انا متوترة خالص وبكرة بناتى مابسمعو كلامى نفسى...

لربما عدم احتمالك لسلوك بناتك وعدم استجابتهم لك ولما تريدي متولد من كون التوتر لديك عالي وتثيرك الاشياء بسهولة، او بسبب كونك شخصية تميل للتحكم والسيطرة ما يجعلك لا تشعري بالرضا عن اي شي يعاكس رغبتك ، أو بسبب عدم امتلاكك للمهارات التربوية واحتياجات الابناء في المراحل المختلفة واختلاف الأجيال والتعامل معهم بمرور الايام .
والكره الذي في داخلك الآن هو رد فعل لتعبك وضيقك وعدم قدرتك على فهم الموقف وتحليله بهدوء ما يجعلك مندفعة ومشوهة لربما بالتفكير والشعور، لكن بشكل أكيد فإنها ليست مشاعر دائمة وحقيقية، فالأم لا تكره الابناء مهما فعلوا لأنها خُلقت بهذه الغريزة.
والتعامل الصحيح هو محاولة فهم ذاتك ودوافع كرهك وتوترك وما تمتلكي من نقاط ضعف، ثم الانتباه لسلوك بناتك وما الذي يجعلهم يتصرفوا هكذا معك وهل فعلًا عدم استجابتهم خاطئة ام انك تضخمين الأمور.
ولأجل ذلك بالإمكان الاستعانة بالإرشادات التالية:

- تدوين مشاعرك وافكارك والمواقف التي جعلتك تشعري بالضيق منهم وعوامل القلق في حياتك بشكل عام واجعليها أمامك لتبديد الأفكار الغير منطقية وفهم ما إذا كان هذا الغضب عليهم هو نتاج أشياء أخرى من الحياة, أم  أن هذا الغضب يعود لميلك للسيطرة وتحدثك معهم بصيغة إعطاء التعليمات والاوامر او الابتزاز العاطفي لفعل ما تريدي, فالتأكد من عدم كونك تحملي أسباب بشخصيتك او حياتك الشخصية أمر جدًا ضروري, لأن إصلاح الأمر سيكون مدخله تعديل هذه الأسباب والتعامل معها.

- حاولي أن تتحدثي بحب وهدوء مع بناتك وان تبني معهم علاقة صحية ولطيفة لا تقوم على شيء غير الحب والعطاء, فإذا كانوا اشخاص يميلوا للعناد وعدم الاحترام فلربما الحب يجعلهم أكثر هدوء واستجابة لك, حاولي تلطيف الاجواء من خلال اقتراح الخروج للتسوق معًا أو زيارة اقارب تحبونهم أو الخروج لفعل نشاطات في الطبيعة وقضاء وقت غير معتادين عليه, باغتيهم باهداءهم اشياء يحبونها, تحدثي معهم عن أمور تلفت اهتمامهم..جهزي سهرة وشاهدوا فيلم او مسرحية معًا وشاهدوا البومات الصور في الطفولة ..فهذه المداخل النفسية وشعورهم بأنك منتبهة لمشاعرهم ومنتبهة لقيمة علاقتك بهم تجعلهم  أكثر هدوء واستجابة لما تريدين, فالحب يفعل أكثر مما تفعله القسوة والمبادرة باصلاح الموقف دون الانتباه لمن الكبير ومن الصغير ومن المخطئ ومن على صواب يصب في مصلحة العلاقة فالهدف من كل هذا هو ان تكونوا على وفاق والحكيم من يركز على هذه النقطة فقط.

- إذا كنت تشعري بالتعب النفسي والرغبة بالراحة والابتعاد قليلًا عن عوامل القلق فهذا من حقك, ولربما يفيدك في رؤية الصورة كاملة أيضًا, لذا حاولي الغياب ليومين وقضاء الوقت في فندق قريب من الطبيعة او المبيت عن صديقة/اخت تحبينها وتغيير المزاج قليلًا..

- ممارسة الرياضة اليومية وتمارين التنفس العميق وتبني طقوس واهتمامات جديدة كمجالس فكرية او دينية او تعلم مهارة يدوية /تقنية في مركز مختص , جميعها طرق آمنة لشغل وقت الفراغ وتقليل التفكير السلبي والشعور بالكره وتفريغ الطاقة بطرق آمنة.

