السلام عليكم عمري 60 عام ومنذ الصغر الى الان اخاف...

من الواضح أن لديك مخاوف متعددة تشمل الخوف من المرتفعات/ الأماكن المظلمة/الجن والشياطين والسيارات. والتي قد تكون فاقمت بعضها البعض.

الخوف من المرتفعات لربما نابع من تجربة سابقة مخيفة عايشتها أو شاهدتها ما يجعل هاجس الخوف من تكرارها يملأك, أو بسبب مشاهدتك لفيديو أو مقطع يتعلق بحادث غير سار بسبب المرتفعات ما يجعلك تخاف تلقائيًا من أن تكون بهذا الوضع فترفض التواجد, أو بسبب شعورك بعدم الاتزان هناك وعدم تدريب نفسك على كيفية التحكم بجسدك وضبطه ما فاقم لديك الأمر لفوبيا.

والخوف من  الظلام  لربما بسبب تعرضك لتهديد أو خطر أو خبرة إساءة صادمة ترتبط بالليل/العتمة/التعرض للتخويف بقصص الجن وماشابه...  ما يجعلك تستحضرها في أوقات معينة وتقودك لسلوكيات كالخوف الشديد والعجز عن النوم واضطراب المزاج وتهيؤات غريبة, أو بسبب مشاهدة أفلام و فيديوهات مخيفة تضمنت هذه المواقف وتبناها عقلك دون وعي.

 يمكنك الاستعانة بالإرشادات التالية لتخفيف وطأة هذه المخاوف عليك:

- يمكنك أن تستعين بتفريغ طاقتك الداخلية وخوفك بتمارين التنفس العميق والاستماع لشيء هادئ كلما شعرت بالتوتر أثناء التواجد على المرتفعات.

- تخلص من فكرة الخوف عن طريق إعطاء تعليمات لعقلك بصوت عالي كأن تقول: كل شيء على ما يرام, أنا أشجع من ذلك... فتدريب العقل على الكلام الايجابي والمداومة على ذلك ينفعك دون أن تدرك.

- الاستعانة بفيديوهات ثلاثية الأبعاد لمعايشة تجربة المرتفعات/السيارات بشكل تخيلي والاعتياد عليها ومواجهة خوفك من خلالها تدريجيًا ما يحسن من طردك للخوف في الموقف الحقيقي, ويمكن فعل هذا من خلال الاستعانة باليوتيوب لتعلم كيف أو زيارة مركز نفسي يملك هذا النوع من الأجهزة وليكون ثمة معالج نفسي أيضًا يوجهك.

- يمكنك زيارة أخصائي نفسي لإعداد خطة علاج معرفي سلوكي تساعدك في مواجهة مخاوفك وتبديدها عن طريق استراتيجيات خاصة بالتعامل مع المخاوف وتعديل أفكارك ضمن جلسات علاج معرفي سلوكي.

-تبني طقوس نوم مريحة وجديدة, كتهيئة مكان النوم بشكل مريح وإشعال نور خافت وشرب شيء دافئ لتهدئة الأعصاب, وممارسة تمارين التنفس العميق خلال يومك وقبل النوم لخفض التوتر والخوف, بالإضافة إلى تخيل مكان آمن مع أشخاص تحبهم أو أنك تفعل شيء تحبه, فاستحضار الأشياء الجميلة وتركيز الانتباه لها يريحك ويساعدك في مقاومة الخوف

-الاستعانة بقراءة الكتب أو الكتابة ما قبل النوم لتفريغ عبئك النفسي الداخلي وجعلك أكثر استعدادا للنوم

- لا تدعي نفسك للفراغ والوحدة لأنها مدخل الوساوس, وحاولي توجيه عقلك مباشرة للانشغال بشيء يمنع استرسال الوساوس داخلك ويريحك, كالتحدث مع المحيطين بك أو الخروج للتنزه مع شخص مريح.

-الحديث مع شخص مقرب منك وحكيم يعينك في فهم سبب خوفك واستعراضه وتعديل تفكيرك تجاهه وتوجيهك للتصرفات الصحيحة, فكبت الخبرات الغير سارة سبب في استرسال الخوف منها, بالإضافة إلى مشاركةمحيطك المقرب ظرفك النفسي ليكونوا بمثابة تنبيه خارجي لك لدعمك في المواقف التي تفقدي بها السيطرة.

-تذكري بأن العلاج الدوائي وحده غير كافي لإعطاء نتيجة ويجب الانتباه للإرشادات النفسية والالتزام بها بجدية والصبر على النفس, ومراجعة الطبيب بانتظام لتقييم مدى الحاجة لعلاج أكبر أو جرعة مختلفة تساعدك.