اسلا عليكم دكتور اعاني من الوسواس الفكري مو القهري...

الوسواس عمومًا يكون قهري بمعنى أنه فوق إرادة الإنسان وأن ما يلّح عليه يكون قويًا وثقيلًا ومتكرر, وهذا الإلحاح قد ينحصر بكونه أفكار فقط أو أنه يتسع ليشمل سلوكيات وردود فعل لهذه الأفكار, ومن استفسارك يتضح بأن ما تعاني منه لا يخرج عن كونه أفكار ومع ذلك فإن الأمر صعب للغاية وأنا أتفهم حالتك لأن الوسواس القهري يشعرك بأنك مقيد وغير قادر على الراحة ويحدث اضطرابات عامة بالحياة كاضطرابات النوم والتشتت في أداء مهام الحياة اليومية وغيرها..

واضطراب الوسواس القهري الفكري عبارة عن مخاوف وأفكار غير مبررة وغير منطقية تقود الشخص إلى افعال قهرية يفعلها رغما عنه رغم من أنه يعي بعدم منطقيتها, لكنها تكون شديدة وتلح على عقله بشكل يسبب له الضيق والإزعاج وتقنعه بانه إذا استجاب لها وتبناها سيخفض توتره وقلقه, لكن هذا الشيء فقط وهمي, وله تأثيرات سلبية على نشاط الشخص وأدائه لمهامه اليومية وعلاقاته مع الآخرين, وعلاجه يمكن بالطريقة النفسية أو الدوائية أو الطريقتين معا, وفي حال عدم القدرة على العلاج لسمات تتعلق بالفرد او لقوة درجة المرض فإن الحديث مع الطبيب عن الوساوس القهرية التي تراودك من شانها مساعدتك على التعايش معها بشكل كبير وجعلها أقل تأثيرًا عليك, ومن الامور التي تساعدك لمواجهة وساوس الأفكار:

• وقف الفكرة الوسواسية من خلال الحديث الذاتي الإيجابي وتشجيع نفسك على التفكير المنطقي
• تغيير مسار التفكير نحو اتجاه آخر مباشرة كالانشغال بمهام المنزل او لعب لعبة على الهاتف أو الخروج للمشي أو التحدث مع شخص مريح عن موضوعات الحياة أو رعاية النباتات أو مشاهدة فيديوهات مريحة ومهدئة للأعصاب او الاستعانة بالرقص الحر / رياضة السباحة/ رياضة المشي وماشابه للتركيز على جسدك وتخفيف العبء عن الذهن..
• الخروج من المكان مباشرة وإحاطة نفسك بالآخرين لتجنب استرسال التفكير الوسواسي, وهذا يحتاج أيضا ألا تترك نفسك للفراغ والوحدة, فالفراغ مدخل الوسواس والسلبية 
• مواجهة نفسك وإرغامها على عدم السماح للأفكار بالتحكم بك وأن كل هذه التصرفات هي وهمية وستجعلك تخسر حياتك فقط, أعط عقلك تعليمات بصوت عالي ليتوقف عن ذلك واعتيادك على ذلك وتدريب نفسك على التعليمات يحسن استجابة عقلك لك.
• ضرورة طلب المساعدة والتفهم من المحيط, لأن شعورك بتفهم الاخرين لحالتك وافكارك الغير منطقية يقلل توترك وقلقك ما يجعلك أكثر صفاء ذهني وتحكم بأفكارك ويجعلهم بمثابة منبه خارجي لك يساعدك في ضبط أفكارك.
• مارس الرياضة والهوايات قدر المستطاع لتفريغ التوتر والقلق وإشغال ذهنك واستعادة توازنه.
• لا تهمل زيارة الطبيب لتقييم حالتك بشكل فعلي ومدى الحاجة لمضادات قلق مثلُا تخفف من حدة هذه الوساوس ولتضمن عدم حدوث انتكاسة في المرض وأن يتضاعف إلى إدمان أو اكتئاب أو افكار انتحارية.