انا مصابه بمرض الذئبه الحمراء، يجب علي استخدام...

من الواضح أن إصابتك بمرض الذئبة الحمراء أثّر سلبًا على صحتك النفسية, وجعلك أكثر ضيق وتشتت وأقل رضا عما تعيشينه ما خلق اضطراب في تفاعلك مع نفسك والآخرين وتقلبات مزاجية حادة يجعلهم يصفوك بهذه المصطلحات, وأنا أتفهم مشاعرك فما تختبرينه ليس هينًا ولكن الطب اليوم أفضل حالًا بكثير من الماضي ومرض الذئبة الحمراء بدرجات مختلفة وأصبح من الممكن ضبطه والسيطرة عليه بالالتزام بالمتابعة الدورية وأخذ الأدوية, وتوقفك عن هذا فيه إيذاء لنفسك أكثر من إيذاء الآخرين لك بالكلام..فالإنسان المسؤول الأول عن صحته النفسية والجسدية ولا يجب أن يفرط بفعل أي خطوة يجعله أفضل حالًا فالحياة ثمينة وقيمة ولا يجب أن نزيد صعوبتها على أنفسنا.

وأما فيما يتعلق بحديث الآخرين فلربما ما دفعهم لهذا هو معايشتهم لتقلباتك المزاجية ولمواقف تظهر بها انفعالاتك وتظهر بها ملامح عبئك النفسي ما يجعلهم يصدرون عليك أحكام غير مناسبة ولا تليق .

ولأجل تخفيف حدة هذه النظرة الاجتماعية بالإمكان الاستعانة بالتالي:

- تذكري بأنه لابد أن تفرغي عبئك النفسي وأن تصبحي أفضل حال لأجل نفسك قبل كل شيء فالمزاج المتقلب بحاجة إلى ترويض وتفريغ بطريقة آمنة ولربما وجوده بسبب كونك تعاني من درجة من الاكتئاب بفعل المرض وأحداث الحياة الصعبة أو تجارب غير سارة من عدم تحقيق الأهداف وغيرها... لذا حاولي أن تفرغي افكارك ومشاعرك بالتدوين بشكل يومي لتصبحي أكثر فهم لما تعايشينه بداخلك وأكثر فهم لما تحملينه من افكار غير منطقية ما يساعدك على التخلص منها بذكاء..

- تفريغ العبء النفسي من خلال ممارسة الرياضة اليومية او المشي اليومي / اشغال النفس بمهام المنزل المؤجلة..

- فصل ذهنك عن كلام الآخرين وتخفيف تقلبات مزاجك من خلال طقوس مهدئة للأعصاب كالاستماع للموسيقى/ تلوين رسومات الكبار/ الرقص الحر/ لعب العاب الهاتف/ الاستغفار/ اعداد طعام تحبينه...

- ضرورة الالتزام بالأدوية والمتابعة الدورية لأن ضبطك للمرض وشعورك بأن الأمور تحت السيطرة لاشك أن تهدأ من انفعالاتك وتجعلك أكثر وعي بخطواتك الحالية.

- محاولة صنع ألفة مع الآخرين وعدم استخدام اساليب العناد او الاستهجان أو المهاجمة أو المقاومة معهم..حاولي أن تجعليهم يروا جوانبك الجميلة والإيجابية, مثل تنظيم سهرة للأصدقاء ودعوتهم وتجهيز العاب وطعام وافلام وماشابه, البدء بمخاطبة الآخرين بطريقة بعيدة عن النرجسية او الترفع مثل التعليق الايجابي عليهم عند رؤيتهم وإخبارهم بكلام جميل مثل شعرك جميل/ ثيابك اليوم انيقة للغاية/ أعجبني كيفية تصرفك مع فلان في الموقف كذا/ أحب بك كونك معطاء كثيرًا... فتغيير نوع الخطاب مع الآخر يجعله أكثر هدوء وصبر عليك.

- تحدثي مع شخص حكيم وناضج من العائلة واطلبي منه إخبارك برأيه عنك وما الصفات التي يعتقد انها موجودة بك وتنفر الآخر منك, فالوضوح مع الذات وفهم نقاط الضعف هو بحد ذاته قوة ويجعلنا أكثر كفاءة نفسية واجتماعية لأننا سنسعى الى الانتباه لها وتعديلها وجعل حياتنا الاجتماعية صحية اكثر..