السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا رأيت في المنام...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ الفاضل: رأيت خيراً وكفيت شراً بأذن الله.
الدخول في مكان معروف لك في الوقع، يدل على الدخول في أمور وظروف تتعلق بذات المكان وأهله، وحال المكان وما يحصل فيه في المنام يدل على حال تلك الظروف، ودلالة بأن الوقت العصر فهو يدل على إنقضاء الوقت الكبر لتحقق ما يدل عليه المنام، ورؤيا الشخص المتوفى المعروف لك في الواقع في المنام في الأصل تدل على: الخبر والتذكرة. فإن رؤيا المتوفى في المنام تحمل رسالتان الأولى عنه: إذ من هذه الرؤى نتمكن من معرفة أحوال المتوفى فإذا ظهر في المنام مرتاحاً سعيداً ضاحكاً أو مبتسماً يرتدي ثياباً جميلة ونظيفة عليه أثر الهناء والفرح والسرور أو يأكل ويشرب ويتمتع أو يقول أو يفعل شيئاً صالحاً، فهو يدل على حاله بعد الموت عند الله سبحانه وتعالى، وإذا دل حاله على العكس من ذلك والعياذ بالله فالعكس صحيح ايضاً، ورؤيا المتوفى قد عاد للحياة ثانية قد يدل على إحياء أمر يحصل لأهله منه فرح كبير وقضاء حجة مهمة وتحصيل منفعة لهم إن شاء الله، وهذه الرسالة تقول بأنه رحمه الله في حالة جيدة في مستقر ورحمة الله بأذن الله، ولكنه قد يكون بحاجة إلى شئ من أجور حسنات أعمالكم، فأنصح بتفقد ذمته فلعل عليه شئ من الحقوق لم يؤدها، والحقوق نوعان حقوق لله وحقوق للناس، وحقوق الله كالحج الواجب والعمرة، أو زكاة كانت واجبة عليه ولم يخرجها في وقتها، أو الصيام الواجب، وقد يكون نذراً في ذمته، وقد تكون حقوق للناس، فلعل هناك مظلمة لأحد من الناس، أو ديون مالية، أو ظلم بميراث أو وصية لم تنفذ، والعمل على أصلاح الحال للميت يكون من يعد معرفة ما إذا كان هناك شئ في ذمته، ثم من أجور أعمالكم الصالحة له، والحسنات تكون إما لزيادة في الدرجات وذلك إذا كان من المحسنين في الدنيا، أو من نقص في ميزان أعمله إذا كان من المقصرين رحمه الله، لذلك تفقدوا ذمته المالية والمعنوية والشرعية كما ذكرت فإذا صح المنام فقد يكون عليه شئ من هذه الأمور، فالثياب السود واللعب بالورق في المنام يدل على وجود حقوق في ذمته ومعاصي في رقبته، وإذا لم يتبين لكم شئ فأكثروا له من الأعمال الصالحة فقد بين لنا رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: (إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملهُ إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له )؛ رواه مسلم، فهذا ما يحتاجه الميت بشكل عام وينتفع به على كل حال صدقة تمحو له شئ من الذنوب والمعاصي، أو أحد من الصالحين يدعو له بخير في كل وقت وحين فجتهدوا بذلك ولا تغفلوا عنه وعن كل ميت لكم، ودلالة بأنه لم يصافحك فيبدو بأنك قد شغلت عنه ولم يعد يصله منك شئ من أعمال البر، وقد يكون هناك تقصير في شئ كان يعتمد عليكم به، والإبتسامة في المنام تبشر بخبر سعيد قد يصلك ويسرك إن شاء الله، والرسالة الثانية لرؤيا المتوفى: هي للرائي فرؤيا الموتى بالأصل هي تذكرة وموعظة، بأن هذه الدنيا لا يطمأن لها ولا يغفل عنها إلا المخدوع فهذا هو المتوفى قد كان بينكما بالأمس، وها هو اليوم في دار الحق حيث حساب ولا عمل، وأنتم في دار الدنيا حيث عمل لا حساب، فهل إستغلينا الدنيا لتكون مدخلنا لنا للآخرة يوم حساب لا عمل فيه، أسأل الله لكم الهداية والتوفيق والفرح والسرور في الدنيا والآخرة، والله أعلم.