متألم نفسيا مرة مرة مرة مرة مرة مرة مرة مرة لأن...

من الواضح أنك تعاني من صدمة فقدان جدتك ولم تستطع تجاوز الأمر خصوصًا لوجود عقدة الذنب وشعورك بالظلم تجاهها وبأن ثمة من انتهى عمره وأنت لم تحسن إليه..وأتفهم كم أن هذا الامر مزعج ويضيق الصدر به ولكن استرسالك بهذا النوع من التفكير لا يخدمك ولا يقدم اي شيء لجدتك بل يجعل صحتك النفسية أكثر تدهورًا ويسمح لشعور الذنب بتملكك.

الجميع يخطئ وعلاج الخطأ لا يكون بتدمير الذات بل بإعادة النظر للأمر بطريقة افضل وما الذي يمكن فعله لتعويضه, فوفاة جدتك لا يتطلب الهم والحزن بل يتطلب ان تفعل لأجلها كل ما يمكن من صدقات وأمور خير لتعوض فعل الإساءة المبطنة لها.. تذكر بأن الموت علينا حق وهو لأجل أن نتعلم منه, فهذه التجربة يجب أن تجعلك تراجع تصرفاتك مع الآخرين بشكل دقيق ولا تسيء لأحد.

أيضًا حاول أن تنتظم بزيارة قبر جدتك وأن تزرع حوله الورود مثلًا وتقرأ لها القرآن, التحق بفريق خيري تطوعي وحاول ان تكون ضمن فعاليات إبهاج وجبر خاطر للآخرين وأن تضع في نيتك أن كل هذا لأجل جدتك فهذا الأمر فارق جدًا وسيشعرك بالرضا عن ذاتك مع الأيام..

بالإضافة إلى محاول عمل مشروع صدقة جارية عن روحها مثل بئر مياه أو افتتاح حلقة تعليم قرآن وماشابه..فإن لم تشعر بالرضا عن معاملتك لجدتك في حياتها فإن الإحسان إليها في موتها سيكون أفضل فالميت بحاجة ليتذكره الأحياء أكثر مما تتصور.

حاول ان تفرغ عبئك النفسي وان تدون مشاعرك وافكارك بانتظام وتخرج الضيق الذي بداخلك لتمنع الكبت عن تضخيم الاضطراب داخلك واستمرار عقدة الذنب, ايضًا حاول ان تمارس الرياضة وتمارين التنفس العميق قدر الإمكان,تحكم بنوبات الضيق والحزن من خلال التفكير بمكان آمن/الاستماع لشيء هادئ/ مشاهدة فيديوهات مهدئة للأعصاب/تلوين رسومات الكبار/ لعب العاب على الهاتف/ الاعتناء بالنباتات والاشجار..فالإنسان مسؤول اول عن صحته النفسية وجلد الذات لا يحسّن أي شيء .

لا تدع نفسك للفراغ والوحدة وأشغل نفسك بكل ما هو مفيد من تنفيذ للمهام وتعلم للجديد ولقاء مع من تحبهم من الاقارب والاصدقاء وتحسين مزاجك بهم حتى لا يتولد لديك اكتئاب صعب .

إذا شعرت بأنك غير قادر على ضبط الأمر بمرور الوقت, فالجأ لزيارة أخصائي نفسي لوضع خطة علاجية تفيدك في التعامل مع صدمتك وإدارة انفعالاتك.