اريد جلسة علاج نفسي

استبصارك بخطأك ووعيك بأنك كسرت الثقة واهتمامك بإيجاد حل للأمر هو مؤشر لكونك مسؤول ومبالي بهذه العلاقة, وعمومًا فالحياة تحدث بها كثير من سوء الفهم أو الأخطاء وايجاد مداخل لحلها او فهمها وعدم الهرب منها تصرف واعي.

وكسر الثقة من أصعب الأمور التي تعايشها العلاقة لأن الثقة أساس الاستقرار والراحة والتلقائية واليقين بالعلاقة, ولكن كسرها لا يعني أن العلاقة انتهت ويجب أن تبذل لأجلها محاولات كافية ويرى الطرف الآخر جدية هذه المحاولات ومبالاتك الكبيرة بتحسين العلاقة فهذه الخطوة كبيرة جدًا في رحلة التجاوز لما حصل.
حاول أن تتحدث مع الطرف الآخر وتتواصل معه بشكل ذكي وتقدم اعتذارك بوضوح وصراحة وعدم استخدام أعذار إطلاقًا, وأشعره بأن مشاعره هامة داخلك وتريد منه أن يعبر قدر الإمكان عما يشعر وأن تساعده في التخلص من اي هواجس او مشاعر فاقمها الموقف الأصلي لألا تتشوه مشاعر العلاقة أكثر, فكسر الثقة مثلًا لا يعني عدم الحب أو لا يعني بأنه شخص بلا قيمة داخلك وهكذا..

وحاول أن تنصت إليه قدر الإمكان, وألا تمل من المحاولات في اقتراح الخروج معًا وعمل نشاطات مسلية او هادئة أو طقوس تحسن المزاج, من الممكن أيضًا اهداءه هدية بسيطة يهتم لها كثيرًا وان تكتب له رسالة ورقية تشرح بها حقيقة علاقتكم واهميتها, أيضًا ان تتواصل معه بشكل غير مباشر مثل ارسال فيديوهات تعبر بها عن حبك أو عن طبيعة الاخطاء وكونها ليست نهاية أو فيديوهات سريعة مضحكة او تتعلق باهتماماته..

والانفصال ليس الأمر الواجب فعله عند كسر ثقة الآخر, إنما المحاولات الكافية, ولكن إذا كان ما حصل أكبر من أن يُحتمل أو يسمح للعلاقة باستعادة عفويتها وجودتها فإن الانفصال يكون قرار ناضج ولكن يجب ان تكون برغبة حقيقية من الطرف الآخر لا كرد فعل بسبب الاستياء.

دافع إخبارك بالخيانة ليس واضحًا ولا يجب أن تبني عليه قرار للعلاقة, ولكن الأمر متعلق بأنكما لا تتعاملا مع العلاقة بجدية للتفاهم مع النقاط الخاطئة التي حصلت, واختيار الأطراف للرحيل بهدوء دون محاولة أو للانتقام من خلال إخبارك بأمر جارح وإن لم يفعله...لا يشير إلى أن العلاقة صحية.

حاولي التحدث معه مثلما تم توجيهك..وأخبريه بأن ما صدر منك كان خطأ ولا تريدي أن تكون نهاية العلاقة خطأ أو غموض بما يتعلق به..وأنتما أنضج من أن تتركوا الأمور عالقة.. لذا تحدثي معه واعتذري عن تصرفك وأخبريه بنيتك بالتحسن وعما إذا كان تصرفه أمر حقيقي أم مجرد انتقام لرد اعتباره وكرامته...

والوقت كفيل بأن يجعلك تري الأمور كلها وما إذا كان صادقًا..فمن يخون أو متعلق بطرف ثالث يظهر الأمر عليه..ولكن لا تجعلي الرحيل هو هرب من مواجهتك لخطأك وهرب من أهمية تعاملك مع الأمر ومحاولاتك.

أتفهم شعورك بالندم أو التعلق بسبب سلوكك, ولكن لا يجب أن يجعلنا خطأ معين مكبلين بشخص غير مناسب ولا يعطي مشاعرنا او يعطينا قيمة كبرى, فما تريدي فعله هو تسليم للأيام فقط, وفقدان قيمتك لنفسك لن يتحسن باستمرارك بعلاقة لا يلقي بها الطرف الآخر بال وجدية نحوك.

طالما أنه حدثت خلافات ولم يعد هناك حديث عن المستقبل وحاولتوا إصلاح الأمور ولم يتحسن الأمر, فإن العلاقة تكون في مرحلة معينة تقودكم للانفصال لربما, ولا يجب أن تجعلي خطأك هو سبب تعلقك, فالإنسان يتعلم من الخطأ بأن لا يعطي الأمان لشخص غير مرتبط به بشكل جدي إطلاقًا, وألا يمنح ثقته بأمور حساسة كهذه..ومن يريدك بالخير لا يطلب ما ليس مناسبًا.

لذلك تشجعي قليلًا وتحدثي معه وحاولي إصلاح أي سوء فهم إذا كان مصرًا على موقفه فأخبريه بانك تأملين منه الخير بأن تبقوا الأمور التي تمت مشاركتها بينكم ولا يتم اطلاع أي أحد عليها لتأثيرها على مستقبلك وحياتك وصورتك ..واطلبي منه حذف كل شيء وأنك تتوقعي النضج الكافي من كليكما ولا تريدي الشعور بعدم الأمان بعد هذه العشرة .

من يتعمد إيذاءك سيؤذيك دون حيل ومحاولات لأخذها, وأنت لا تعرفي إذا كان ثمة نسخ منها, لذا الخوف رغم انه منطقي وأتفهمه لكنه ليس الطريق الصحيح للتعامل مع الأمور, لذلك لا تناقشي الأمر معه  كثيرًا و لا تشعريه بخوفك أو قلقك من أن يتم استغلالها او وصولها لاي شخص, واخبريه بأنك لست وحدك ولن تكوني خائفة من مقاضاته وطلب المساعدة من أهلك إذا حاول أن يضرك, فإشعاره بأنك قوية أمر ضروري ولكن أشعريه بهذا بهدوء وذكاء وثبات انفعالي عالي

لذلك إذا كنتي تشعري بأن هذه العلاقة عبث ومنتهية فأنت مجبورة على أن تكوني شجاعة وتتحملي تبعات خطأك من البداية لا أن تستمري بالخطأ لتحمي نفسك فقط دون ضمان, تحدثي عن الأمر بحسم لمرة واحدة وأنك ستنتظري منه أن يفكر بأخواته ومدى نضج أن يتم حذف كل شيء لا لأنه شخص سيء ولكن لحمايتك من حدوث اي اختراق مثلًا او ضياع الهاتف وماشابه..فاستخدام هذا المدخل بالبداية ايضًا أمر أفضل.