمكان الاستعانة بفيديو لمختص تحدث عن هذه المشكلة وان تشاركيه لزوجك لينظر للأمر بشكل علمي صحيح ويستمع لتجارب الآخرين أيضًا ليدرك مدى أهمية هذا على المدى الطويل.

أيضًا حاولي أن تبادري لتعزيز علاقتك مع اهله من خلال دعوتهم بانتظام للغداء او العشاء وزيارتهم بانتظام ومساعدة والدته بالمهام عندما تكوني عندها والمبادرة للاتصال بعائلته بالمناسبات والاعياد واهداءهم ما يليق بهم وغيرها  من الامور التي تجعله ينتبه بانك لا تحملي الا الطيبة والحب تجاههم فهذا يجعله أهدأ وأكثر استماع لما تحاولي إيصاله.

تذكري بأن ليس كل المواقف مع الزوج تستدعي العتاب والتهويل وافتعال المشكلة فثمة أمور تتخلصي منها بعدم التفاعل معها.. وستجدي أنها أبسط مما هي داخلك ولكن الانفعال يضخمها.. وتذكري ان كثرة المشاكل وخلق حالة من النكد الدائم لربما يجعل الزواج ينهار.

إذا كان صعب المراس تمامًا ولم يبادر معك بمرور الوقت فبالإمكان الاستعانة بصديق مقرب منه يثق به ليتحدث معه ويذكر له نماذج من المحيط وكيف تأثرت الحياة بعدم قرارهم بأن تكون لهم حياتهم الخاصة ..

أيضا من المهم أن تفرغي عبئك النفسي لألا يتضاعف رد فعلك تجاه الأحداث من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق بانتظام/عمل مساج لراسك وأطرافك/ الاستماع لشيء هادئ/ فصل ذهنك عما يزعجك فورًا من خلال الخروج للمشي او الرقص الحر او رؤية صديقاتك او لعب العاب على الهاتف..لتتأكدي من تفريغ غضبك واستياءك بصورة آمنة بعيدة عن جو المشاكل مع زوجك.