السلام عليكم ..

أتفهم تعبك من الأمر وأن ابنتك الآن بسن كبير ولكن لابد من فهم أسباب خوفها من النوم بمفردها في غرفتها والتعامل معها بدلًا من العصبية.

وقد تكون هذه الحالة لأحد الأسباب التالية:

- خوف الابنة من الظلام او الوحدة ما يجعلها تأنس بالنوم بوسط المنزل

- شعور الابنة بالتهميش والإهمال وحبها لفكرة نقلكم لها للغرفة ما يجعلها تتبنى هذا الطبع

- معاناة الابنة من تهديد او تخويف تتمثل بفكرة تتردد على ذهنها مثل الجن او الخيالات والتي قد تتكون بفعل مقاطع على الانترنت او حديث الرفاق وماشابه..وخوفها من هذا يمنعها من الشعور بالهدوء والثقة للنوم بمفردها.

- عدم تهيئة مكان النوم بالشكل المناسب ما يجعل النوم بالصالة أكثر راحة ورغبة.

وللتعامل مع الأمر بالإمكان الاستعانة بالتالي:

- ضبط النفس والصبر عليها وعدم إشعارها بالتذمر والتعب والإيمان بأن فهم الأسباب والتعامل معها هو مدخل علاج المشكلة.

- التحدث مع الابنة بوقت النهار والتأكد من تفريغ عبئها النفسي من خلال التحدث وسؤالها عن أيامها وما تفعله بالمدرسة وعن رفاقها ومحيطها في المنطقة وما إذا كان هناك أي شيء يزعجها داخل المنزل او خارجه..فالحديث مع الابنة وبناء علاقة أمان معها يجعلها أكثر ثقة لأي توجيه منكم لها بعد ذلك ويجعلكم أكثر فهم أيضًا لظرفها النفسي.

- التأكد من إمداد الابنة بالحب والعطف الكافي والمتزن وعدم تعريضها للتهميش النفسي.

- تهيئة مكان النوم بشكل مناسب مثل الإضاءة الخافتة/ تشغيل شيء هادئ لسماعه/ التأكد من عدم وجود مشتتات وملهيات حولها مثل الهاتف او الحاسوب..

- مساعدة الابنة على النوم لفترة قصيرة من خلال قراءة قصة لها بغرفتها او الغناء معًا قبل النوم أو النوم بجانبها إلى أن تغفو

- توجيهها إلى قراءة كتاب للأطفال قبل النوم..ليشغل ذهنها عن أي مخاوف او افكار ويساعدها على الشعور بالنعاس أكثر

- استخدام اسلوب التحفيز مع الابنة سواء المعنوي بالحديث عنها بشكل جميل أمام الضيوف والآخرين , أو مادي بالهدايا في كل مرة تتغلب على نفسها وتنام بمفردها ويتم سحب التحفيز بالتدريج عند الوصول للهدف ..

- تجنب استفزاز مشاعر الابنة او هدمها بمخاطبتها بعبارات او مصطلحات جارحة او فيها تبخيس, مثل: انتي مثل الأطفال الصغار/ أنت مش شاطرة/ الاقران افضل منك واشجع/ انت تخافي كثيرا ..فهذا يزيد المشكلة تعقيد.

الأهم هو أنك الآن تدركي أن التصرف هذا خاطئ وأن المقارنة تزيد الامور تعقيد, فهوني عليك, والأهم هو عدم تكرار السلوك بالإضافة إلى إصلاح العلاقة والسلوك مع الابنة واحتواءها بشكل حقيقي, تذكري بأنها وإن كانت الأكبر فلا زالت مجرد طفلة وتحميلها هم حماية أخوتها يزيد جلدها لذاتها ويزيد وطأة مشكلتها, لذلك توقفي تمامًا عن المقارنة وحاولي تذكير ابنتك بجوانبها الجميلة بشكل واضح, مثل مخاطبتها بعبارات فخر أمام الضيوف والتحدث عن انجازاتها في الدراسة, أيضًا تحفيز مواقف عطاءها ومساعدتها لك وللغير بصوت جهور ومليئ بالحب ..فجعل الابنة تنتبه لتفاصيلها الجميلة ونقاط قوتها يعزز قوتها في مقاومة الخوف, وإن شاء الله بالالتزام بالإرشادات السابقة التي تم توجيهك لها ستتحسن هذه المشكلة.

والعفو نحن دائمًا في خدمتكم.