اشوف أهلي حولي يبكون واللي اتذكره ان اخويه مع ابوي...

الأخ/الأخت الكرام: خيراً رأيت وشراً كفيت بأذن الله.
رؤيا الأهل من حولك يبكون وأنت في حالة نوم أو مرض، فقد يدل على حصول غفلة منك عن مصالح نفسك، وقد تكون غفلة في الدين، وقد تكون غفلة عن مصالح الدنيا، ودلالة بأنهم يبكون من حولك فهو يعرف بحسب نوع البكاء، فإذا كان بكاء معه صراخ وهو بصوت مرتفع، فهو قد يدل على حصول أمر فيه حزن، ورؤيا بأن أخيك وأبيك يحملك إلى مكان مظلم فهو يحتمل، فقد يكون تحذير من محاولة مساعدتك من ظرف تمر به وتكون مساعدتهما تزيد الأمر صعوبات فالحذر، فالمكان المظلم ظروف فيها ضلالة في الدين ومعاصي لرب العالمين فالحذر، والمكان المظلم كذلك قد يكون ضرر في شئ من أمور الدنيا يتسبب بها أخيك ووالدك من غير قصد منهما فالحذر، وقد يدل المنام على التذكرة بالموت، فرؤيا الأهل من حولك يبكون ومن ثم تحمل إلى مكان مظلم فقد يدل على الموت، والموت في المنام لمن هو حي يدل على فتنة في دينه وفساد فيه، وقد يكون سببه محاولة العلو في الدنيا على حساب الآخرة، وإذا كان خصوصاً وهناك بكاء في المنام ومن لم يدفن في التراب فصلاحه وتوبته ممكنة، وإذا دفن في المنام ضعف منه الصلاح فالحذر، وقد يدل ذلك على على قلة في البصيرة في القدرة على الجمع في أمور الدين والدنيا فالحذر، والموت في المنام طول في العمر لمن مات في المنام، ورؤيا الحي السليم المعافى في الواقع ميتاً في المنام فهو قد يدل على فتنة أصابته أماتت ما في قلبه من إيمان وأبعدته عن ذكر الله، وقد جعل نبي الله الفرق بين الحي والميت ذكر الله، فقال صل الله عليه وسلم: ((مثل الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكر ربه، مثلُ الحي والميت))؛ رواه البخاري، وذكر الله يعني عبادته بما شرع، وطاعته بما أمر وجتناب ما نهى عنه وزجر، وإقامة شرعه في حياته كلها، فمن لم يفعل ذلك كان كالميت، وقد شبه رسول الله بيت من هذا حاله بالمقابر فقال: ( لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ) رواه مسلم، أي أن حاله كالميت بسبب تركه لطاعة الله وكثرة الذنوب والمعاصي التي تميت القلوب، فهذه الرؤيا ترمز للغفلة الكبيرة التي يعيش بها الكثير من المسلمين للأسف، وبعدهم عن شرع الله، حتى اصبحت حياتهم كالموت وبيوتهم كالمقابر، وهذه رؤيا مذكرة منبهة لك رسالة من الله أن إستيقظ وتفكر إلى أين تسير بك الدنيا، فالموت مصير كل حي، فهل من توبة، وهل من عودة لله وطاعته، وإذا كان الأخ الرائي في حالة جيدة مع ربه وفي طاعته، ويقوم بواجباته فقد تكون رؤيا محذرة من فتنة مقبلة عليه وإختبار فالحذر من التراخي وحصول شئ من هذا البتلاء، فالفتن تحيط بالأنسان من كل جانب ولا تؤمن الفتنة على حي فالحذر. قال تعالى: ( وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ﴿١٥٤ آل عمران﴾ والموت قدر كل حي قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]. فرحم الله امرأً قدَّم منَ الصالحات لتلك الحُفر، ورحم الله امرأً حاسَبَ نفسَه قبل ذلك اللحد الذي لا أنيس فيه، ولا صاحب إلا العمل، وكفى بالموت واعظًا. قال الشاعر: تَجَهَّزِي  بَجَهَازٍ تَبْلُغِينَ بِهِ يَا نَفْسُ قَبْلَ الرَّدَى لَمْ تُخْلَقِي عَبَثًا وكفى بالموت واعظًا، لمن كان له قلب أو ألقى السَّمع. ورؤيا الموت في المنام بالأصل هو تذكرة وموعظة، بأن هذه الدنيا لا يطمأن لها ولا يغفل عنها إلا المخدوع فكم قد كان بينكم بالأمس من الأهل والأقارب والأصدقاء، وها هم اليوم في دار الحق حيث حساب ولا عمل، وأنتم في دار الدنيا حيث عمل ولا حساب، فهل إستغلينا الدنيا لتكون مدخلنا لنا للأخرة يوم حساب ولا عمل فيه، أسأل الله لكم الهداية والتوفيق والفرح والسرور في الدنيا والآخرة. وقد يكون هذا الحمل إلى مكان مظلم يحذر من أجبارك على أمر لا ترغبي به يكون وكانه موت لك خصوصاً الإجبار على الزواج أو معيشة لا ترعب بها، والله أعلم.