من كنت طفله ولحد ماكبرت امي كانت تضربني وهسه اني...

أتفهم ما تشعرين به, فخبرات الإساءة في الطفولة وتجاربنا الغير سارة تؤثر على صحتنا النفسية في نفس المرحلة والمراحل التالية لها بشكل أو بآخر وتخلق تشوه وشرخ بالفرد يعطّل استقراره النفسي ويشوه مفهومه لذاته وشعوره بالأمن, وتعنيف والدتك لك في السابق من الوارد ان تولد ممارسات فيك لا تحبينها بفعل العقدة التي تولدت داخلك.

ولكن من المهم أن تدركي أن الماضي كلما سمحنا لها بامتلاكنا فإنه سيمتلك حاضرنا ومستقبلنا, وإذا كان قد شوّهنا مسبقا دون إرادتنا فإننا بسماحنا له بالاسترسال والتأثير على علاقاتنا والجديد في حياتنا فإننا نجعله يشوّهنا بإرادتنا ورضانا.وأنت الآن في الحاضر ويجب أن تركزي ألا تتأثري بهذه الخبرات حتى لو تعرضتي لها, وألا تدعي هذا يمثل أعذار لتعاملك مع أطفالك بهذه الطريقة, لابد من أن تنتبهي وأن تتذكري أن هذه التصرفات تجعل أطفالك أكثر استعداد للاضطرابات النفسية وتجعلهم ينمو وبينكما فجوة في العلاقة من الممكن أن تتسع بمرور الوقت, ايضًا ربما تصرفاتك هذه أيضا نابعة من عدم قدرتك على تحمل مسؤولية رعايتهم أو شعورك بالإنهاك الشديد والتعب بفعل الضغوطات الكثيرة عليكي ما يجعلك سريعة الاستثارة أو كونهم كثيري الحركةوالنشاط والفوضى ما يستفز هذا الأمر بك.

ماذا يمكن أن تفعلي؟

• ضرورة الوعي بأنك المسؤولة الأولى عن صحتك النفسية, ومهما كان ما عايشتيه يجب أن تتقوي وتكون شجاعة لمواجهته والتخلص منه فأنت تستحقين السعادة والهدوء وأطفالك يستحقوا تجربة أفضل..
• ضرورة تفريغ العبء النفسي الداخلي جرّاء هذه الخبرات الغير سارة ويمكن هذا من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق بانتظام, التحدث مع شخص مقرب منك وموثوق مثل أخت أو صديقة مقربة ومشاركتها ظرفك النفسي فعدم كبت التعب ممن أنفع الأمور للبدء باستعادة الصحة النفسية, أو بالإمكان تدوين وكتابة مشاعرك وأفكارك يوميا ومواجهتها بشكل عقلاني.
• البدء بتحسين العلاقة مع والدتك بشكل تدريجي وبسيط لتستطيعي تكوين ذكريات مريحة معها تنسيكي ذكرياتك السابقة, بالإمكان مثلا استغلال مناسبة خاصة لإهداءها هدية جميلة, أو دعوتها لطعام الغداء, حاولي ان تتحدثي معها عن اهتماماتها والموضوعات التي تحبها وتلفت انتباهها فلربما هذه المحاولات البسيطة تجعلك أكثر إحساسًا بالراحة النفسية معها وبامكانك ايضا تذكير نفسك بجوانبهاالايجابية ومحاولة التركيز عليها لتحسين انطباعك عنها.
• كلما حاولت الافكار السلبية الماضية ان تسيطر عليك انتقلي فورا لمكان آخر وشتتي انتباهك لتنفيذ مهام مؤجلة او الاستماع لشيء هادئ أو مشاهدة فيديوهات تحفيزية أو فيديوهات لاشخاص عانوا من نفس التجربة وكيف تجاوزوها واستعادوا ذواتهم

• تفريغ عبئك النفسي الداخلي عن طريق ممارسة الرياضة والهوايات التي تحبينها كقضاء الوقت مع صديقاتك, الذهاب للتسوق, قراءة الكتب, التأمل واليوغا, المشي اليومي
• طلب الدعم والمساعدة من عائلتك في رعاية الأطفال وتركه عندهم لمدة قصيرة من اليوم وتخصيص وقت لنفسك تعتنين فيه بنفسك, فشعور بالتجدد والحيوية يحسن من قدرتك على رعايتهم والتعامل معهم بحب.
• أشعري أطفالك بالحب والقرب دائما لتحسني انطباعهم عنك , ويمكن ذلك من خلال قراءة قصص ما قبل النوم, مشاهدة فيلم كرتون معا, ممارسة النشاطات كالتلوين والرسم الحر على لوحات كبيرة باستخدام الوان مائية مثلا, الغناء معا , واحتضانم باستمرار
• توزيع الأدوار والمسؤوليات بينك وبين زوجك لتخفيف حدة الضغوطات وتأثيرها
• يمكنك التعلم عن أساليب التربية والتعامل أكثر من خلال متابعة حسابات للأمهات الحديثات المحترفات وتعلم كيفية التعامل الصحيح مع الأطفال, ويفيدك أيضا مشاهدة فيديوهات على اليوتيوب
• تعلم ضبط انفعالك وغضبك من خلال الابتعاد عن ابنتيك عند الغضب وممارسة تمارين التنفس العميق واعطاء تعليمات لعقلك بصوت عالي بالتوقف عن ذلك والتركيز على أنك يجب أن لا تكوني السبب في تشويه شخصية ابنتيك.