نا عنظي 15 سنه من فتره اتعرض لحاله من التحرش ودخلت...

أتفهم مشاعرك وضيقك , فالتحرش تجربة غير مريحة وخبرة غير سارة ويتفاوت الأشخاص في درجة التأثر بها حسب شدة وقوعه وظروفه, ومما يتضح من استفسارك بأن تجربتك أصابتك بالاكتئاب الذي يتضح في ملامح التغيرات الجسدية وعدم القدرة على اداء المهام اليومية ووالدراسية, والاكتئاب يُحدث شرخ كبير في الصحة النفسية للفرد ويشوه صورته لذاته ومشاعره وتفاعله تجاه الحياة, ولربما هو متولد من صدمة تعايشينها بسبب الحدث وتعاملك مع الصدمة بذكاء سيخفف الاكتئاب.

ولأجل ذلك سأزودك بإرشادات تساعدك على تجاوز الأمر إن شاء الله:

• تذكري أن التحرش جريمة لا يجب السكوت عنها في حال كان المتحرش معروف أو في محيطك, فالسلوك الصحيح هو فضحه والتحدث مع شخص ناضج وحكيم ومسؤول من عائلتك ليتعامل مع الأمر بحسم, فالتحرش بك قد يعني تحرشه بغيرك أيضًا, ولا يجب ان تجعلي الخوف أو الحرج يمنعك, المهم أن تتجهي للشخص المناسب. وإذا كان من المحيط فيجب أن تحمي نفسك وألا تخضعي لهذا الشخص إطلاقًا بمعنى ألا تعطيه المجال لينفرد بك أو يتعرض لك في حسابات التواصل الاجتماعي, دائمًا في حضوره أحيطي نفسك بالآخرين أو لا تكوني حاضرة, وذكّري عقلك باستمرار انه شخص ضعيف وأنت الأقوى ولا تجعلي ذهنك يتبنى التفكير الانهزامي والسلبي وتنقادي له.
• التأكد من تفريغ صدمتك بفعل تجربة التحرش من خلال التحدث مع شخص مقرب منك وموثوق به ومبادلته الحوار, فالتحدث مع شخص ناضج سيجعلك تدركي أكثر انك غير ملامة وان هذه التجربة ليست حياتك بشكل كامل, ولا يجب ان تسمحي للأمر بأن يكون ذكرى مفتوحة تسرق منك حاضرك ومستقبلك مهما شعرت بالسوء والقلق والانكسار, أيضًا فعل امور تهدئ الأعصاب مثل لعب العاب الهاتف او تلوين رسومات الكبار او اعداد طعام تحبينه او مشاهدة فيلم كوميدي او ممارسة تمارين التنفس العميق أو الاستماع للموسيقى ..فهذه الأمور الصغيرة فارقة.
• عدم ترك نفسك للفراغ والوحدة لتقليل حالة التفكير المفرط وتكرار الحدث في ذهنك, بالإمكان مثلًا الالتحاق بمراكز لتعلم مهارات جديدة أو تعلم لغة مثلًا أو الالتحاق بالنادي الرياضي لتفريغ طاقتك الداخلية مع والدتك أو قريبة كبيرة لك, أو الانضمام لفعاليات خيرية تطوعية لتشعري بالبهجة والتجدد والعطاء وأن أمرك غير محصور بتجربتك الغير سارة فقط.
• إحاطة نفسك بأحد الأقران الحكماء نيل الدعم على الدوام ومساعدتك على تبديد أي شعور أو فكرة سلبية ممكن أن تباغتك ففي هذه المرحلة الحساسة كالمراهقة يكون الفرد أكثر تأثر واستجابة لمن في عمرهم, أيضًا الدراسة الجماعية مع الزملاء او بانماط جديدة كاستخدام السبورة او الغناء وماشابه من شانه تشجيعك على استعادة رباطة جأشك والتركيز.
• حاولي مشاهدة فيديوهات لفتيات تعرضن لتجارب مشاهدة وتعلم كيفية التعامل مع الأمر من خلالهن..فمعرفة ان ثمة من عايش نفس التجربة واستطاع التعامل معها يجعلنا أقوى نفسيًا وأكثر صلابة في التعامل مع الأحداث.
• إذا كان الأمر صعبًا عليك ولا يتحسن مع المحاولات, فإن زيارة أخصائي نفسي لمساعدتك على تجاوز الصدمة وفق جلسات علاجية سيكون أمر هام.