إسأل الكاتب الآن

طلال مصباح

طلال مصباح

الكاتب

الأسئلة المجابة 9142 | نسبة الرضا 97.9%

كتابة
تم تقييم هذه الإجابة:

خاطرة في وصف مشاعرك وانت ترى فتى مصابا بمرض مستعص

إطرح سؤالك

الرد من العميل

خاطرة في وصف مشاعرك وانت ترى فتى مصابا بمرض مستعص

إجابة الخبير: طلال مصباح

طلال مصباح

طلال مصباح

الكاتب

الأسئلة المجابة 9142 | نسبة الرضا 97.6%

السلام عليكم
شكرا لانضمامكم إلينا وثقتكم بنا
عزيزي العميل :
كثير منا لا يشعر بعظيم ما انعم الله من نعم و خيرات الا حينما يفقدها ، و لكن لو تفكرنا حولنا و نظرنا لما عند الاخرين من محن و مصائب لأيقنا جيدا أننا يجب ان نحمد الله دائما على نعمه المتواصلة . 
هذا ما هالني عندما كنت في زيارة للمستفشى لاجراء فحوصات دورية للاطمئنان على صحتى ، جلست على السرير انتظر اخذ عينة الدم مني ، نظرت للغرفة المقابلة فإذا بفتى في ريعان شبابه كان قد احترق حروقا خطيرة جعلته طريح الفراش ، أنينه و صراخه لا يتوقف.، حينها شعرت بكمية وجع كبيرة على هذا الشاب ، و حزنت لأجله كثيرا و لم اتمالك نفسي فانهالت الدموع من عيني ، حينها قلت لنفسي نحن في نعمة كبيرة و غيرنا يعاني ، نحن نحزن على فراق ، و نكتئب لسماع خبر مؤسف ، لكننا غافلين تماما عن نعمة الصحة التي تقع على القائمة ، فكما يقولون الصحة تاج على رؤوس الاصحاء .

الرد من العميل

نفس الجواب

إجابة الخبير: طلال مصباح

طلال مصباح

طلال مصباح

الكاتب

الأسئلة المجابة 9142 | نسبة الرضا 97.8%

اليكم اجابة أخرى 

عندها تُقَلِّبُ أوراق الفحوصات وليتك لم تفعل فتكتشفُ أن الطفلةَ مصابةٌ بمرض اللوكيميا سرطان الدم، هُنا أصعب موقف، هُنا أصعب سؤال ولا حول ولا قوة الا بالله، وبعد أن تُقِر في نفسك بعدم الاعتراضِ على حكمِ الله تبدأ بِكبتِ المشاعر الجياشة واستعمال العقل الضعيف، فترسم على وجهك ابتسامة مزيفة وتتظاهرُ بأنَّك تقرأ النتائج ثم تسألُ عدة أسئلةٍ لتُنسي أمَّ الطفلة سُؤالها الذي وجهتهُ اليك، ثم تلاعبُ الطفلةَ وتُضاحِكها وتقولُ للأم سيأتي الأخصائي ليخبركِ عن حالةِ ابنتك فهو المخول بالتشخيص، فتلقي بهذا الحمل على عاتِقِهِ وتهرب وفي قلبك سهامٌ من الحزنِ والتعاطُفِ مع المريضة .

لا أعلمُ لماذا يكونُ أطفالُ السرطان أكثرَ براءةً من غيرهم وأقرب إلى القلب من سواهم، تَعلقُ صورهم بالذهن وتبقى ذكرياتهم بالبال لا تفارقه، بل حتى أذكرُ نبرةَ صوتِهم ورائحةَ أجسامِهِم.

عندما تدخل إلى غُرفهم ترى وجوههم الباسمةً لما غُمِروا فيه مِن عناية المشفى وحنان الأم وأكياس الحلوى والأشكال المختلفة من الدمى والألعاب متناسين وزخاتِ الإبر وخراطيمً المغذيات.

لا يعلمون بخطورة ما يعانون منه حتى لو أخبرتهم بذلك فيبقون على هذه الحالةِ أياماً، ثم يبدأ شعور الوحدة بالتسلُّل إلى قلوبهم فيُحسون بأنهم محبوسين في سجن، وتبدو عليهم ملامحُ الضجر وعلاماتُ الانزعاج، ثم لا يلبثوا أسابيعاً حتى تَظهرَ عليهم أثارُ المرض وتأثيراتُ العلاج، فيتغيَّرُ لونُ بشرتِهم ويتساقط شعرهم وتَنحَلُ أجسامهم وتَذبلُ عيونهم وتضيق أنفُسُهم بأنفُسِهم، فيكرهون الطبيب المعالج لهم، ويخافون من الممرضين المعتنين بهم، ويصبح زرع البسمة على شفاههم أشبه بزرع الياسمين في الصحراء، لا يَهنَئون بِأكلٍ ولا تَقَرُ لهُم عينٌ بنوم، وللأبوين أضعافُ ذلك العذاب والحزن، فلا أصعب من أن ترى طِفلك يَذوبُ أمامك بِنارِ المرضِ وحر العلاج الكيماوي .

تَمُرُّ أشهرٌ فمِنهُم مَن يُشفى ويعودُ إلى الحياة برحمة الله، ومِنهُم من يموت بتقدير من الله.


إسأل الكاتب

طلال مصباح

طلال مصباح

الكاتب

الأسئلة المجابة 9142 | نسبة الرضا 97.9%

  • 100% ضمان الرضا
  • انضم الى 8 مليون من العملاء الراضين
المحادثات تتم ضمن هذه البنود

في الأخبار