ابني عمره ١٦سنة عصبي جداً واخوه اصغر منه يغار منه...

العناد والعصبية عند الأطفال في مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة أمر لا يمكن نكرانه في هذا الزمن نتيجة تطور التكنولوجيا والانفتاح على الكثير من وسائل التواصل وغيرها ولكن تكون تلك الدرجة متفاوتة من طفل لآخر وحسب طبيعة المواقف،
ابنك ما زال صغير، وتصرفاته عشوائية لا يكون مدرك لها، ولكن السلوك الذي يتم تعزيزه يستمر معه الى مراحل عمرية أخرى، وهو يمر بمرحلة المراهقة وهي مرحلة حساسة تحتاج من للاهتمام والتقرب منه لا القاء الاوامر عليه، لانه في هذه المرحلة يميل لأن يحاول فرض رأيه ونفسه على الاخرين وعلى من هو أضعف منه سواء كان أخ له او صديق او قريب.
وكي تتخلصي تلك المشكلة عنده لا بد أولاً أن تفهمي طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها بأنها تحتاج منكِ لتعب وجهد في التعامل معه بحب واهتمام وتعزيز مع ضرورة عدم تجاهله، وفي نفس الوقت عدم اعطاءه حجم اكبر من الحجم الطفولي لديه، تجنبي ان تستخدمي العنف والضرب،
حسني من علاقتك بزوجك وبالمحيطين بك بالابن المراهقة ناقد لكل ما يدور من حوله وقد يكون للعصبية والعناد دور في ذلك، لذا احرصي على ان تكون علاقة بمن حولك قائمة على التفاهم، واحرصي أيضاً على ان تراقبي ما يشاهده الطفل عبر والتلفاز او اي مقاطع فيديو فقد يكون السلوك تقليدي او مكتسب من خلالها، لا بد من اشعاره بالحب والطمأنينة ولا تبالغي في تفسير سلوكه ، وحاولي ان تفهميه دوافع سلوكه
وأيضاً من الضروري أن تعرفي ان التربية والتنشئة ليست فقط مسئولية طرف واحد من الآباء، بل هي عملية مشتركة بين الأب والأم، ولا يمكن ان يتم استثناء دور زوجك في تعديل سلوك الابن، وخاصة ان ابنك يبدأ بالدخول بمرحلة المراهقة والتي من سماتها ان الطفل يشعر نفسه بأنه كبير ويحق له فعل ما يحلو له وما يريده من تدخين وانهاء المدرسة، الهروب والتسرب، وهناك بعض الأطفال يصل بهم الأمر بحد السرقة، وكل ذلك يتطلب مراقبة سلوكيات الطفل ورفاقه ودور الاب في  التحدث معه لأن الابن يعمل الحساب والرهبة للأب ويشعر ان والدته ستصمت كل عن أخطائه.

إليكِ بعض الارشادات العملية التي يمكنك اتباعها حول كيفية التعامل معه:

• تقربي من ابنك واجلسي معه وحاوريه وناقشيه وتفهمي مشاعره وكيف يفكر، ومن ثم وجهيه بعيداَ عن المخاطر التي يمكن أن يقع بها أو تتوقعي أن يقوم بها وذلك بالإقناع والدليل من القصص الواقعية التي تجذبه.
• راقبي ابنك من حيث تصرفاته وسلوكه حرصاً على ألا يقع بالأخطاء وانصحيه ووجهيه بعيداً عن رفاق السوء والاماكن الغير مرغوب بها
• احرصي على اشراكه في أحد المراكز الرياضية أو المؤسسات التي لديها نشاطات بدنية لإفراغ الطاقة السلبية التي بداخله.
• ارشديه حول كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء التي تجعله هادئاِ وتحد من قلقه وتوتره في هذه الفترة والتي يمكن أن تتعرفي على كيفية تنفيذها من خلال البحث على الانترنت من اليوتيوب.
• ثقفيه حول مضار التدخين.
• شجعيه على أن يشارك بالمناسبات الاجتماعية ويرافق والده ومن أكبر منه ليأخذ منهم النصائح ويكتسب بعض السلوكيات التي تهدفين لإكسابها له.
• يمكنك ان تتحدثي مع والده وتدعيه يحمله جزء بسيط من المسئولية حتى يشعر بذاته وكيانه
• شجعيه على ان يقوي الوازع الديني ويمكنك اشراك والده بهذا الجانب فالأب يعتبر قدوة للابن.
• لا تتركيه لفترات طويلة جالس لمفرده بل كوني بقربه في بعض الأوقات والفتي انتباهه من خلال التحدث معه وفتح بعض المواضيع دون أن يشعر بأنكِ تراقبيه.
• تجنبي ان تناديه بالألفاظ والألقاب السلبية التي لا يحب أن يسمعها كي لا تضعف ثقته بنفسه.
• تقبلي قدراته العقلية كما هي ولكن يأتي دوركم بالتشجيع وعدم الضغط، والتشجيع على تحقيق الاهداف التي يضعها الابن بجانب التوعية
• عززي نجاحاته حتى ولو كانت بسيطة كالقيام ببعض السلوكيات الايجابية فذلك يعزز من ثقته بنفسه، وأيضا من خلال تشجيعه على تنظيم وقته ضمن فبذلك يتخطى ابنك هذه المرحلة بنجاح ودون توتر وقلق ويسير نومه بطريقة سليمة.