مساء الخير .. لست قادرة على تخطي العلاقة مع زوجي...

من الواضح من استفسارك أن علاقتك بزوجك واعتياده على الابتعاد ومبادرتك لإصلاح الأمر ومحاولاتك أصابتك بنوع من الفتور النفسي والاكتئاب, فاتخاذ الزوج لعادة ترك المنزل بدلًا من التفاهم مع شريكة الحياة يصنع ثغرات كثيرة في العلاقة الزوجية ويجعل الطرف الآخر يفكر في مدى جدية هذه العلاقة وجدواها, فالزواج هو تعاون للمرور بهذه الحياة ومصاعبها..وهرب طرف من المواجهة والتفاهم يعطل الإيمان بهذه العلاقة.

ولكن يتضح أنك مهتمة لأن تكون علاقتك الزوجية أفضل وأن مشاعر الحب له قائمة وهذا أمر هام ومؤشر على إصلاح الأمور إن شاء الله, فمدخل الحب يجعل الأمور أيسر..

وللتعامل مع الزوج والوضع الحالي, بالإمكان أن ترسلي له رسالة نصية أو تطلبي منه لقاءك بمكان هادئ خارج المنزل, وأن تتحدثي معه بذكاء وحسم وحب في آن واحد, توضحي له مشاعرك وحبك وقيمته داخلك..وعلمك بأنه رجل متحضر وواعي ولا يسمح للأمور ان تتبعثر مع زوجته وفي حياته الأسرية وتحتاجي منه ان يكون أكثر احتواء للمواقف والمشاكل وألا يتخذ من الهرب رد فعل دائم ويغادر المنزل..فهذا ليس هو وليس ما تتوقعينه من شخص مميز في حياتك وتحبينه.. فلربما مدخل الحب واختيار الحديث بدقة يجعله يراجع تصرفاته معك ويجعله أكثر ميل لاتخاذ خطوات مسؤولية تجاه أسرته وزوجته..

أيضًا بالإمكان طلب المساعدة من طرف ثالث حكيم وناضج ومشاركته تعبك من هذا الظرف النفسي المتكرر وجعله يتحدث مع الزوج ليدرك ادواره تجاه زوجته وكيف يجب أن يتعامل مع المشاكل ويذكر نماذج لرجال غير مسؤولين من المحيط او المعارف ويوضح بشكل غير مباشر استهجانه لافعالهم..فلربما هذا التدخل الغير مباشر يصنع فارق.

حاولي أن تتركي الأمر للوقت ولتلقاءيته لأني ادرك حجم التعب من تكرار نفس الحال..وأشغلي نفسك بكل ما يطمئنك ويريحك ويجددك نفسيًا مثل التحدث مع الصديقات/ تنظيم سهرة جميلة وإراحة ذهنك/ عمل طقوس مهدئة للأعصاب كمساج للرأس والعينين وشرب مشروب دافئ والاستماع للموسيقى او البودكاست او غيره ومشاهدة فيديوهات مريحة ومبهجة وتسر القلب وتشغل الذهن عن بواعث القلق, ففي نقطة من الحياة تصبح الصحة النفسية اولوية ويجب أن ننتبه إليها جيدًا وتكون محاولاتنا تجاه الغير ليست طاغية على محاولاتنا مع أنفسنا, وإن شاء الله بمرور الوقت تهدأ الأمور وتعود أفضل مما كانت.