بناتك في مرحلة المراهقة وهي مرحلة حساسة تتحدد بسمات كثيرة تشمل العناد وميل الفرد للتصرف باستقلالية وسيطرة والاحتكاك الزائد بالأخوة بشكل غير محبب وبتصرفات تبدو غير ناضجة, لانها مرحلة يحدث خلالها تغيرات هرمونية ونفسية كثيرة تجعل المراهق مندفع وأقل انضباط ومسؤولية ولا يمتلك الهدوء والوعي مثلما يتخيل الأهل ولكن بمرور الوقت تنضج تجربة المراهق وبالتعامل الصحيح من الأهل والمحيط يصبح الأمر أقل وطأة, فالتعامل يحتاج الصبر والاحتواء والتأكد من التعامل مع المراهق بذكاء .

بإمكانك فعل التالي لتنظيم حياة بناتك وجعلهن أكثر مسؤولية وجعل المنزل أكثر هدوء أيضًا:

- تحدثي معهن بوقت مناسب بحب ونظرة حنونة وأخبريهم عن أمور تحبيها بهن وكيف انك تتوقعي منهن أشياء جميلة وتقولي للآخرين بأنك ترينهم هكذا..فالأم لا يجب أن تيأس من المحاولات مع الأبناء خصوصًا في هذا العمر لأنه لا يتعمد فعل السلوكيات الغير مرغوبة بشكل كامل وحقيقي وهي مجرد مرحلة يجب ان نوجه بها الأبناء.

- ساعديهن على الانتظام بروتين معين لا يجعلك مضطرة لمتابعتهن, ولربما نمط الحرص الزائد او الرعاية الشاملة لهن منذ الصغر جعلهن يعتدن انك موجودة ومسيطرة على الأمور ولا تقع على عاتقهم مسؤولية معينة, لذلك اجلسوا معًا واكتبوا روتين للجميع يشمل العناية الشخصية ومهام المنزل والدراسة وكل شيء وأبقي هذا الروتين بورقة كبيرة على الحائط لكل واحدة منهن, وعززي الالتزام بالروتين بمحفزات بالاتفاق معًا كالخروج لمكان معين او شراء شيء معين ..وبالتدريج يتم تخفيف التعزيز.. وبالمقابل اتفقوا معًا على العقاب المناسب لمن لا يفعل كذا, حتى يكونوا مدركين لما سيتم التعرض له في حال تم إهمال الروتين والمهام.

- اجعلي الأقران من الاصدقاء والاقارب الذين تدركي بأنهم منضبطين ومحترمين واكثر نضج منهن..يحيطوا بهنّ ويتحاوروا معهنّ عما يفعلوا لأجل الأسرة والمنزل وكيف يجب ان ننتبه لانفسنا باشياء معينة بالنظافة والدراسة..فالمراهق يستمع للمراهق بشكل كبير وادراك البنات لنمط عيش الغير داخل المنزل لربما يجعلهم يشعروا بأخطائهنّ.

- لا تتدخلي بمشاكل البنات دائمًا ولا تعطيها انتباهك دائمًا.. انسحبي لمكان ابعد او غرفتك وأغلقيها وافصلي ذهنك عنهنّ لحد كافي.فأحيانًا يجب ترك الأخوة للتعامل مع مشاكلهم الخاصة بطريقتهم الخاصة ..والأم لا يجب أن تكون مجهدة على الدوام بسبب الأبناء.

- استمعي لفضفضة البنات وحديثهنّ وشكواهنّ عندما يكون الأمر متعلق بالعواطف وتشعري بأن الشيء جارح, وعززي بالحوار الذكي قيمتهنّ داخلك وأن الأخت بالتأكيد لا تتعمد ايذاءها بكذا ولكن التركيز على المشكلة لا يجعلهنّ يفهمنّ مشاعر بعضهنّ البعض ويضخموا المشاعر المشوهة داخلهم..وذكّري البنات بالمواقف الجميلة التي عاشوها معًا, او اقترحي تخيل مكان آمن او فعل نشاط جماعي معًا لشغل ذهنهنّ عن التفكير السلبي والميل للمشاكل والشكوى والاحتكاك ببعضهنّ البعض.