إسأل الكاتب الآن

طلال مصباح

طلال مصباح

الكاتب

الأسئلة المجابة 9142 | نسبة الرضا 97.6%

كتابة
تم تقييم هذه الإجابة:

مناظره بين متفائل ومتشائم

إطرح سؤالك

إجابة الخبير: طلال مصباح

طلال مصباح

طلال مصباح

الكاتب

الأسئلة المجابة 9142 | نسبة الرضا 97.8%

المتشائم – يا ترى هل اليوم أفضل من البارحة؟ وهل الغد أفضل من اليوم؟

من يضمن؟ من يستطيع أن يؤكد؟

المتفائل– أنا أتفق معك بأن حياتنا محكومة بالمفاجأت.. ولكن ما علينا إلا المحاولة في تحسين ما يمكن تحسينه.. ونترك الأمر لمن بيده الأمر.

المتشائم – وهل تعلم من بيده الأمر على هذه المعمورة؟

المتفائل– الله طبعاً..!

المتشائم– لا يا عزيزي.. إنهم الأشرار والمستبدين والظالمين.. هم من يحكمون هذا العالم..!

المتفائل– أستغفر الله.. وأين ذهب الله؟

المتشائم– الله؟ ربما غسل يديه من البشر والأرض برمتها..!

المتفائل– يا أخي العزيز، أنا أعلم بأن هناك ظروف صعبة يمر بيها الكثير من البشر، ولكن من الممكن أن تتغير هذه الظروف نحو الأحسن فيما لو ساعدهم القادرين على المساعدة.

المتشائم – عزيزي، لا تتفائل كثيراً.. فهناك أشخاص يستمتعون بتسبيب الألم لغيرهم، وهم في كل يوم جديد يتحولون من سئ الى أسوأ.

المتفائل– هل دخلت الى دور العبادة للصلاة والتأمل؟

المتشائم– نعم، ذهبتُ الى احد المعابد فطردوني لأنهم أعتبروني نجساً، ثم ذهبت الى أحد الجوامع للصلاة فحاول بعضهم تنظيمي في دورة جهادية لقتل الأبرياء، حينها ذهبتُ الى إحدى الكنائس، وبعد الأستماع الى الترانيم الجميلة من جوقة شباب أبرياء يبثون الحياة في ارجاء المبنى بموسيقاهم وأصواتهم العذبة جاء أحد الشمامسة أو الخدّام الأشاوس بطبقٍ معدني وطلب مني أن أتبرع لهم بمبلغٍ من المال لبناء كنيسة جديدة تبعد 100 متر عن الكنيسة التي كنا فيها، فسألته وما الحاجة لبناء كنيسة أخرى؟ فنظر إلي بنظرة غلّ وكراهية وقال – لكي لا يذهب أبناء طائفتنا الى كنائسٍ أخرى، فقلت له – وهل الكنائس الأخرى غير مسيحية؟

فقال بغضب – نحن فقط من نمثل المسيحية الحقيقة..! خرجتُ مسرعاً مهموماً باحثاً عن الله في الشوارع.. وإذا بي أجد إمرأة مقعدة تبكي لأنها لا تستطيع أن تحرك كرسيها المتحرك بسبب حجرٍ صغير علق بإطار العجلة.. تسعة أشخاص مروا من جانبها ولم يساعدها أحد.. فذهبتُ وحركتُ كرسيها ودفعتها الى المكان الذي كانت ترغب بالوصول إليه.. حينها، أستدارت بعينيها الدامعتين وقالت - ليحرسك الله الذي أرسلك لي..! حينها أدركتُ بأن الإله يكمن في الضمائر.. والذي ضميره ميت.. لا إله له.

المتفائل – أتعلم شيئاً يا صاحبي؟

أنت أكثر إيماناً من غيرك.. فما ذكرته هو عين الصواب.. البشر يبحثون عن الإله العظيم في العظات والخطب والبنايات والعنف والشراسة والاموال، تاركين أبسط المواقف الإنسانية في ركن الأنانية يكسوها تراب الإهمال والنسيان.. ولكن هل يا ترى من الممكن أن يعيد البشر حساباتهم يوماً ما؟ وهل سيستطيعون تمييز الخط الرفيع بين الحكمة وبين الضلال؟ هذا ما اتمناه.

المتشائم – تمنى يا حبيبي تمنى.

 

ملاحظة – الكلام أعلاه بعيد عن التعميم، هو مجرد سيناريو وهمي لإيصال فكرة قد تكون غير وهمية لها علاقة بموضوع التطرف والأعتدال في الممارسات والأعتقادات.

إسأل الكاتب

طلال مصباح

طلال مصباح

الكاتب

الأسئلة المجابة 9142 | نسبة الرضا 97.6%

  • 100% ضمان الرضا
  • انضم الى 8 مليون من العملاء الراضين
المحادثات تتم ضمن هذه البنود

في الأخبار