اريد طبيب نفسي

اتفهم وطأة ما تعيشه من وضع نفسي, فغياب عنصر التفاهم والعلاقة المستقرة مع الاهل أمر يكدر الأيام ولا يستطيع الشخص النجاح بالشعور بالراحة والهدوء النفسية, ولكن لا يجب أن يجعلك الحال القائم تشوه مشاعرك وافكارك تجاهك او تجاه أهلك وألا تسمح له بإقناعك بأن هذه حياتكم القادمة أيضًا.

ولربما ما يجعل هذه المشاكل بينكم هو اختلاف شخصيتك وافكارك عنهم وعدم محاولتهم احتواءك, أو وجود صراع متعلق بموضوع ما يجعل علاقتكم مضطربة, ولكن تذكر بأن الحياة ليست وردية ولا نملك ما نريد من كل شيء من الحياة ولابد ألا نترك انفسنا للاستياء بل أن نحاول مجاراة الأمر والتعايش مع ما هو خارج دائرة سيطرتنا ووضع حدود لما يتعلق بنا كأشخاص منفردين بكل حب وذكاء معهم لا بعناد وندية ..

فنحن لا نختار شخصية أهلنا وكيف يكونوا ولكننا نستطيع بأن نوجد مداخل نفسية للتعامل معهم وللتصالح مع أقدارنا معهم ولزيادة صلابتنا النفسية لألا نكون بشخصية هشة تتأثر بكل شيء, فالإنسان مهما عانى يبقى هو المسؤول الأول عن صحته النفسية وتركيزه في نواقص حياته وهمومها دون السعي لفعل الأفضل لنفسه مهما كان بسيطًا وصغيراً...لن يضر سواه وهذه الحياة قصيرة لنضيعها بالشتات.

لذا يمكنك الاستعانة بالتالي:

- حاول فهم الأمر من وجهة نظر أهلك أكثر, استمع لهم أكثر وافهم ما يطلبونه منك وإذا كان فعلًا الأمر يحتاج للتعديل بك كنقاط ضعف شخصية او كونك غير مسؤول/غير منظم أو تضييع وقتك مع الاصدقاء او الانترنت وغيرها من الاسباب..فالإنسان الشجاع هو من يتأكد بداية أن ما يصدر منه من سوء ليس سببًا لرد فعل الآخر الغير مرغوب.

- إثبات نفسك ونضجك ومسؤوليتك لأهلك لتجعلهم يروا منك الجوانب الجميلة ويصبحوا اكثر رغبة بالاهتمام بك او بما تريده, ويمكن هذا من خلال  الحديث العاقل والحوار عندما يتواجد الضيوف والعائلة/ فعل أشياء يحبونها مثل إعداد طعام يحبونه او إخبارهم بكلام جميل بدون مناسبة مثل يعجبني مظهرك اليوم, أحب كيف تتصرف بهدوء وعطاء, أراك مميز في الفعل كذا..فهذه الأمور البسيطة تخلق نوع من العلاقة الهادئة كما يمكن مثلًا تنفيذ مهام بسيطة عنهم وشراء هدايا بسيطة بدون مناسبة فلربما مبادلتك لتصرفاتهم الغير جميلة بتصرفات جميلة ودافئة يجعلهم يراجعوا أنفسهم ويحرصوا على الانتباه لما يعاملونك به أكثر.

- إذا كان الأهل لا يتقنوا الحوار والنقاش فتجنب جدالهم بكل شيء أو اتخاذ موقف ورد فعل من كل شيء لأن هذا سيخلق نزاع وصراع أكثر وسيخفض صحتك النفسية, وأحيانًا تجنب الجدال والانتظار وإعطاء الوقت مهلته يغير أكثر مما يمكن تحقيقه بالجدال, وحاول أن توجد لنفسك طقوس ونشاطات هادئة تجعلك أكثر استقرار نفسي وابتعاد عن آثار البيت السامة مثل تدوين أفكارك ومشاعرك وتفريغ المشوه منها/ الاستماع لشيء هادئ/ تعلم مهارة جديدة من خلال الانترنت/ التفكير بمكان آمن يطمئنك وإبعاد ذهنك عن الأسى/ اتباع نظام حياة صحي ويعطيك حيوية أكثر مثل ممارسة الرياضة والغذاء المتزن البعيد عن المأكولات الغير صحية وتنظيم النوم وطقوسه واتباع عادات سلوكية صحيحة كالقراءة والحركة اليومية وتعلم لغة جديدة وغيرها.

-من الهام البدء بتوطيد علاقاتك بالآخرين لتبني محيط مقرب يكون عوض وداعم لك عما تعانيه من عائلتك, وهذا يستلزم المشاركة أكثر في المجالس الاجتماعية والتواصل أكثر مع زملاء الدراسة أو الأقران من العائلة ومحاولة إيجاد قواسم واهتمامات مشتركة بينكم تمكنك من صنع علاقة, أيضًا تأكيد وجودك مع الآخرين بشكل دائم مثل التحدث معهم عن أشياء يحبونها/ دعوتهم للسهر عندك او المبيت وصنع اجواء لطيفة/ الخروج للمشي اليومي مع صديق/ عمل حفلة بسيطة ودعوة اخرين عليها بدون مناسبة وتحضير طعام لذيذ وفعاليات والعاب وماشابه/ الخروج لتعلم  شيء في مركز مناسب مثل حرفة بسيطة او لغة لاستغلال الوقت وعدم تضييعه..فهذا النمط من الحياة هو ما يجعل العلاقات تتوطد ويشعرك بأنك خارج دائرة تأثير أهلك فقط وتساعدك على إيجاد طريق جديد لنفسك ليس فيه تركيز دائم على ما تعايشه.

- إذا كنت بحاجة إلى ايجاد مساحة تفاهم وحلول لمشاكل تتعلق بأمور هامة ومصيرية فبإمكانك الاستعانة بطرف ثالث حكيم ومقرب من والديك ليكون وسيلة لتحقيق التفاهم وجعل الوالدين يفهموك أكثر ويوصل لهم افكارك بأسلوب أوسع..