أنا لا أستطيع التركيز في دراستي فشلت سنتين في...

أحيانًا يمثل الأشخاص القريبين منا عبئًا علينا يعطل وصولنا لأهدافنا ولا أستطيع نفي وجود تأثير نفسي وحقيقي للضغط النفسي من المحيط, ولكن لا أحد يخدعك أو يؤذيك إلا عندما تسمح له بذلك..وفي استفسارك وضحت بأن الأمر مكرر لذا من الأولى أن تتعلم أساليب تجنب هذا الخداع او تجاوزه والتركيز على حياتك وأولوياتك, فالإنسان مهما بلغ تعبه يبقى المسؤول الأول عن صحته النفسية ولابد أن يحرص على ترك التساؤل والتأمل بما يفعله غيره ويجد مدخلًا مناسبًا لعلاج المشكلة  كتعلم المهارات الاجتماعية الصحيحة للتعامل معهم/ وضع خطة دراسية جدية لا تجعل سلوكيات الآخرين أعذار/ تبني طقوس مهدئة للأعصاب ورفع مستوى الدافعية والإنجاز داخلك.

ولأجل ذلك بالإمكان الاستعانة بالإرشادات التالية:

- لابد من تخفيف التأثير النفسي الداخلي لتقليل الكبت الذي يجعل ذهنك منشغلًا بهم ويمكن فعل هذا من خلال التدوين اليومي لمشاعرك وافكارك ومراقبة ذاتك وما يصدر منها من لاعقلانية فمواجهة الذات والتحدث معها بصوت عالي عما تتبناه من أكثر ما ينفعك وبمرور الوقت ستلاحظ نضجًا في إدارة افكارك ومشاعرك, أيضًا الحديث مع شخص واعي مثل صديق او معلم أو مختص حياة وماشابه يجعلك أكثر وعي بأولوياتك وتركيز على حياتك فالحوار مع الآخر الناضج يبدد التشوه الذي بأفكارنا ويساعدنا على رؤية الحياة بوضوح أكبر ونرى الأمور بحجمها الطبيعي بدون تضخم.

- تذكر أن الحياة غير وردية ونحن لا نختار العائلة التي نحن ضمنها او الاقارب مثلًا والتعرض للإيذاء النفسي أمر وارد ولكن لا يجب ان يتحكم في مسار حياتنا بل ان يكون دافعًا من أجل حياة أفضل, لذلك حاول ان تتجنب من يزعجك قدر الإمكان وأن تحدد طبيعة العلاقة وماهيتها ولا تملأها بالتفاصيل بينكم لتخف حالة الخداع, أيضًا عزز من وجود العلاقات الصحية في حياتك من خلال وضع نفسك في مداخل اجتماعية جديدة واشخاص جدد مثل الانضمام لنادي رياضي والتعرف على أصدقاء هناك/ الانضمام لمجالس فكرية شبابية ترضيك ذهنيًا وتوسع مداركك وتجعلك ترى الحياة بأعين جديدة ومنطقية/ الانضمام لفريق خيري تطوعي واشغال نفسك بالخير والعطاء ما يقلل شعورك بالتعرض للإيذاء النفسي ويهبك مشاعر إيجابية منفتحة للحياة ومحبة لها .

- يجب أن تصحح المفهوم الداخلي المتعلق بالنجاح والاحلام, كل إنسان لديه حلمه الخاص وهدفه الواضح ولكن قد ت

- يجب أن تصحح المفهوم الداخلي المتعلق بالنجاح والاحلام, كل إنسان لديه حلمه الخاص وهدفه الواضح ولكن قد تضعه الحياة في دروب صعبة ومختلفة عما اعتقد انه سيعيشه..فتتبدل الاحلام أو تتأخر او تتخذ نمطًا آخر , وهذا لا يعني بان الانسان فاشل او غير لحوح في السعي لحلمه بل يعني أنه مرن ويستطيع رسم حياته وفق معطياته فليس هناك وقت محدد لتحقيق الأحلام ويجب ان نخاطب انفسنا بتحفيز ونتعلم كل ما يلزم للوصول لا ان نعاقبها ونجلدها بخيارات محدودة ( إما أو ).

- حاول ان تحيط نفسك بالآخرين المبهجين الطموحين الذين يدركون قيمة الأحلام والإيجابية, وأن تقلل الجلوس مع الهدامين لشخصيتك والمحبطين والذين ينظرون للحياة بسوداوية, فهذا الأمر جدًا فارق والإنسان يكتسب طاقته ممن يجالسه.

- ضع خطة دراسية صحيحة تتتناسب مع قدراتك وإمكانياتك وتلتزم بها قدر الإمكان مع وضع تحفيز بسيط لكل التزام, واذا كنت تعاني من صعوبة بالفهم او الدراسة فاطلب المساعدة من زميل/معلم, أيضًا جدد طريقة دراستك كالدراسة الجماعية مع صديق/ الدراسة باستخدام السبورة والاقلام/ الحفظ والفهم من خلال الخرائط المفاهيمية والفيديوهات التعليمية او عمل قصة للمعلومات ترتبط بتواريخ واحداث من حياتك ما يسهل بقاء المعلومات...

- نظم مكان دراستك واجعله بعيد عن الآخرين وإذا كان الأمر صعبًا فجد مكتبة عامة مناسبة واعتمد الدراسة بها, وضع على مكتبك عبارات تحفيزية تذكرك بأحلامك وما تود الوصول إليها فأحيانًا هذا التحفيز البسيط والتذكير السريع يكون سبب لدافعية عالية ولتتذكر ما شكل الحياة التي تريد ان تعيشها.

- مشاهدة فيديوهات يوتيوب تحفيزية وتتحدث عن التركيز والنجاح وخلق الفرص, فالإنسان يتغذى على الكلمة والتجربة وما ترى غيرك قادر على فعله ببساطة إمكانياته يجعلك تتأكد أنك ستفعله فتواصل.

- إذا كانت علاقتك بالآخرين يتخللها سوء فهم وصراعات بسبب عدم الوضوح مع بعضكم البعض وعدم الحوار وتوضيح احتياجاتكم الفكرية والنفسية فحاول ان تبادر بتوضيح هذا, فأحيانًا يتبنى الإنسان أمور غير حقيقية متعلقة بعلاقته من الآخرين بشكل متسرع او تبعًا لافكار مسبقة, لذلك تحدث مع من يهمك أمرهم بشكل واضح وصريح ووضح قيمتهم داخلك واخبرهم بما يزعجك وما تود منهم تحسينه في انفسهم وانك جاهز ايضًا لتحسين ما يزعجهم بك فقيمة العلاقة اسمى وأهم وتحتاج فقط أن يكونوا إضافات جميلة ومبهجة لحياتك.

- تذكر أن الوقت عملتك الأساسية في الحياة وكل نجاح ووصول استلزم تنظيم للوقت وتركيز حقيقي وتقييد للملهيات والمشغلات كاستخدام الهاتف بكثرة وادمان مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة المسلسلات والافلام دائمًا..وهذا يحتاج ارادة من الشخص ووعي بمسؤوليته تجاه نفسه وحلمه, فالإنسان المُريد لا يوقفه شيء بل يتخذ خطوات صحيحة وجادة تجاه حلمه.