السلام عليكم .. اتمنى من كلامي اللي سوف اقوله ان...

أتفهم مشاعرك وهذه الاحتياجات طبيعية, فكل شخص مهما بلغ من قوة نفسية واكتفاء ذاتي وماشابه إلا أن فطرته أن يكون مقرونًا بشريك حياة وأن يؤسسا معًا لأسرة مستقرة تتحقق فيها احتياجاتهما النفسية والعاطفية والجنسية والاجتماعية, وكل شخص فينا لديه معايير لما يريد ان يكون شريك حياته عليه ويمتلك تخيل لنمط الحياة التي يستطيع المضي فيها ولا ضرر في هذا إذا كانت ضمن المنطقي والمعقول وغير مشوهة بما يروّج له عالم اليوم من أشياء مغلوطة كما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي.

ولكن الزواج قدر ونصيب , لا يعلمه إلا الله ولا يكتبه إلا هو وندرك جميعًا بأنه أرحم بنا منا وأنه يدبر الأمر ولا نملك سوى الإيمان التام بأن كل تأخير لأمر نريده بشدة فيه خير لا نراه اليوم ولكننا سندرك معنى تأخيره فيما بعد وبالرضا يهون الطريق. لذا هوّني عليك وحاولي أن تجادلي أفكارك واحتياجاتك بالمنطق بالتخاطب مع نفسك بصوت عالي بهذه الكلمات, وبتدوين افكارك ومشاعرك وتفريغها بانتظام لألا يتضخم كبتها لنقم وسخط ومشاعر غير صحية كالشعور بأنك غير محظوظة أو لا أحد يريدك وماشابه..

أيضًا حاولي أن تفعلي ما يتطلب منك ليكون الآخرين أكثر معرفة بك وأكثر اهتمام بالتعرف إليك (بالحد المعقول) لألا يكون عدم اهتمامك بهذه الجوانب سبب للأمر وفي نفس الوقت لتشعري بالرضا عن ذاتك وليشغلك بنشاطات وأحداث يقلل سيطرة التفكير عليك. مثل:

-توسعة محيطك الاجتماعي وبناء علاقات جدد من خلال حضور المجالس الثقافية الشبابية مثلًا, المشاركة بندوات دينية, الالتحاق بفريق خيري يجعلك أكثر احتكاك بالناس والتواصل مع الآخرين ما يزيد من فرص التقاءك بشخص مناسب.. الالتحاق بتدريبات او ورش عمل او تطوع في مركز/شركة او البحث عن عمل فالمحيط المهني او التطوعي أيضًا يفيد هذا الجانب.

- الاهتمام بمظهرك الخارجي وثيابك ولغة جسدك وكيفية التفاعل مع الآخرين .. ومحاولة تحسين نقاط ضعفك الاجتماعية التي لربما تؤثر على انطباع الآخرين عنك..وهذا الأمر ليس فيه إهانة بل وعي عالي بالذات وذكاء في تحسين النفس الذي يفيد في كل جوانب الحياة عمومًا.

- توقفي عن الالتفات بالماضي او معرفة اخبار الشاب السابق ولو كان من صديقتك المقربة حتى لا ينبني داخل صديقتك او غيرها حالة من الاعتقاد بأنك لا زلت عالقة بالماضي او تأثير التجربة عليك حاضر لذا فأنت غير مستعدة للزواج ولا ينصحوا الآخرين بالتلميح لذلك مثلًا..

أيضًا حاولي ان لا تبني معايير كثيرة وتصنيفات لمن يتقدم لك, وأن تحكمي على كل شخص بشكل منفرد وفق ما هو عليه فقد تجدي بأنه شخص يمكن معاشرته ويمكن التنازل عن شيء لأجله لأنه يمتلك الكثير بالمقابل..فأحيانًا كثرة وضعنا للحدود تضع حد بيننا وبين ما نريد الوصول إليه..وكلنا نعلم بأن المجتمع للأسف تختلف نظرته لأحقية الفتاة وفق عمرها وهذا يتطلب من الفتاة ذكاء في التعامل مع المعطيات التي تتقدم لها لا الاستياء من المجتمع والتذمر مما هو عليه..

بالإضافة إلى الإكثار من الاستغفار والدعاء ورفع حاجتك إلى الله, فالكثير من الأقدار تصبح أقرب بفضل الدعاء الصادق.. وحاولي الا تبقي بحالة فراغ ووحدة لألا يتسع التفكير داخلك وتتأثر صحتك النفسية أكثر وأن تملأي وقتك بنشاطات مع صديقاتك وعائلتك وصنع ايام متجددة وجميلة وغير معتادة على احداثها فكسر الروتين بشكل منتظم وشغل الذهن طوال اليوم بما هو مفيد ومهدئ للأعصاب جدًا مفيد.

حاولي ان تشاهدي فيديوهات لفتيات تأخر زواجهم قليلًا وأن تستفيدي من تجاربهم ومما قد يشاركوه فأحيانًا الاستماع لحديث معين من شخص يشابه احتياجك وتجربتك يجعلك أهدئ وأقوى في احتمال ما تعايشينه والصبر.