السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الحمد  لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله والاه، وبعد: اعلم رحمك الله أن الأصل في البيوت أن تكون مبنية على المودة والرحمة، وأن يكون الصغار في حضانة الوالدين ، فإن غضبت المرأة لبيت أبيها فالواجب على الزوج صاحب القوامة أن يردها للبيت ويصلح الأمر ، فهي ضعيفة خلقت من ضلع أعوج ، والرجل عنده من العقل والحكمة ما يمكنه من الحفاظ على بيته من أن يهدم، الواجب عليك أن تسارع في جمع شملك ورد زوجتك والسعي لحل الخلاف وتقديم بعض التنازلات في حدود الشرع والعرف ، ولا أن تفكر بأخذ صغيرها منها ، فهي أحق بحضانته ورعايته لما عندها من العاطفة والرحمة ما ليس عند غيرها، فاستعن بالله وصالحها وقم بتدخيل أهل الصلح بينكم ، ولا حرج من اعتراف كل واحد منكما بالخطأ والتقصير، اذهب إليها واعترف بتقصيرك فهذا لا ينقص من رجولتك، وقل لها أريدك وابني في البيت ولا أريد البيت ناقصا وكان صادقا معها وعازما على التغير، فإن ليس للرجل سكنا بعد زوجته وأم أولاده ، فقد قال تعالى :((وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ)) الروم/٢١، وعليها هي أن تبدا وتغير من حالها، فإن علم الله صدق نيتك وعزمك على الحفاظ على بيتك سيعينك وييسر لك الأسباب ، نسأل الله أن يجمع شملكم ويصلح ذات بينكم . والله تعالى أعلم واحكم.