مرحبا، أنا سيدة عمري ٢٩ سنة، لدي ولد عمره سنتين و...

أتفهم كونك تشعري بالانزعاج من تدخلات المحيط والأهل في نمط تربيتك وعنايتك بطفلك, فإطلاق الأحكام على ما هو ليس تجربتك الخاصة أمر خاطئ والإلحاح أحيانًا يشعر الشخص بأن تفكيره مشوه ويأخذه لمساحة هواجس لا داعي لها, وإن كانت تدخلاتهم من باب الحب والخوف عليك وعلى طفلك فإن الأسلوب الذي يتم تقديم النصيحة والرأي به ليس أسلوبًا مريحًا.

بداية يجب أن تسألي نفسك حقيقة ما سبب رفضك لاستقدام حاضنة في المنزل على الأقل في ساعات دوامك, هل هو وجود الزوج بالمنزل؟ هل الخوف على امور ثمينة؟ هل عدم الارتياح لوجود شخص في منزلك بمفرده مع طفل؟ هل هو عدم قدرتك على مراقبة او تقييم أداء الحاضنة وليس مثل الحضانة مثلًا التي يكون بها أكثر من مسؤول؟ هل انزعاجك من تنقل شخص غريب داخل منزلك الخاص؟

إذا كانت أحد هذه الأسئلة تجيب عن تصرفك وقناعتك وترينها هامة فإن الأمر كافي لتكون نظرتك صائبة, ولكن لربما لم تفكري بمداخل الحاضنة الخاصة الآمنة, مثل استقدام حاضنة من المعارف والتي تأمني عليها طفلك ومنزلك, أو حاضنة موظفة رسمية في شركة تستطيعي مسائلتها في أي طارئ ..

ومرض الطفل المنتظم بسبب إصابته بالربو أمر طبيعي والحماية المفرطة ليس أمرًا مريحًا, ولكن جربي لشهر مثلًا أن تجعلي أحد يرعاه في المنزل ولاحظي صحته وما إذا كانت أحسن مما هو عليه في الحضانة وكانت صحته النفسية أيضًا متناسبة ولا يمل ويحتاج الأطفال وماشابه, فهذا الأمر ممكن فعله إلى أن تضطري لتركه في رياض الأطفال بالعمر المناسب وليس أمرًا كبيرًا للسماح له بالتأثير فيك, ولا تعتبري هذه الخطوة خضوع لما يطلبونه منك ولكن كتجربة لتشعري بالهدوء وتري ما القرار الأنسب لطفلك فهو أولويتك بالنهاية.

وبالتأكيد رغبتك بالعناية بأطفالك بنفسك ليس خاطئًا فالأفراد تختلف صلابتهم النفسية وقدراتهم في التفاعل مع الحياة والمسؤوليات وعدم احتمال غيرك للعمل والتربية ورعاية منزل لا يعني بأنك لا تستطيعي, ولا يجب أن تسمحي لهم بالتأثير عليك وتسمحي للقلق أن يتفاقم داخلك, فجنينك لا يحتاج منك القلق والخوف بقدر ما يحتاج إراحة نفسك وتنظيم وقتك وحياتك من وقت مبكر وقراءة مقالات ومتابعة حسابات لنساء عاملات وأمهات ومختصات بالتوجيه التربوي لتطلعي أيضًا على تجربتهن وما يمكن أن يسهل عليك عملية موازنة كل هذه الأمور على عاتقك.. 

وأخبري من يوجهك لتوظيف مساعدة بأنك ستجربي الأمر وتلجأي له بالتأكيد إذا شعرت بأنك غير قادرة على إنجاز الأمور بطريقة ترضيك واشكري نصحيتهم بحب وحسم ولا تظهري العناد أو الجدال لتريحي نفسك ولا تدخلي في نقاش سيزيد عبئك النفسي فقط ولن يوصلك لشعور الطمأنينة.

أتفهم هذا الخوف فمهما تطورت فكرة الرعاية المنظمة من خلال شركات وماشابه إلا أن ضمان الأمان لا يكون كاملًا, يمكنك أن توظفي شخص من المعارف أو المقربين الذي بحاجة لعمل مثلًا, ولكن عمومًا فإذا كان الأمر مرفوض داخلك وداخل زوجك فلا يجب أن تجعلي حديث المحيط يؤثر بك, وكل شخص أدرى بظروف حياته وما تتطلبه من قرارات لأجل المصلحة العامة للأسرة والحياة ليست بحاجة إلى تعقيدات أكبر, وإن شاء الله ما تقدمينه من مساعدة مالية لزوجك وحرص على أطفالك أيضًا يكون في ميزان أجرك وهوّني عليك الأمر كما أخبرتك أغلقي النقاشات مع المحيط بالمسايرة لا الجدال, وفي حال احتجتي للمساعدة فلا ضرر من توظيف خادمة بعد ولادتك وكل شيء يكون أوضح في وقته المناسب إن شاء الله.

والعفو نحن دائمًا في خدمتكم